ترامب المتقدم.. كيف يصبح ديكتاتورا بأدوات ديمقراطية؟
عزز ترامب تقدمه في السباق الجمهوري في حين أثارت ديكتاتوريته "ليوم واحد" المخاوف وسط تحذيرات من استخدامه أدوات الديمقراطية لتخريبها.
وقبل أسابيع قليلة من انطلاق الانتخابات التمهيدية في ولاية أيوا، أظهر استطلاع جديد للرأي أجرته شبكة "إن بي سي نيوز" أن ترامب يتفوق على منافسه الأقرب حاكم فلوريدا رون ديسانتس بفارق 32 نقطة.
وكشف الاستطلاع أن ترامب حقق قفزة بمقدار 8 نقاط عن أكتوبر/تشرين الأول الماضي حيث قال 51% من المشاركين المحتملين في الانتخابات التمهيدية أن ترامب هو مرشحهم الأول حسبما ذكر موقع "ذا هيل" الأمريكي.
وبحسب الاستطلاع، حصل ديسانتس على 19% من دعم الناخبين المحتملين بزيادة 3 نقاط عن أكتوبر/تشرين الأول الماضي في حين استقرت نسبة تأييد السفيرة السابقة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي عند 16%.
ورغم إصرار بعض الجمهوريين أن ترامب كان يمزح حين قال إنه لن يصبح ديكتاتورا إلا في اليوم الأول له في السلطة، اعتبر الخبراء أن التصريح يعكس تفكيره في كيفية تعزيز سلطته حسبما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
ويعكس التصريح نمط ترامب الذي أدلى بعدة تصريحات تشير إلى إمكانية استخدامه سلطات خارجة عن الدستور لتفعيل أجندته كما أوضح أنه سيذهب إلى ولاية ثانية بنظرة أوسع لحدود السلطة التنفيذية.
ويقول الباحثون في مجال القانون الدستوري إن ترامب لا يحتاج لأن يكون ديكتاتورا حتى يقوم بتخريب الديمقراطية بل على العكس يمكنه استخدام أدوات الديمقراطية لتحقيق ذلك.
وقال ديفيد بوزين، أستاذ القانون في كلية الحقوق بجامعة كولومبيا "أعتقد أننا يجب أن نأخذ تصريحه على محمل الجد باعتباره نافذة على عقليته، واعترافًا بمخططاته الاستبدادية، حتى لو كانت التداعيات السياسية الدقيقة غير واضحة حتى بالنسبة له".
وبالفعل بدأ ترامب ومساعدوه التخطيط للانتقام في حالة عودته للبيت الأبيض حيث تعهد علنا بتعيين مدع خاص "لملاحقة" الرئيس الديمقراطي جو بايدن وعائلته كما أخبر مستشاريه مؤخرا أنه يريد من وزارة العدل التحقيق مع المسؤولين والحلفاء الذين ينتقدون ولايته الأولى.
وقال دانييل تريسمان، أستاذ العلوم السياسية في جامعة كاليفورنيا "إذا أُعيد انتخابه سيستخدم كل سلطاته الدستورية لتحقيق أجندته".
وأضاف "يمكنه أن يفعل الكثير بأمر تنفيذي.. ونعلم أن طريقته هي التحرك بسرعة وكسر الأمور قبل أن تتمكن المحاكم من اللحاق بها".
ويقول الباحثون إن النظام الأمريكي يعاني من نقاط ضعف يمكن استغلالها من قبل شخص عازم على قلب الأعراف الديمقراطية، وأشاروا إلى بعض الإجراءات التي قد يتخذها ترامب دون إعلان نفسه ديكتاتورًا.
فمثلا قال ترامب إنه في حال فوزه سيعين الموالين له الحريصين على تنفيذ رغباته. وقال ويلفريد كودرينجتون، الأستاذ بكلية الحقوق في بروكلين "إنه يستعد لتعيين أشخاص تعهدوا ببذل قصارى جهدهم لضمان حصوله على أقصى قدر من السلطة".
ويمكن أن يلجأ ترامب إلى طرد أعداد كبيرة من الموظفين الفيدراليين في اليوم الأول، وكان قد اقترح قبيل مغادرته لمنصبه تغيير الوضع الوظيفي لآلاف موظفي الخدمة المدنية حتى يتمكن من التخلص من الذين يعتبرهم غير موالين ويصفهم بـ"الدولة العميقة".
وقد يلجأ ترامب لاستخدام قانون التمرد لحشد الجيش لإخماد أي احتجاجات قد تنشأ ضد حكومته بالقوة وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" مؤخرًا أن مساعديه صاغوا خططًا لاحتمال تفعيل القانون في أول يوم له في منصبه.
ويمكن لترامب أن يستميل وسائل الإعلام ويخلق "ديكتاتورية مغزلية"، وفقا لبيتر كريكو، كبير المحاضرين في جامعة إيوتفوس لوراند في بودابست.
وقال حلفاء ترامب إن الإدارة الثانية ستستهدف "الأعداء" في وسائل الإعلام من خلال وزارة العدل.
ورغم انتقاداته المتكررة لتورط الولايات المتحدة في صراعات أجنبية لا تحظى بشعبية، إلا أن الصلاحيات الواسعة للرئيس الأمريكي في مسائل الحرب والسلام قد تدفع ترامب للجوء إلى عمل عسكري في الخارج لصرف الانتباه عن قمع الحقوق في الداخل.
aXA6IDMuMTQ1LjM0LjIzNyA= جزيرة ام اند امز