الذكاء الاصطناعي
قمة الحكومات تعيد تصميم الخدمات المستقبلية بطرق مبتكرة
جلسات ومنتديات اليوم الثاني من قمة الحكومات تتناول عدة مواضيع؛ من أهمها مستقبل الاقتصاد في عصر الثورة الصناعية والعشوائية المنظمة
ترتبط الثورة الصناعية الـ4 بشكل وثيق ومباشر باستخدام التقنية الرقمية والذكاء الاصطناعي، فهي بمثابة المحرك الرئيس لها، وتشير آخر الدراسات إلى الاهتمام المتزايد واللافت من قبل الدول والحكومات لتسخير التكنولوجيا في الخدمات المستقبلية.
وأكد عارف المهيري، المدير التنفيذي لمركز دبي للإحصاء، أهمية توظيف التقنيات الحديثة للارتقاء بمستوى الخدمات الحكومية، بما ينسجم مع توجهات القمة العالمية للحكومات، التي انطلقت الأحد، ومحاورها الاستراتيجية للذكاء الاصطناعي، التي ترسم ملامح مستقبل الخدمات والقطاعات والبنية التحتية في العالم طرق مبتكرة.
وفي ظل هذه التحديات ركزت القمة العالمية للحكومات على استدامة التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في التعامل مع الخدمات الحكومية بطرق مبتكرة لتحقيق التنمية وتطوير الأفراد والمجتمعات.
ونجحت دولة الإمارات في تبني استراتيجية مستدامة للذكاء الاصطناعي بفضل اعتمادها على التكنولوجيا الرقمية والشباب خلال العقدين الماضيين وشرعت مبكراً في التخطيط للتحول إلى مدن ذكية وخضراء تحقق التنمية المستدامة لأجيال المستقبل.
ويشير تقرير جديد صدر خلال المنتدى الاقتصادي العالمي تحت عنوان "تسخير تقنيات الذكاء الاصطناعي لصالح الأرض" إلى أن تقنيات الذكاء الاصطناعي وصلت إلى مفترق طرق تاريخي من ناحية تطبيقات الاستدامة وهذا ما سيؤدي إلى تطورات سريعة في مجالات مثل البيانات الضخمة والتجهيزات والخوارزميات المعقدة وزيادة الاستفادة من تلك الأدوات لمنفعة القطاع والشركات الناشئة العاملة فيه.
وقالت الدكتورة روضة السعدي، مدير عام هيئة الأنظمة والخدمات الذكية في أبوظبي إن الذكاء الاصطناعي يمثل أهم مخرجات الثورة الصناعية الـ4 لأنه يفتح الأبواب لابتكارات ليس لها حدود، ويتوقع أن يؤدي إلى مزيد من الثورات الصناعية التي ستحدث تغييراً جذرياً في حياة الإنسان، ولهذا من الضروري السعي للاستفادة منه واستباق التحديات التي قد تنجم عنه.
وأضافت: "تستهدف استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي قطاعات حيوية منها الطاقة المتجددة والمياه والبيئة والنقل والصحة والفضاء والتعليم والتكنولوجيا والمرور والاقتصاد، بحيث تكون حكومة الإمارات الأولى في العالم في استثمار الذكاء الاصطناعي بمختلف قطاعاتها الحيوية وخلق سوق جديدة واعدة في المنطقة ذات قيمة اقتصادية عالية ودعم مبادرات القطاع الخاص وزيادة الإنتاجية".
ويعد تشجيع البحث واستخدامات الحلول المبتكرة في مجالات الذكاء الاصطناعي والروبوتات من أجل التصدي للتحديات التي تواجهها 3 قطاعات رئيسية هي الصحة، والتعليم، والخدمات الاجتماعية، هو الهدف الأساسي للقمة العالمية للحكومات، لذلك أطلق الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، خلال القمة العالمية للحكومات التي عُقدت في فبراير/شباط عام 2015، جائزة الإمارات للروبوت والذكاء الاصطناعي لخدمة الإنسان.
وتهدف الجائزة إلى رفع مستوى الوعي العام بالفرص الواعدة التي توفرها هذه التطبيقات وبأهمية ترجمة الأفكار الإبداعية إلى واقع ملموس بُغية تطوير الخدمات التي تقدمها حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة.
وأعلنت وزارة الصحة ووقاية المجتمع في الإمارات، إنه سيتم الإعلان عن مبادرات جديدة خلال القمة العالمية للحكومات من أجل الارتقاء بالقطاع الصحي إلى أرفع المستويات، وبما يحقق المعايير العالمية للجودة، ويتلاءم مع الاستراتيجية الصحية الوطنية، ورؤية الإمارات 2021 ومئوية الإمارات 2071 الهادفة إلى إيجاد مستقبل صحي فريد قائم على الابتكار.
وقال الدكتور يوسف محمد السركال، الوكيل المساعد لقطاع المستشفيات بوزارة الصحة ووقاية المجتمع في الإمارات، إنَّ الذكاء الاصطناعي سيؤدي دوراً هائلاً في تطوير الخدمات الصحية، مشيراً إلى أنَّ الوزارة تعمل في توظيف خدمات الذكاء الاصطناعي لتخفيف الضغط على الطبيب وتسهيل الوصول للخدمات الصحية في أقل مدة زمنية.
وأضاف أن وزارة الصحة ووقاية المجتمع وضعت أولويات تتلاءم مع مسيرة التنمية الشاملة في الإمارات، لأن الهدف دوماً هو توفير خدمات صحية عالمية متكاملة وشاملة ومتميزة ومبتكرة، لضمان وقاية المجتمع من الأمراض، ونشر توعية على أعلى المستويات، لأن الوقاية دوماً هي الأساس في الرعاية الطبية للمجتمعات.
وتواصلت، صباح الإثنين، في دبي فعاليات الدورة الـ7 للقمة العالمية للحكومات بعد يوم حافل من النشاطات والورش والفعاليات التي شكّلت منصة تفاعلية لتجارب العالم في مجالات الابتكار والخدمات الحكومية الرقمية والذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات.
وتتناول جلسات ومنتديات اليوم الثاني من القمة عدة مواضيع؛ من أهمها مستقبل الاقتصاد في عصر الثورة الصناعية والعشوائية المنظمة: منهج حكومات المستقبل، وكيف تستطيع الحكومات خلق بيئات محفزة للتكنولوجيا ومستقبل العالم والذكاء الاصطناعي في خدمة الصحة، ومستقبل التنقل في عصر الثورة الصناعية، وإعلام المستقبل، والحوار العالمي للسعادة، وجودة الحياة، ومنتدى المهارات المتقدمة ومستقبل الوظائف والتوان بين الجنسين والمرأة في الحـكومة وحوكمة الذكاء الاصطناعي المناخي.
aXA6IDMuMTQyLjIxMi4xMTkg جزيرة ام اند امز