بعد التقاعد.. كيف يبني أعضاء الكونغرس الأمريكي ثرواتهم؟
قد تبدو مغادرة الكونغرس الأمريكي خسارة كبيرة لأعضائه، لكن الواقع يكشف أن الكثير منهم يصبحون أكثر ثراء بعد التقاعد.
ويحصل أعضاء الكونغرس الأمريكي على راتب سنوي يبلغ 174 ألف دولار ولا يمكنهم الحصول على مصادر أخرى للدخل، ومع ذلك توجد الكثير من الطرق التي يبني من خلالها المشرعون السابقون ثرواتهم.
وكشف موقع "بيزنس إنسايدر" الأمريكي عن عدد من الطرق المشروعة التي يجني من خلالها أعضاء الكونغرس المال، بعد تقاعدهم، مثل مبيعات الكتب أو عوائد المحافظ الاستثمارية.
وقال الموقع إن المشرعين السابقين غالبا ما يصبحون هدفا للأشخاص الذين يتطلعون إلى الاستفادة من شهرتهم ومن معرفتهم بخفايا الكابيتول ومن علاقاتهم بزملائهم السابقين، وهو ما يعني أن بإمكان أعضاء الكونغرس المتقاعدين الانضمام إلى جماعات الضغط، أو تولي مناصب شرفية في مجالس الإدارة أو تقديم خدمات استشارية، أو إلقاء خطابات مدفوعة الأجر.
ورغم أنه من النادر أن يتعرف الجمهور بشكل تفصيلي على أنشطة الأعضاء السابقين في الكونغرس عقب التقاعد مباشرة، فإن الوثائق المالية للنائب الديمقراطي السابق توم سوزي تكشف الكثير.
كان توم سوزي نائبا عن نيويورك بين عامي 2017 و2023 ويستعد حاليا للعودة إلى مقعده القديم حيث يشارك في الانتخابات الخاصة التي ستجري في 13 فبراير/شباط المقبل ليحل محل جورج سانتوس الذي طُرد مؤخرا بسبب فضائحه.
وبموجب القانون الفيدرالي، يتعين على كل من سوزي ومنافسته الجمهورية مازي بيليب تقديم وثائق تتضمن تفاصيل أصولهما ودخلهما وغيرها من المعلومات المالية خلال العام الأخير.
وكشفت وثائق سوزي زيادة دخله أكثر من 3 أضعاف بعد مغادرته الكابيتول هيل، حيث حقق العام الماضي دخلا قدره 652.500 ألف دولار أي ما يقرب من 3.75 أضعاف المبلغ الذي كان يتقاضاه كنائب.
ومن بين هذا المبلغ الإجمالي، جاء مبلغ 535 ألف دولار كرسوم مدفوعة لشركة استشارية أنشأها سوزي في نفس الشهر الذي ترك فيه الكونغرس.
كما حصل على راتب قدره 35 ألف دولار من شركة "هرقل" للأدوية، كما حقق دخلا بآلاف الدولارات من استثمارات أخرى بما في ذلك الأسهم.
في المقابل لم تكشف مازي بيليب عن نفس مستوى الدخل لمنافسها الديمقراطي لكن النسخ الأولية من إقراراتها المالية تحتوي على مخالفات، حسبما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
وشملت المخالفات الإبلاغ عن مبلغ 100 ألف دولار من الممارسة الطبية لزوجها في العامين الماضيين قبل تعديله ليصبح 13500 دولار فقط كما ذكرت أنها مدينة بمبلغ يتراوح بين 100 ألف دولار و250 ألف دولار لمصلحة الضرائب قبل أن تتراجع وتعلن سدادها المبلغ بالكامل.
وكشفت بيليب أيضًا عن امتلاكها ما بين 16000 دولار و75000 دولار من عملة البيتكوين وما لا يقل عن 50000 دولار من الأسهم في شركة متخصصة في مجال الروبوتات والذكاء الاصطناعي.
وتسلط الإقرارات المالية والزيادة الكبيرة في ثروة سوزي خلال العام الماضي الضوء على الحجج التي طالما قدمها المدافعون عن إصلاح الكونغرس حول حاجة المشرعين إلى الحصول على رواتب أكبر أثناء وجودهم في مناصبهم من أجل تقليل الحافز للاستفادة من الأموال بعد التقاعد.