دعم فلسطين من ثوابت الإمارات.. مساعدات عاجلة وحراك دبلوماسي متواصل
مساعدات إماراتية عاجلة للفلسطينيين تتوج حراكا دبلوماسيا متواصلا لوقف التصعيد وحماية جميع المدنيين ودفع الجهود تجاه مسار سلام شامل وعادل.
جهود إنسانية ودبلوماسية تجسد مواقف إماراتية أخوية صادقة لدعم فلسطين وقضيتها العادلة وتعبر عن نهج الإمارات الأصيل تجاه دعم الأشقاء في مختلف الظروف ومد يد العون لهم الذي يعد من ثوابت دولة الإمارات.
ومنذ السبت، يتعرض قطاع غزة لقصف إسرائيلي عنيف متواصل، في أعقاب هجوم مباغت وغير مسبوق لحركة "حماس" على مستوطنات ومدن إسرائيلية في غلاف القطاع، أسفر عن مقتل نحو ألف إسرائيلي وإصابة المئات وأسر العشرات.
وتسبب القصف الإسرائيلي في تدمير واسع النطاق في قطاع غزة، ومقتل أكثر من 770 وإصابة نحو 4000 آخرين، وتداعيات إنسانية كبيرة.
20 مليون دولار
وفي ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يمر بها الفلسطينيون، أمر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، بتقديم مساعدات عاجلة إلى الأشقاء الفلسطينيين بمبلغ 20 مليون دولار .
يأتي هذا الدعم من خلال وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" التي تحرص على توفير التعليم، والرعاية الصحية، والخدمات الاجتماعية للاجئين الفلسطينيين، حيث يتم تمويل الوكالة بالكامل تقريباً من خلال مساهمات الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة.
4 أهداف
يأتي توجيه القيادة الإماراتية بتقديم مساعدات عاجلة للفلسطينية، بالتزامن مع حراك دبلوماسي إماراتي متواصل، يتركز على تحقيق 4 أهداف وهي:
-ضرورة وقف التصعيد.
-ممارسة أقصى درجات ضبط النفس لحماية أرواح جميع المدنيين
- الدعوة لتحرك عاجل من قبل المجتمع الدولي لاحتواء الموقف
- العمل الجاد على دفع الجهود المبذولة لتحقيق السلام الشامل الذي يضمن الحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليميين
ضمن أحدث تلك الجهود، بحث الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية خلال اتصال هاتفي اليوم الثلاثاء مع يوكو كاميكاوا وزيرة خارجية اليابان تطورات الأوضاع في المنطقة وسبل دعم جهود خفض التصعيد بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى وحماية المدنيين.
وناقش الجانبان تداعيات التصعيد الجاري لاسيما الإنسانية والأمنية، وأهمية تعزيز الجهود المبذولة من أجل تهدئة الأوضاع بكافة السبل الممكنة.
وأكد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان أهمية أن تتركز جميع الجهود الدولية والإقليمية في الوقت الراهن على وقف التصعيد والعنف بشكل عاجل وممارسة أقصى درجات الحكمة، ودعم مسار التهدئة وحماية المدنيين من تبعات هذا الوضع المتأزم.
واتفق الوزيران على استمرار التنسيق والمشاورات خلال الفترة المقبلة ، والعمل من أجل احتواء الوضع الحالي وتجنيب المنطقة المزيد من التصعيد.
تأتي تلك المباحثات الهاتفية غداة لقاء الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان في لندن جيمس كليفرلي، وزير الخارجية وشؤون الكومنولث والتنمية في المملكة المتحدة وإيرلندا الشمالية، جرى خلاله بحث مستجدات الأوضاع في المنطقة والتصعيد الجاري على الصعيد الإسرائيلي الفلسطيني.
وأكد الجانبان أهمية التنسيق بين كافة الأطراف الدولية الفاعلة من أجل احتواء الأزمة الراهنة عبر كافة الوسائل والحلول الممكنة، وكذلك التصدي لجميع الأعمال الاستفزازية التي تستهدف زعزعة أمن واستقرار المنطقة وتهديد شعوبها.
وفي اليوم نفسه، بحث الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان خلال اتصالات هاتفية مع سيرغي لافروف وزير خارجية روسيا الاتحادية والشيخ سالم عبدالله الجابر الصباح وزير خارجية دولة الكويت وإيلي كوهين وزير خارجية دولة إسرائيل ويائير لابيد زعيم المعارضة في إسرائيل تطورات الأوضاع التي تشهدها المنطقة.
وأكد خلال الاتصالات الهاتفية أن الوضع الراهن يتطلب تحركا عاجلا من كافة الأطراف الدولية الفاعلة من أجل تخفيف حدة التوتر والحيلولة دون خروج الوضع عن السيطرة.
كما أكد ضرورة ممارسة أعلى درجات الحكمة، مشدداً على أهمية تهدئة الأوضاع، وأكد أن المنطقة بحاجة ماسة إلى الاستقرار وهو ما لم يتحقق دون تبني خيار السلام الشامل والعادل والأمن المستدام.
وكان الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي قد بحث الأحد خلال اتصال هاتفي مع أنتوني بلينكن وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية تطورات الأوضاع في المنطقة والتصعيد الجاري على الصعيد الإسرائيلي الفلسطيني.
جهود دبلوماسية إماراتية على أعلى مستوى، قادها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات بنفسه، الذي أجرى خلال الأيام الماضية اتصالات هاتفية مع عاهل الأردن الملك عبدالله الثاني بن الحسين والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والسوري بشار الأسد والفرنسي إيمانويل ماكرون ومستشار النمسا كارل نيهامر وإسحاق هرتسوغ رئيس إسرائيل وجاستن ترودو رئيس وزراء كندا..تتعلق بتطورات الأوضاع التي تشهدها المنطقة.
وبحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مع القادة - خلال الاتصالات - ضرورة وقف التصعيد والتهدئة وممارسة أقصى درجات ضبط النفس لحماية جميع المدنيين والحفاظ على أرواحهم.
كما بحث أهمية التحرك العاجل من قبل المجتمع الدولي لاحتواء التوتر ودفع الجهود المبذولة تجاه مسار السلام الشامل والعادل الذي يضمن عدم إدخال المنطقة في أزمات جديدة تهدد أمنها واستقرارها.
حراك في مجلس الأمن
واكب تلك الجهود أيضا حراك إماراتي في مجلس الأمن الدولي الذي عقد اجتماعا مغلقا، الأحد، حول الشرق الأوسط، بما فيه القضية الفلسطينية، لبحث التطورات الأخيرة وتصعيد الوضع.
وأكدت لانا نسيبة المندوبة الدائمة لدولة الإمارات العربية المتحدة لدى الأمم المتحدة، بعد الاجتماع المغلق أهمية أن يستخدم أعضاء المجلس القنوات الدولية وكذلك الثنائية للدعوة إلى الهدوء وتهدئة التصعيد بالتركيز على حماية المدنيين على الجانبين.
وشددت على "أن الكثيرين من أعضاء المجلس يؤمنون بأن فتح الأفق السياسي في المستقبل، الذي يؤدي إلى تطبيق حل الدولتين هو السبيل الوحيد لحل هذا الصراع".
وشهد مجلس الأمن الدولي على مدار الفترة الماضية حراكا متواصلا لدعم القضية الفلسطينية، والدفع نحو تحقيق سلام شامل وعادل.
وسبق أن حذرت الإمارات من أن أعمال العنف الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين "يُهدد بحدوث اشتباكات أكثر خطورة وحالة عارمة من الفوضى"، وشددت على " السلام العادل والشامل والدائم".
ودعت دولة الإمارات في بيان سابق أمام مجلس الأمن الدولي، التي تعد عضوا به عن الفترة 2022-2023، المجتمع الدولي لأن يضع ثقله في التعامل مع المسألة الفلسطينية كملف ذي أولوية، عبر المساعدة في استئناف مفاوضات جادة وفعالة، تستند إلى المرجعيات الدولية المتفق عليها، وفي مقدمتها حل الدولتين.
عطاء إنساني
مواقف إنسانية وسياسية متتالية، تأتي ضمن جهود إنسانية ودبلوماسية متواصلة لدعم الشعب الفلسطيني.
ولا تمر فترة قليلة إلا وتوجه القيادة الإماراتية بتقديم دعم ومساعدات للفلسطينيين.
وكان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، قد وجه 6 يوليو/ تموز الماضي، بفتح حساب مشترك والمساهمة بمبلغ 15 مليون دولار أمريكي لدعم عمليات وكالة "أونروا" وخدماتها، ولتوفير المساعدات العاجلة للأسر الفلسطينية، خاصة إعادة تأهيل الخسائر في مدينة جنين ومخيمها والتي شهدت خلال الفترة الماضية اعتداءات إسرائيلية كان لها تداعيات على آلاف الأشخاص.
جاء هذا الدعم بعد نحو أسبوعين من توجيه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، بتقديم مبلغ 7.3 مليون درهم دعماً لبلدية مدينة الخليل الفلسطينية.
وفي 3 يونيو/حزيران الماضي، أعلنت دولة الإمارات عن مساهمتها بمبلغ وقدره 20 مليون دولار أمريكي؛ لدعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا).
دعم استبقه، توجيه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، في 16 مارس/آذار الماضي، بتقديم 3 ملايين دولار لدعم إعادة إعمار بلدة حوارة الفلسطينية.
ذلك الدعم جاء بعد نحو 3 أشهر من تسليم قطاع غزة أكبر قافلة مساعدات طبية، تضم أدوية ومستلزمات طبية ضرورية، بتبرع سخي من دولة الإمارات العربية المتحدة.
وجاء إرسال القافلة الطبية لغزة بعد نحو شهر من قيام دولة الإمارات بتوقيع اتفاقية تعاون مع منظمة الصحة العالمية، لدعم مستشفى المقاصد الذي يعد أكبر مستشفى أهلي خيري تعليمي في القدس الشرقية بـ25 مليون دولار.
مواقف تأتي جميعها ضمن جهود دولة الإمارات المستمرة لدعم قدرات المؤسسات الصحية الفلسطينية وتلبية متطلبات الشعب الفلسطيني في المجالات الإنسانية والمعيشية والصحية والاجتماعية والتعليمية وغيرها.
وبلغ إجمالي المساعدات الإماراتية لفلسطين خلال الفترة من 2010 حتى 2021، مبلغ 1.14 مليار دولار أمريكي، منها مبلغ 254 مليون دولار لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (الأونروا).
مواقف ودلالات
مواقف إنسانية تناغمت مع أخرى سياسية ودبلوماسية قوية، عبر بيانات متتالية تصدرها وزارة الخارجية الإماراتية، متى استدعت التطورات، تناشد فيها إسرائيل بالوقف الفوري للحملات المتكررة والمتصاعدة ضد الشعب الفلسطيني، وتدعو المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته واتخاذ إجراءات حازمة ومكثفة، تسهم في تهدئة الأوضاع على الأرض وإحياء عملية السلام.
مواقف تحمل رسائل قوية تؤكد من خلالها دولة الإمارات أن دعمها للقضية الفلسطينية لا يقتصر على الجانب السياسي فقط، بل يصاحبه دعم إنساني وتنموي يستهدف تعزيز صمود الفلسطينيين، بما يساهم بالدفع في تحقيق حل الدولتين من خلال إقامة دولة فلسطينية مستقلة على أساس حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
تحركات متتالية على مختلف الأصعدة تؤكد من خلالها دولة الإمارات، دعمها الأبدي للقضية الفلسطينية، وأن توقيعها اتفاق سلام مع إسرائيل في 15 سبتمبر/أيلول 2020 لم ولن يكون على حساب القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، وإنما توظفها دولة الإمارات دائما لدعم حقوقه.