باحث بجامعة واشنطن: مهمة سلطان النيادي بصمة إماراتية جديدة بالفضاء (حوار)
وصف كون وانغ، الباحث بقسم علوم الأرض والكواكب بمركز ماكدونيل لعلوم الفضاء بجامعة واشنطن في سانت لويس، مهمة رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي إلى محطة الفضاء الدولية التي ستنطلق الإثنين، بأنها بصمة جديدة في مجال الفضاء، وحلقة من حلقات "الإبهار الفضائي".
وقال إنه قرأ تفاصيل المهمة التي سيقوم بها رائد الفضاء الإماراتي في محطة الفضاء الدولية، والتي تشير بوضوح إلى أنه لن يذهب في مهمة ترفيهية، لكنه سيؤدي مهام علمية ستفيد على ما يبدو دولته التي تملك مشروعا فضائيا كبيرا.
وتعجب في حواره لـ"العين الإخبارية"، من النظرة التي لا تزال سائدة عند البعض، والتي تنظر إلى الاهتمام بالفضاء على أنه "رفاهية"، وقال: "يعجبني في الإمارات العربية المتحدة أنها تنظر عشرات السنين إلى الأمام، وتدرك ماذا يعنيه الفضاء بالنسبة للمستقبل، وتتصرف على هذا الأساس".. وإلى نص الحوار..
بداية: كيف استقبلت الإعلان عن سفر رائد فضاء إماراتي ثانٍ إلى محطة الفضاء الدولية؟
هي حلقة من حلقات الإبهار الفضائي الإماراتي الذي لا يتوقف، فالدولة التي أرسلت مسبار الأمل للفضاء، ومستكشفا إلى القمر، وأطلقت عددا كبيرا من الأقمار الصناعية، ليس بعيدا عليها أن تهتم بإرسال رواد فضاء لمحطة الفضاء الدولية، وعلى ما أذكر هذه هي المرة الثانية، ولكنها الأطول.
وماذا يعني أن تكون المهمة طويلة؟
هذا يعني أن رائد الفضاء سيقوم بمهام علمية على المحطة، وبالتالي فهو ليس في مهمة ترفيهية.
وما هي قيمة المهام العلمية التي سينفذها رائد الفضاء الإماراتي؟
حسبما قرأت عن تفاصيل المهمة فإن رائد الفضاء الإماراتي سيدرس آثار الجاذبية الصغرى على جسم الإنسان، وأتصور أن ذلك سيكون مفيدا للمشروع الإماراتي لبناء مستوطنة في المريخ.
وهل أنت على اطلاع بتفاصيل هذا المشروع؟
بالطبع، فأنا أعرف أن الإمارات لديها مشروع لبناء مستوطنة في المريخ بحلول عام 2117، وهي تسعى لإعداد الكوادر البشرية التي يمكنها التأسيس علميا لهذه المهمة خلال العقود المقبلة.
رغم ما تقوله، هناك من يعتبر مثل هذه المشروعات رفاهية؟
ما يعجبني أن دولة الإمارات تنظر عشرات السنين إلى الأمام، ولا تلتفت لمثل هذا الكلام، واستطاعت بسبب هذا المنهج، ترك بصماتها بشكل سريع في مجال الفضاء، عبر مشروعات مهمة مثل إرسال مركبة فضائية غير مأهولة إلى المريخ في عام 2021 هي (مسبار الأمل)، في أول مهمة بين الكواكب في العالم العربي، وفي العام الماضي، أرسلت مركبة فضائية إلى القمر.
بما أنك ذكرت "مسبار الأمل"، كيف يمكن أن تكون بياناته مفيدة لكم، لاسيما أني أعلم أن لك دراسة مهمة حول النيازك المريخية؟
يبحث مسبار الأمل في المريخ الحالي ويساعد على اكتشاف المواد المتطايرة بما في ذلك الماء في الغلاف الجوي الحالي وعلى السطح، في المقابل، قامت دراستنا بقياس النيازك المريخية، حيث يبلغ عمرها ملايين إلى مليارات السنين، ونحن نبحث في المعلومات المتحجرة عن المواد المتطايرة في بدايات المريخ، ومن خلال الجمع بين المعرفة المكتسبة من مسبار الأمل وتلك المستمدة من النيازك المريخية، يمكننا تجميع تاريخ تطور المياه على المريخ (من تكوينه حتى الوقت الحاضر).