باحث أمريكي عن مهمة سلطان النيادي: الطموح الإماراتي لا يتوقف (حوار)
قال جوزيف باتاليو، الباحث بجامعة ييل الأمريكية، إن مهمة رائد الفضاء سلطان النيادي تمثل إنجازا جديدا لدولة الإمارات.
وأضاف باتاليو، الباحث بقسم علوم الأرض والكواكب بجامعة ييل الأمريكية، أن مهمة رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي تجعلنا نتوقف مجددا أمام الإنجازات التي استطاعت الإمارات تحقيقها في مجال الفضاء خلال وقت قصير جدا.
وأوضح في حوار مع "العين الإخبارية": "كنت سعيدا بما حققته الإمارات خلال الفترة الماضية، من إرسال رائد الفضاء هزاع المنصوري في مهمة قصيرة لمحطة الفضاء الدولية، ثم إطلاق مركبة فضائية غير مأهولة إلى المريخ (مسبار الأمل)، كما أطلقت مستكشفا إلى القمر، وها هي تواصل الإنجازات من خلال إرسال رائد فضاء في مهمة طويلة الأمد".
وأضاف أن هذه المهمة التي تعد الأولى لدولة غير شريكة في محطة الفضاء الدولية، تكشف عن مسعي الإمارات الجدي لتزويد هذا القطاع الحيوي بالكوادر الوطنية المؤهلة، التي تحقق طموحات الإمارات التي يبدو أنها لن تتوقف عند هذه المهمة، وستحمل لنا السنوات القادمة بلا شك إنجازات جديدة.. وإلى نص الحوار..
كيف استقبلت خبر انطلاق رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي إلى محطة الفضاء الدولية؟
لم أفاجأ، فقد عودتنا الإمارات على انتقالها من إنجاز فضائي إلى آخر، وصار ذلك طبيعيا، وأتوقع أن تستمر في هذا النشاط، الذي يخدم أهداف الدولة الطموحة في مجال الفضاء.
من الواضح أنك متابع جيد لبرنامج الإمارات الفضائي؟
بالطبع، فهذا البرنامج استطاع خلال وقت قصير جدا تحقيق إنجازات مهمة خلقت بصمة للإمارات في مجال الفضاء، فقد تابعت تفاصيل المهمة القصيرة السابقة لإرسال رائد فضاء إماراتي لمحطة الفضاء الدولية، وتبع ذلك بفترة ليست طويلة، إطلاق مركبة فضائية غير مأهولة إلى المريخ (مسبار الأمل)، ثم إطلاق مستكشف إلى القمر، وها هي تواصل الإنجازات من خلال إرسال رائد فضاء في مهمة طويلة الأمد، وهي أول مهمة طويلة الأمد لدولة غير شريكة في محطة الفضاء الدولية.
وما الاستفادة المباشرة التي يمكن أن تعود على الإمارات من تلك المهام؟
الاستفادة المباشرة تتمثل في تجهيز كوادر وطنية مؤهلة يمكن أن تفيد في مشروعات مثل بناء مستوطنة على المريخ، وهو المشروع الطموح الذي تهدف الإمارات لتحقيقه بحلول 2117.
كيف ترد على من يتهم مثل هذه المشروعات بأنها ليست أولوية؟
الحاجة إلى الاستكشاف والرغبة في المعرفة من الصفات الإنسانية الفطرية، أما من وجهة نظر علمية، فدعنا نأخذ مثال مسبار الأمل، باعتبار أن لي دراسات متعددة حول المريخ، فنحن نحتاج إلى دراسة المريخ لفهم الأرض بشكل أفضل، ففي حين أن مجال علوم الغلاف الجوي قد أوضح الكثير عن نظام مناخ الأرض، فإن جميع نظرياتنا التي تشرح فيزياء وديناميكيات الغلاف الجوي تأتي حتى الآن من عينة بحجم واحد، وللتأكد من أن فهمنا قابل للتعميم قدر الإمكان، علينا الذهاب إلى كواكب أخرى، وتساعد دولة الإمارات العربية المتحدة عبر مسبار الأمل علماء المناخ على القيام بذلك.
وكيف يستطيع مسبار الأمل القيام بذلك؟
مسبار الأمل هو مهمة فريدة من نوعها، حيث يسمح مداره حول المريخ بالرصد في أوقات مختلفة من اليوم، فالأقمار الصناعية للولايات المتحدة وأوروبا، تدور حول المريخ مرة واحدة يوميًا، ويعد هذا أمرا رائعًا لإنشاء سجل موثوق للطقس، ولكنه يجعلنا نفقد ما يحدث خلال أجزاء كبيرة من اليوم على سطح المريخ، والتباين النهاري مهم جدًا على المريخ، ويساعد مسبار الأمل في سد هذه الفجوات من خلال المراقبة في أوقات مختلفة من اليوم، من خلال الأدوات العلمية التي يحملها المسبار.
عودة إلى مهمة سلطان النيادي باعتبارها الأحدث، كيف سيكون وجوده بمحطة الفضاء الدولية مفيدا لمشروع مستوطنة المريخ؟
العمليات البيولوجية والحيوية التي تحدث للجسم البشري في الفضاء مختلفة عما يحدث في الأرض، ومن ثم فإن إجراء تجارب حول تلك العمليات سيفيد في مشروع مستوطنة المريخ، فحسب ما عرفت، فإن رائد الفضاء الإماراتي سيشارك في 19 تجربة بحثية بعضها يتعلق بصحة الإنسان في الفضاء.