قمة ساخنة في بكين.. هل تذيب التجارة خلافات الصين وأوروبا؟

في قمة صينية أوروبية بطابع اقتصادي وسياسي اليوم الخميس في بكين، دعا الاتحاد الأوروبي إلى "تقدم ملموس" بالتجارة، وسط توتر
بسبب العجز التجاري وموقف بكين من الحرب الأوكرانية.
والتقى الرئيس الصيني شي جين بينغ في بكين الخميس زعيمي الاتحاد الأوروبي أنطونيو كوستا وأورسولا فون دير لايين، بحسب ما أعلنت وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا" الرسمية، في قمّة تُعقد وسط خلافات بين الطرفين تشمل ملفات شتّى من التجارة إلى الحرب في أوكرانيا.
ودعا الرئيس شي خلال لقائه في بكين الخميس زعيمي الاتحاد الأوروبي إلى تعزيز "الثقة المتبادلة" في العالم الراهن المضطرب، مشدّدا على أنّ الطرفين قادران على إيجاد "أرضية مشتركة" رغم الخلافات الكثيرة التي تباعد بينهما.
- الصين تدعو أوروبا للتراجع عن «أخطائها».. أولوية فرض المصالح
- 3 تريليونات دولار.. دول «الحزام والطريق» تستحوذ على 50% من تجارة الصين
أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ في كلمته خلال القمة على ضرورة تعميق الثقة بين الصين والاتحاد الأوروبي في عالم مضطرب، لكن قادة الاتحاد دعوا إلى "حلول حقيقية" لتجاوز نقطة التحول، وذلك خلال اجتماعهم في بكين يوم الخميس.
سعت القيادة الصينية إلى التقارب مع الاتحاد الأوروبي، إذ تُقدم نفسها كشريك أكثر موثوقية من الولايات المتحدة، وركيزة أساسية للاستقرار في عالم مضطرب.
لكن الاتحاد الأوروبي أوضح أنه سيواجه انقسامات عميقة حول التجارة، ومخاوف من أن تُغرق السلع الصينية الرخيصة والمدعومة الأسواق الأوروبية، ودعم بكين الضمني لحرب روسيا ضد أوكرانيا.
دعوة أوروبية لإحراز "تقدّم ملموس" في الملف التجاري
دعا رئيس المجلس الأوروبي أنتونيو كوستا الخميس الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى إحراز "تقدم ملموس" في مجال التجارة، في وقت يسعى الاتحاد الأوروبي لإعادة التوازن إلى العلاقة التجارية مع بكين.
وقال كوستا في إطار قمة أوروبية صينية تنظم في بكين "نحن بحاجة إلى تقدم ملموس في المسائل المتعلقة بالتجارة والاقتصاد، ونرغب كلانا أن تعود العلاقة ... بالفائدة المتبادلة".
كما أكد كوستا للزعيم الصيني أن الاتحاد الأوروبي يرغب في رؤية "تقدم ملموس في القضايا المتعلقة بالتجارة والاقتصاد، وأن كلانا يريد أن تكون علاقتنا... مفيدة للطرفين".
في معرض ترحيبه برئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا في قاعة الشعب الكبرى المزخرفة ببكين، قال شي: "كلما ازداد الوضع الدولي خطورةً وتعقيدًا، زادت أهمية تعزيز التواصل بين الصين والاتحاد الأوروبي، وزيادة الثقة المتبادلة، وتعميق التعاون".
وفي ظل هذه الظروف المضطربة، قال شي إنه يجب على القادة الصينيين والأوروبيين "اتخاذ خيارات استراتيجية صائبة تلبي تطلعات الشعب وتصمد أمام اختبار التاريخ".
وردًا على ذلك، قالت فون دير لاين: "من الضروري أن تُدرك الصين وأوروبا مخاوفهما المتبادلة، وأن تتقدما بحلول حقيقية".
وحذرت من أن العلاقات وصلت إلى "نقطة تحول".
العجز التجاري في صدارة المفاوضات
يتصدر العجز التجاري المتفاقم مع الصين، والذي بلغ حوالي 360 مليار دولار العام الماضي، جدول أعمال الاتحاد الأوروبي، والذي وصفته فون دير لاين بأنه "غير مستدام".
رفضت بكين هذه المخاوف، مُصرةً على أن على بروكسل "إعادة التوازن في عقليتها"، وليس في علاقاتها الاقتصادية مع الصين.
وأضافت فون دير لاين أن بروكسل ستطالب الصين بتسهيل وصول الشركات الأوروبية إلى الأسواق، وتخفيف ضوابط تصدير المعادن النادرة ذات الأهمية الاستراتيجية.
فرض الاتحاد الأوروبي رسومًا جمركية باهظة على السيارات الكهربائية المستوردة من الصين، بحجة أن الدعم الصناعي الذي تقدمه بكين يُضعف منافسيها الأوروبيين بشكل غير عادل.
رفضت الصين هذا الادعاء، وأعلنت عما اعتُبر على نطاق واسع تحقيقات انتقامية في واردات لحم الخنزير والبراندي ومنتجات الألبان الأوروبية.
والمصدر الرئيسي الثاني للاحتكاك هو الحرب في أوكرانيا ــ تقول بروكسل إن العلاقات السياسية والاقتصادية المتعمقة بين الصين وروسيا منذ الحرب في عام 2022 تمثل دعما ضمنيا لموسكو ساعد اقتصادها على تحمل العقوبات الغربية الشاملة.
وفي الأسبوع الماضي، اعتمد الاتحاد الأوروبي حزمة عقوبات جديدة على روسيا بسبب الحرب، شملت بنكين صينيين، مما دفع وزير التجارة الصيني إلى تقديم "احتجاجات رسمية" لنظيره في الاتحاد الأوروبي.