من «غرفة روزفلت».. بايدن يحذر الكونغرس من «أعظم هدية» لبوتين
من "غرفة روزفلت" بالبيت الأبيض، حذر الرئيس الأمريكي من أن عدم التوافق على رصد أموال إضافية لأوكرانيا سيكون "أعظم هدية" للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
والأربعاء، حض جو بايدن أعضاء الكونغرس المنقسمين على سرعة الإفراج عن مساعدات عسكرية إضافية لأوكرانيا، محذرا من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يتوقف عند حدود أوكرانيا وقد يذهب إلى مواجهة مع حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وأعرب بايدن عن استعداده لإجراء "تسويات كبرى" مع الجمهوريين الذين يعرقلون الإفراج عن 60 مليار دولار مخصصة لأوكرانيا، بهدف المقايضة على تمرير إجراءات مشددة ضد المهاجرين عند الحدود مع المكسيك.
وقال بايدن في كلمة بالبيت الأبيض "هذا لا يمكن أن ينتظر".
وأضاف الرئيس الأمريكي "بصراحة أعتقد أنه أمر مذهل أننا وصلنا إلى هذه النقطة في المقام الأول، مع استعداد الجمهوريين في الكونغرس لإعطاء بوتين أكبر هدية يمكن أن يأمل بها".
وجاءت تصريحات بايدن في أعقاب قمة عبر الفيديو مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وزعماء دول مجموعة السبع لمناقشة تعزيز المساعدات الغربية لكييف.
وحذّر بايدن، الذي كان يتحدث من "غرفة روزفلت" في البيت الأبيض وخلفه صورة للرئيس الأمريكي خلال حقبة الحرب العالمية الثانية فرانكلين روزفلت، من أن بوتين في حال هزم أوكرانيا "لن يتوقف عند هذا الحد".
وقال: "إذا مضى قدما ثم هاجم حليفا في حلف شمال الأطلسي (..) عندئذ سيكون لدينا شيء لا نسعى إليه ولا يحدث اليوم: قوات أمريكية تقاتل قوات روسية".
وألغى زيلينسكي بشكل غير متوقع كلمة له عبر الفيديو أمام أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي أمس الثلاثاء كان من المقرر أن يدعو فيها لمواصلة تمويل قواته.
ومن المقرر أن يجري مجلس الشيوخ تصويتا إجرائيا في وقت لاحق الأربعاء على حزمة مساعدات طارئة بقيمة 106 مليارات دولار مخصصة لكييف وإسرائيل في حربها ضد حماس ولأمن الحدود.
وحذر البيت الأبيض من أن الأموال المخصصة لمزيد من المساعدات لأوكرانيا ستنفد بحلول نهاية العام في حال لم يوافق الكونغرس على تخصيص أموال جديدة لكييف.
تسويات
يشترط الجمهوريون في مجلس الشيوخ من أجل دعم التمويل الإضافي لأوكرانيا قبول الديمقراطيين إقرار إصلاحات على نظام اللجوء إضافة إلى تشديد الأمن على الحدود.
وأصبح النقاش متوترا على نحو متزايد مع انسحاب بعض أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين من جلسة إحاطة مغلقة الثلاثاء.
ورغم انتقادهم بسبب موقفهم "المتطرف"، إلا أن بايدن لوّح بغصن الزيتون للجمهوريين بشأن هذه القضية.
وأعرب بايدن عن استعداده لتقديم تنازلات قائلا "أنا على استعداد للقيام بتسويات كبرى بشأن الحدود.. أنا مستعد لتغيير السياسة".
وأعلنت الخارجية الأمريكية بشكل منفصل عن دفعة مؤقتة بقيمة 175 مليون دولار من المساعدات الجديدة لأوكرانيا تشكل ذخيرة لمنظومات صواريخ هيمارس.
ويسلط الخلاف الضوء على تراجع الدعم الغربي لأوكرانيا مع تعثر هجومها المضاد ووسط ضغط قوات بوتين لتحقيق مكاسب جديدة.
واستخدمت أوكرانيا في الهجوم أسلحة غربية تقدر قيمتها بمليارات الدولارات، لكن الخطوط الأمامية بالكاد تغيرت منذ أكثر من عام، كما تكثفت الهجمات الروسية على طول الجبهة.