«مناورة سميث» تهدد حصانة ترامب أمام المحكمة العليا
خطوة مفاجئة أقدم عليها المدعي العام الفيدرالي الأمريكي جاك سميث بعدما طلب من المحكمة العليا إجراء مراجعة سريعة لادعاءات الرئيس السابق دونالد ترامب حول تمتعه بـ"حصانة مطلقة" من الملاحقة الجنائية بسبب سلوكه خلال توليه منصبه.
المحكمة سرعان ما ردت بأنها ستنظر في الالتماس وطلبت من فريق ترامب الرد بحلول الأسبوع المقبل حسبما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
وقالت الصحيفة إن إحدى الطرق لفهم مناورة سميث هي أنه شعر أن القضية ستصل في النهاية إلى المحكمة العليا، ففضل التخلص منها مبكرا على أمل إبقاء محاكمة ترامب في المسار الصحيح، حيث يهدد ادعاء ترامب حول الحصانة بتأخير محاكمته بشأن تخريب انتخابات 2020 المقررة في 4 مارس/آذار المقبل.
وأضافت "واشنطن بوست" أنه يمكن أيضا تفسير مناورة سميث في إطار ثقة المدعي العام من النتيجة، وأنه يسعى لكشف خدعة ترامب الأمر الذي يعرض الرئيس السابق لانتكاسة مبكرة كبيرة في قضاياه الجنائية.
وفي مناسبات متعددة حكمت المحكمة العليا ضد ترامب ورفضت بالإجماع مطالباته بالحصانة المطلقة.
وخلال ولايته زعم ترامب أنه وبصفته رئيساً يتمتع بحصانة مطلقة من أمر استدعاء صدر من المدعي العام لمنطقة مانهاتن، للحصول على سجلات من شركة المحاسبة التي يملكها منذ فترة طويلة.
وفي مشهد شهير، أثار أحد قضاة محكمة الاستئناف ادعاء ترامب عام 2016 بشأن قدرته على إطلاق النار على شخص ما، وسأل القاضي عما إذا كانت حجة الحصانة المطلقة التي قدمها الرئيس تعني أنه يمكنه فعل ذلك دون أن يواجه حتى تحقيقاً في أثناء وجوده في منصبه.
لكن قضاة المحكمة العليا أجمعوا على أن الرئيس لا يتمتع بحصانة مطلقة من أمر الاستدعاء.
وقال رئيس المحكمة جون جي روبرتس جونيور إن المحامي العام لترامب رفض تأييد المدى الكامل لحجة الحصانة حيث اكتفى بضرورة وجود "معيار مرتفع" للحصول على أدلة من الرئيس خلال وجوده في منصبه.
وخلافا لهذه القضية التي بحثت الحصانة المطلقة لرئيس ما زال في منصبه، فإن القضية الحالية تتعلق بحصانة الرئيس السابق من الملاحقة الجنائية على أفعال ارتكبها في أثناء وجوده في البيت الأبيض.
وتكشف القضية عن صعوبة الحجة التي يمكن أن يقدمها محامو ترامب في المحكمة العليا خاصة وأنه خلال القضية السابقة المتعلقة بأمر الاستدعاء دافع المحامي ويليام كونسوفوي عن حصانة الرئيس خلال وجوده في منصبه مؤكدا أنها "ليست حصانة دائمة" والآن يجادل فريق ترامب بأنها حصانة دائمة.
ووضع جاك سميث الكرة في ملعب المحكمة العليا ذات الميول المحافظة والتي يتكون ثلثها من القضاة الذين رشحهم ترامب وأصبح على المحكمة الأعلى في البلاد أن تحسم القضية مبكرا.
وإذا جاء الحكم لصالح ترامب فلن يكون من الممكن إدانة ترامب أبدا وهو ما يعني دخول الولايات المتحدة حقبة جديدة من السلطة الرئاسية بحسب "واشنطن بوست".
أما إذا حكمت المحكمة ضد ترامب مجددا فستصبح تكتيكات ترامب لتأخير محاكماته بلا معنى بعد مناورة سميث الذكية.
aXA6IDE4LjIyNC41Mi4xMDgg جزيرة ام اند امز