سلطان سعود القاسمي يحاضر عن الفن التشكيلي العربي
"تأثيرات السياسة في الفن التشكيلي العربي" المحاضرة التي ألقاها سلطان سعود القاسمي على طلاب كلية الفنون والصناعات الإبداعية بجامعة زايد
أقامت كلية الفنون والصناعات الإبداعية بجامعة زايد، فرع أبوظبي، حلقة حوارية مع الشيخ سلطان سعود القاسمي الناشط الثقافي ومؤسس "بارجيل للفنون"، تحدث خلالها عن التأثيرات السياسية التي صاحبت مسيرة الإبداع التشكيلي العربي. حضرت الحلقة الدكتورة ماريلين روبرتس نائبة مدير جامعة زايد، والدكتورة آن ماري رينييه عميدة كلية الفنون والصناعات الإبداعية، وأعضاء الهيئة التدريسية، وجمع كبير من الطالبات ولفيف من المهتمين.
واستعرض القاسمي في حديثه المسارات التي سلكها التعبير الفني في البلدان العربية، منذ أقدم العصور بدءاً من زمن الفراعنة، وكيف أدت التطورات والمتغيرات السياسية إلى التأثير فيها بمستويات مختلفة، وبالتالي خلق المواضيع والمفاهيم التي عالجتها وتشكيل الوعي الجمالي العربي عبر الأجيال. وأوضح أن الفنانين العرب واكبوا التحولات التي شهدتها بلدانهم، منذ أوائل القرن الماضي، في إطار السعي للتحرر من قبضة المحتل الأجنبي، ثم أصبحوا لسان حال النهضة التي عكست نهوض بلدانهم، وبشكل خاص في النصف الثاني من القرن ذاته، وذلك في سياق حضاري سادته مفاهيم "الوطنية" والقومية" و"التنمية" وغيرها.
وقدم القاسمي قراءة متأملة في الفضاء التشكيلي العربي عبر العديد من النماذج والأمثلة، التي حلل من خلالها أشهر أعمال فنانين مثل محمود مختار، سيف وانلي، أدهم وانلي، عبد الهادي الجزار، وحامد عويس "في مصر"، الذين مجدوا إنجازات ثورة يوليو، وكل من جواد سليم وشاكر حسن آل سعيد وجماعة بغداد للفن الحديث "في العراق"، الذين جسدوا رموز التحرير والاستقلال، ومحمد إيسياخم "الجزائر"، الذي انشغل كثيراً بالهوية، وعمل مع آخرين على إيجاد طراز من الفن الوطني المتميز بطابع عربي إسلامي إفريقي، وإسماعيل شمّوط ومصطفى الحلاج ومنى حاطوم "فلسطين" الذين واكبوا تحولات الانتفاضة وما بعدها، كما جسّدوا معاناة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال وبكاء رموزه الثابتة الخالدة مثل المسجد الأقصى وقبة الصخرة، وفاتح المدرس ومروان قصاب باشي "سوريا"، وخليفة القطان "الكويت" الذي تناول بحماس فكرة القومية العربية.
وألقى سلطان بن سعود القاسمي الضوء على الحركة التشكيلية الإماراتية وازدهارها في ظل قيام دولة الاتحاد، محللاً أعمال كل من عبد الرحيم سالم وإبراهيم العوضي وعبد القادر الريس، وما يتسم به كل منهم في التفرد والتجديد والتعبير الأصيل عن الهوية الاتحادية للمواطن والمجتمع الإماراتي والاستلهام من تراثه. وفي ختام حديثه، شارك المحاضر في حوار مفتوح مع الطالبات، حثهن على الاستزادة من البحث والدراسة في الفن التشكيلي واتجاهاته ومتابعة التطورات التي تلاحقه في العالم حالياً، والتي تستفيد لغته وأدواته خلالها من القفزات الهائلة في التكنولوجيا والاتصال.