ظاهرة القمر الأزرق العملاق.. كيف تؤثر على كوكب الأرض؟
يوصف القمر بأنه الرفيق الدائم للأرض، إذ إنه أقرب الأجرام السماوية لكوكبنا، ويصل الرفيق السماوي إلى أقرب مسافة من رفيقه غدا الإثنين في ظاهرة تعرف باسم القمر العملاق.
ويحدث القمر العملاق، وهو مصطلح شائع أكثر من كونه علميا، عندما تتزامن مرحلة القمر الكاملة مع دوران قريب بشكل خاص حول الأرض، ويحدث هذا عادة ثلاث أو أربع مرات فقط في السنة وبشكل متتابع، نظرا لمدار القمر المتغير باستمرار والبيضاوي الشكل.
ويقول نوح بيترو، عالم مشروع مسبار الاستطلاع القمري التابع لوكالة ناسا في تصريحات صحفية إن " القمر العملاق ليس أكبر حجما، لكنه قد يبدو كذلك، على الرغم من أن العلماء يقولون إن الاختلاف قد يكون بالكاد محسوسا".
ويضيف: "ما لم تكن قد نظرت إلى الكثير من الأقمار الكاملة أو قارنتها بالصور، فمن الصعب ملاحظة الاختلاف، لكن يجب على الناس المحاولة".
تأثير ظاهرة القمر الأزرق العملاق على الأرض
ويتكرر القمر العملاق هذا العام 4 مرات، ويمنح تاريخيا اسما مميزا لكل مرة، حيث يحصل قمر الغد على اسم "القمر الأزرق".
وسيكون القمر الغد على بعد 224.917 ميلاً (361.970 كيلومترًا) من الأرض، وسيكون القمر التالي على بعد 3000 ميل (4484 كيلومترًا) تقريبًا في ليلة 17 سبتمبر إلى صباح اليوم التالي، كما سيتكشف خسوف جزئي للقمر في تلك الليلة، ويمكن رؤيته في معظم أنحاء الأمريكتين وأفريقيا وأوروبا حيث يسقط ظل الأرض على القمر، مما يشبه لدغة صغيرة.
وسيكون القمر العملاق في أكتوبر/ تشرين الأول هو الأقرب هذا العام حيث سيبعد عن الأرض مسافة 222055 ميلاً (357364 كيلومترا)، يليه القمر العملاق في نوفمبر/ تشرين الثاني على مسافة 224853 ميلاً (361867 كيلومترا).
ويشيع البعض اتجاها غير مثبت علميا يربط بين ظاهرة القمر العملاق وحدوث زلازل على الأرض، ومن بين هؤلاء متنبئ الزلازل الهولندي فرانك هوغربيتس، غير أن الخبراء يرفضون هذا الكلام غير المثبت علميا.
ويقول شريف الهادي رئيس قسم الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيفية لـ"العين الإخبارية": " عندما يكون القمر في أقرب مسافة له من الأرض، تكون قوة الجاذبية أكبر من المعتاد، ولكن التأثير حينها يقتصر على ظاهرة المد والجزر الشهيرة، ولا توجد علاقة بين حدوث الزلازل وموقع القمر أو الشمس".
ويضيف: " إذا حدث زلزال عن طريق الصدفة في أحد أيام القمر العملاق، فهذا لا يعني أن الزلزال وقع بسبب تأثيرات جاذبية القمر، فلا توجد إثباتات علمية بأن الزلازل تحدث بسبب جاذبية القمر".