من هو سلطان طائفة البهرة الذي شهد افتتاح مسجد الحسين؟
صباح الأربعاء، افتتح الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، مسجد الإمام الحسين بن علي رضي الله عنه بالقاهرة، عقب الانتهاء من أعمال ترميمه.
وحرص الرئيس السيسي خلال جولته التفقدية بالمسجد بعد ترميمه، على اصطحاب السلطان مفضل سيف الدين، سلطان طائفة البهرة بالهند، الذي رافقه أشقاؤه وأبناؤه من جهته.
سلطان طائفة البهرة الهندية في ضيافة الرئيس المصري
ظهور سلطان البهرة خلال افتتاح مسجد الحسين، وتوجيه الرئيس السيسي شكره له ولطائفته على جهودها في "الاهتمام بأضرحة آل البيت"، دفع كثيرين للتطلع إلى الإلمام بأبرز المعلومات عن البهرة، وكذلك التعرف على سلطانها مفضل سيف الدين.
من هي طائفة البهرة؟
هي فرقة من الشيعة الإسماعيلية، اتبع أفرادها الإمام الفاطمي الطيب أبوالقاسم، ويعود نسبهم إلى أتباع الإمام المنصور بنصر الله، والذي يمتد نسبه إلى الإمام علي رضي الله عنه، وزوجته فاطمة ابنة الرسول.
ويأتي اسم بهرة، حسب المنشور بموقع "gateway house"، من مصطلح "Gujarati Vohurvu" الذي يعني التجارة، مما يشير إلى أن معظم المتحولين من الهنودسية إلى هذه الطائفة كانوا تجارًا.
ووجدت هذه الطائفة طريقها إلى الهند نتيجة لعدم استقرار أوضاع الدولة الفاطمية في مصر، فعقب وفاة الخليفة الإمام المستنصر في عام 1094م، نشب صراع بين نجليه أحمد المستعلي الفاطمي ونزار المصطفى لدين الله على الحكم، في مواجهات انتهت لصالح الأول.
وظل أتباع المسعتلي في سدة الحكم إلى أن سقطت الدولة الفاطمية على يدي صلاح الدين الأيوبي، ليتجه أفرادها إلى اليمن، التي ارتبطت بعلاقات تجارية نشطة مع موانئ ديبول وماندفي وبوربندر وخمبات في الهند.
ومن هذا المنطلق، صدّر التجار اليمنيون أفكارهم ومعتقداتهم إلى الساحل الغربي للهند كحال بضائعهم، حتى نجحت المهمة بحلول القرن الـ 15 ميلاديًا، حينما بات هذا المذهب سائدًا في السند وجوجارات وديكان.
وكحال مختلف الطوائف، تناوب على خلافة البهرة كثيرون، سارت الأمور خلال فتراتهم بشكل هادئ ومستقر، إلى أن تبدلت الأوضاع عقب وفاة داود السادس والعشرين في عام 1588م، فنشأ خلاف بين فصيلين في الهند، ما بين داود بن قطب شاه، باعتباره المرشح الشرعي، وسليمان بن حسن، الذي دعمه غالبية اليمنيين الطيبيين الإسماعيليين.
بناء على ما سبق، باتت البهرة منقسة إلى طائفتين، الأولى تحت مسمى "البهرة الداوودية" نسبة إلى داوود برهان الدين بن قطب شاه، والثانية "البهرة السليمانية"، تحت لواء زعيمها سليمان بن حسن.
بالنسبة للبهرة الداوودية، استمر تنقلها من مكان لآخر على مدار 300 عام، وتُعد أحد المسارات المهمة التي سلكتها هذه الطائفة، هو توطين التجار مع عائلاتهم في مسقط، وهرمز، وجزر زنجبار، ووأرخبيل لامو، وساحل مريما، ومومباسا، وهذا بحلول أوائل القرن الـ 19.
لهذه الطائفة حضور داخل مصر، وهو ما أكدت عليه الدكتورة سعاد عثمان، أستاذة علم الاجتماع والأنثروبولوجيا بكلية البنات جامعة عين شمس، خلال سطور كتابها "الطوائف الأجنبية فى مصر.. البهرة نموذجًا".
فخلال هذا الكتاب، كشفت المؤلفة أن طائفة البهرة بدأت تتوافد على العاصمة المصرية القاهرة فى سبعينيات القرن الماضي، وأقاموا في المنطقة الفاطمية منها، قبل أن يفضلوا الانتقال إلى حي المهندسين، التي تحتضن مقر إقامة سلطانهم.
من هو سلطان طائفة البهرة؟
أما عن السلطان مفضل سيف الدين، فهو الابن الثاني لسلطان البهرة الراحل الدكتور محمد برهان الدين، وُلد في مدينة سورت غرب الهند في عام 1946، وينتسب لأسرة اعتنقت الإسلام منذ بدء انتشاره في الهند.
ولعب والده دورًا فاعلًا في حياته، فبعيدًا عن تربيته، شجعه ودعمه في مسيرته التعليمية، حتى تخرج في معهد الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، كما حرص على تزويجه حتى أنجب 3 ذكور و2 من الإناث.
هذه النشأة، شجعت الأب على تعيين مفضل سيف الدين سلطانًا للطائفة في سنة 2011، وهذا قبل عامين من وفاته، ليكون السلطان رقم 53 ضمن سلسلة الدعاة المطلقين الفاطميين (لقب سلطان البهرة).
ومن منطلق ما وهبه الله به، صُنف السلطان فضل سيف الدين من بين أكثر 500 مسلم مؤثر في سنة 2014، وبعدها بعام، حصد جائزة السلام العالمي من منطلق مساهمته في تعزيز حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية.
العلاقة الطيبة بين "فضل" ومصر، دفعته إلى بذل الأموال لمساندة "المحروسة"، فتبرع بـ 10 ملايين جنيه مصري لصالح صندوق "تحيا مصر" 3 مرات خلال أعوام 2014 و2016 و2018.
aXA6IDMuMTcuMTgxLjEyMiA= جزيرة ام اند امز