قمة "إيكواس" تبحث مكافحة الإرهاب في غرب أفريقيا
قادة وممثلو حكومات المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "إيكواس" بحثوا في قمة غير عادية إجراءات التصدي لتنامي خطر الإرهاب في المنطقة
بحث قادة وممثلو حكومات المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "إيكواس"، السبت، إجراءات التصدي لتنامي خطر الإرهاب في المنطقة.
- قمة غير عادية لـ"إيكواس" لبحث التدهور الأمني في غرب أفريقيا
- فرنسا وألمانيا تعتزمان تعزيز مكافحة الإرهاب غرب أفريقيا
جاء ذلك خلال أعمال القمة التي انطلقت السبت بواجادوجو عاصمة بوركينا فاسو، بحضور مدعوين من دول عربية وأفريقية أخرى، وممثلين عن الشركاء الدوليين.
وناقش القادة الأفارقة سبل العمل الجماعي لمنع الإرهاب ومكافحته على نحو أكثر فعالية، وتعزيز التعاون والتنسيق وإعادة تحديد المجالات ذات الأولوية للدول الأعضاء.
وفي مستهل القمة، تطرق رئيس مفوضية المجموعة الاقتصادية جان كلود برو إلى "2200 هجوم (وقعت) في الأعوام الأربعة الأخيرة، إضافة إلى 11 ألفا و500 قتيل وآلاف الجرحى وملايين النازحين ونشاط اقتصادي تأثر في شكل كبير ونزاعات طائفية متفاقمة" في منطقة الساحل.
من جهته، أكد رئيس بوركينا روش مارك كريستيان أن "الأخطار باتت عابرة للحدود".
وقال "نحن جميعا معرضون وليس هناك بلد في منأى"، مذكرا بأن "تصاعد العنف تسبب بأزمة إنسانية غير مسبوقة" في بلاده وبأن "مدارس وبنى تحتية صحية تم إغلاقها فيما دمرت رموز للدولة".
وأشار إلى أن جميع بلدان المنطقة معنية بالإرهاب، وستكون هذه القمة فرصة لاتخاذ حزمة من الإجراءات القوية والعاجلة للقضاء على الإرهاب الذي يهدد المنطقة.
وقتل ما لا يقل عن 30 من سكان بوركينا فاسو في هجمات هذا الأسبوع.
من جانبه، قال رئيس النيجر محمدو إيسوفو "لا يمضي يوم من دون خسائر بشرية"، مشددا على أن الوضع "طارئ" فيما "يتوسع الخطر إلى الجنوب".
بدوره، عبر موسى فكي رئيس لجنة الاتحاد الأفريقي عن استعداد الاتحاد للتعاون مع هذا التكتل بغية تحقيق الأهداف المرجوة في محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة باعتبارهما أبرز معوقات التنمية في القارة السمراء.
وجدد ممثلو الشركاء في مداخلاتهم استعدادهم لتقديم مزيد من الدعم للجهود المبذولة لمحاربة الإرهاب والتطرف والجريمة المنظمة في فضاء الساحل والصحراء.
وتسعى فرنسا وشركاؤها الغربيون من وراء هذه القمة إلى تجسيد رؤية للأمن الجماعي يتم من خلالها إشراك دول خليج غينيا المعرضة لخطر الإرهاب.
وناقشت القمة صياغة مشاريع مشتركة بين دول غرب أفريقيا، بما فيها دول الساحل ودول خليج غينيا لمنع أي تمدد للإرهاب.
تهديدات متزامنة
وجاء افتتاح القمة الاستثنائية العشرين لدول غرب أفريقيا ببوركينافاسو، في خضم موجة هجمات إرهابية يواجهها البلد المضيف سقط خلالها عدد كبير من الضحايا المدنيين والعسكريين.
كما تأتي أعمال القمة في وقت تتضاعف عدد الهجمات المسلحة في المنطقة، حيث بلغت عدد العمليات الإرهابية نحو 462 خلال الفترة من (2016-2018)، حسب رصد مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الأمريكي.
وحذرت الأمم المتحدة والصليب الأحمر من حدوث مجاعة في بوركينا فاسو، مع تزايد عدد الفارين من العمليات الإرهابية في البلاد، وعدم القدرة على توفير الاحتياجات الغذائية والطبية للنازحين.
ووفقا للجنة الدولية للصليب الأحمر "حُرم 500 ألف شخص من الرعاية الصحية منذ يناير/كانون الأول الماضي بسبب الإرهاب، وأصيب 125 مركزا صحيا في شهر أغسطس/آب الماضي، وبات 1.2 مليون شخص مهددون بالمجاعة وسوء التغذية".
وأنشأت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا المعروفة "إيكواس" في شهر مايو/أيار عام 1975 بموجب اتفاقية لاجوس.
ووقعت على الاتفاقية 15 دولة من دول المنطقة، لإيجاد تكتل يجمع بينها ويوحد قدراتها الاقتصادية ومواقفها السياسية ويضمن لها الاستقرار الأمني.
وتشتمل الأهداف التي نصت عليها الاتفاقية خلق وتشجيع التعاون بين الدول الأعضاء في جميع المجالات الخدمية والإنتاجية، من أجل الرفع من المستوى المعيشي والتنموي لشعوب المنطقة والقارة الأفريقية بوجه عام.
وتضم المنظمة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا في عضويتها الآن 14 دولة، وهي ساحل العاج، وبنين، ومالي، وبوركينا فاسو، والسنغال، والتوكو، وغينيا بيساو، والنيجر، ونيجيريا، وليبيريا، وسيراليون، وغامبيا وغانا، وجزر الرأس الأخضر.
aXA6IDUyLjE0LjE2Ni4yMjQg جزيرة ام اند امز