مواجهات المعارضة تعطل الترتيبات الأمنية بجنوب السودان
قالت سلطات جنوب السودان إن المواجهات التي دارت داخل المعارضة المسلحة التي يتزعمها ريك مشار، النائب الأول لرئيس الجمهورية، أدت إلى تعطيل تنفيذ الترتيبات الأمنية.
وقال مايكل مكوي لويث، وزير الإعلام والمتحدث باسم الحكومة الانتقالية بجنوب السودان، في تصريحات للصحفيين بجوبا اليوم السبت: "هناك عدة عوامل تحول دون تنفيذ بنود الترتيبات الأمنية ومن أبرزها القتال الذي تشهده صفوف المعارضة المسلحة بعد انقسامها الأخير، فنحن لا نعلم حتى الآن من هو الشخص الذي يسيطر على الجيش والوضع العسكري بالمعارضة حتى تتم دمج قواته داخل الجيش الموحد مع بقية القوات التابعة للفصائل الأخرى الموقعة على اتفاق السلام".
ولفت لويث إلى أن هناك ضرورة لتوقف الاقتتال بين مجموعات المعارضة المسلحة المنقسمة حتى تتمكن الأطراف من التركيز على تنفيذ بنود اتفاق الترتيبات الأمنية.
وفي أغسطس/آب المنصرم، اندلعت اشتباكات في منطقة أعالي النيل بين أنصار مشار والموالين للجنرال سايمون قاتويج، بعدما حاول الأخير أن يحل محل مشار في رئاسة الحزب الذي ينتمي إليه كلاهما، بالحركة الشعبية لتحرير السودان، إلا أن مشار أعلن في وقت لاحق بأنه لا يزال يسيطر على الأوضاع داخل الحركة متهما من أسماهم "أعداء السلام" بالوقوف خلف الجنرال قاتويج.
واندلعت الاشتباكات في أعالي النيل بعدما أعلن خصوم مشار عزله من رئاسة الحزب ومن جناحه العسكري، فيما اعتبره حلفاء الرجل "انقلابا فاشلا".
ونصت مادة الترتيبات الأمنية في اتفاق السلام الموقع بين الحكومة وعدد من الفصائل المعارضة، على إصلاح القطاع العسكري وتشكيل قوات مشتركة تكون نواة للجيش المستقبلي للبلاد.
ووفق مراقبين، فإن تأخير عملية تخريج القوات المشتركة، التي أمضت أكثر من عام في التدريبات، يرجع إلى عدم توفر اللوجستيات، على الرغم من أن اتفاق السلام نص على تخريج هذه الدفعة وتوزيعها مع بداية تشكيل الحكومة الانتقالية الجديدة في فبراير/شباط 2020.
وفي سبتمبر/أيلول 2018، وقعت الحكومة والمعارضة المسلحة بدولة جنوب السودان، اتفاق سلام وتقاسم للسلطة، بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، جرى بموجبه تشكيل حكومة انتقالية ممثلة لجميع الأطراف الموقعة، دون استكمال كافة هياكلها.