ألاباما المحافظة.. هل تفتح باب البيت الأبيض أمام ترامب؟
تُعقد المناظرة الجمهورية الرابعة في ولاية ألاباما الأمريكية المحافظة التي أعطت خريطة طريق للرئيس السابق دونالد ترامب الساعي بقوة للعودة للبيت الأبيض.
ورغم غيابه عن المناظرة الرابعة، يهيمن الجمهوريون الموالون لترامب على الولاية التي يساعد مسارها السياسي في فهم ديناميكيات سباق البيت الأبيض العام المقبل بحسب تقرير لوكالة "أسوشيتدبرس" الأمريكية.
وقالت الوكالة إن إحدى استراتيجيات ترامب هي التأكيد على مساعدته للأجناس جميعها في ظل دفاعه عن الأمريكيين العاديين الذين نسيتهم النخب الحاكمة في واشنطن العاصمة، وهي الاستراتيجية التي يستخدمها أيضا كوسيلة للدفاع ضد 4 لوائح اتهام جنائية متهما مؤسسات الدولة بالهجوم عليه في إطار قمعها للمواطنين.
والحقيقة أن هذه الاستراتيجية هي ذاتها النهج الذي تردد صداه في ولاية ألاباما قبل فترة طويلة منذ ظهور ترامب على الساحة السياسية معتمدا على التظلم وسياسات الهوية البيضاء.
فالمكان الذي سيستضيف المناظرة يقع بالقرب من المكان الذي شهد معارضة حاكم الولاية السابق الديمقراطي جورج والاس لتسجيل الطلاب السود في جامعة ألاباما خلال حركة الحقوق المدنية.
وقالت تيري لاثان، الحاكمة الجمهورية السابقة للولاية إن موقف والاس كان يعني بالنسبة إليه محاربة السلطات الاتحادية قبل أن يترشح على المستوى الوطني تحت شعار "الوقوف من أجل أمريكا".
وأضافت أن "سكان ألاباما لا يحبون أن يُقال لهم كيف يعيشون"، مشيرة إلى شعار الولاية "نحن نجرؤ على الدفاع عن حقوقنا".
ومثله كمثل والاس، الذي ترشح للرئاسة 4 مرات وحكم الولاية لـ16 عاما، يحظى ترامب بدعم قوي من قِبَل البيض المحافظين ثقافيا ودينيا، الذين تأثروا بشعاره "لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى".
وقال برنت بوكانان، خبير استطلاعات الرأي الوطني التابع للحزب الجمهوري: "يختلف ترامب عن والاس، لكنه يقدم شكلاً من أشكال الحنين إلى الماضي".
من جانبه، اعتبر المؤرخ واين فلينت أن القاسم المشترك عبر العصور هو مجموعة كبيرة من الناخبين الذين يشعرون أنهم لا يحصلون على الاهتمام وأنه ليس هناك الكثير من المستقبل لهم واعتبر أن ترامب مثل والاس حلل هذا القلق ببراعة.
وقال الديمقراطي بيل باكسلي النائب العام السابق للولاية إن الحرب الأهلية وسياسات إعادة الإعمار هي التي دفعت الجنوبيين البيض للتصويت للحزب الديمقراطي احتجاجا على الحزب الجمهوري باعتباره حزب الرئيس لينكولن الذي فاز بالحرب، واستمر هذا التوجه حتى توقيع الرئيس جونسون في الستينات على تشريع الحقوق المدنية لتتحول الولاية مجددا إلى الحزب الجمهوري.
وأضاف باكسلي أن "الديمقراطيين الوطنيين المعتدلين والتقدميين تركزوا في شمال ألاباما، في حين تركز الرجعيون في جنوبها.
وأشار إلى أن والاس نجح باعتباره سياسيا موهوبا في جعل الفصل العنصري حجته الرئيسية.
ومنذ عام 1964، ذهبت الأصوات الانتخابية في ألاباما مرة واحدة فقط إلى رئيس ديمقراطي هو جيمي كارتر.
وبعد تنصيب الرئيس الجمهوري رونالد ريغان، ظلت السباقات الانتخابية في ألاباما تركز على المرشح الذي يمكنه سد الفجوة بين الشعبوية الاقتصادية والمحافظة الثقافية، حسبما قال منظم استطلاعات الرأي الديمقراطي زاك مكراري.
وكان الناخبون في ألاباما على طريق التحول نحو ترامب فبينما اختار الجمهوريون، المرشحين المعتدلين جون ماكين وميت رومني لانتخابات الرئاسة في عامي 2008 و2021 صوت سكان الولاية في الانتخابات التمهيدية لصالح الشعبويين مايك هاكابي وريك سانتوروم.
aXA6IDE4LjExOS4xMDYuNjYg جزيرة ام اند امز