«سلطة بلا حدود».. ولاية ترامب الثانية تضع أمريكا بـ«مفترق طرق»
تمثل الانتخابات الرئاسية الأمريكية في 2024 حلقة بالغة الأهمية في تاريخ الولايات المتحدة حيث تضع الفرضية الدستورية للحكم على المحك، في ظل مطالبات الرئيس السابق دونالد ترامب، بـ«سلطة رئاسية غير خاضعة للرقابة».
وترامب، الذي يبدو حتى الآن المرشح الأوفر حظا لخوض السباق الرئاسي عن الحزب الجمهوري، لا يرى أي حدود لسلطته في حال عودته للبيت الأبيض وهو ما يثير أسئلة دستورية خطيرة حول حدود السلطة الرئاسية بحسب تحليل لشبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية.
- سباق البيت الأبيض.. ترامب يستدعي «الحملات الصليبية» في وجه بايدن
- رفض منح ترامب الحصانة في هجوم الكابيتول.. قرار لا يخلو من تبعات
وقالت الشبكة إن «ادعاءات ترامب بأن الرئيس الديمقراطي جو بايدن هو الشخص الذي يدمر الديمقراطية تظهر أن مسيرة ترامب السياسية المبنية على الادعاء ما زالت فعالة في تحفيز ناخبيه».
وترامب الذي تعهد باستخدام ولايته الجديدة "للانتقام" من خصومه، يجادل بأنه بحكم دوره كرئيس سابق فهو محصن ضد القوانين، وهو ما يسلط الضوء على الطريقة التي سيتصرف بها إذا فاز في انتخابات العام المقبل نظرا لاعتقاده الواضح بأن أي إجراء قد يتخذه الرئيس "قانوني".
وقد ينتهي الأمر بالمحاكم إلى أن تكون المؤسسة الوحيدة التي تقف في طريق ترامب الذي يواجه 4 محاكمات جنائية، 2 منها بسبب ادعاءاته الكاذبة بتزوير انتخابات 2020 التي خسرها، لكنه يؤكد أنه غير مذنب في القضايا جميعها.
وفي رأي تاريخي رفضت القاضية تانيا تشوتكان التي ستترأس محاكمة ترامب فيما يتعلق بتخريب انتخابات 2020 التي ستبدأ في مارس/آذار استيلاءه على السلطة.
ومن المرجح أن يأخذ ترامب القضية إلى المحكمة العليا في إطار محاولاته لتأجيل محاكماته الجنائية لما بعد نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
ورفضت تشوتكان عدة جوانب من حجة ترامب ووصلت إلى جوهر رؤيته للسلطة عندما كتبت أن "خدمته التي دامت 4 سنوات كقائد أعلى للقوات المسلحة لم تمنحه الحق الإلهي للملوك في التهرب من المساءلة الجنائية".
وتعد فكرة خضوع الرؤساء لنفس القيود القانونية التي يخضع لها أي مواطن آخر، وأن كل أمريكي متساو أمام القانون، هي أساس النظام القانوني والسياسي الأمريكي الذي يسعى ترامب باستمرار إلى قلبه، بحسب التحليل.
ويتضح ذلك من خلال محاولته تصوير جهود محاسبته على محاولاته للتشكيك في نزاهة انتخابات 2020 باعتبارها محاولة من إدارة بايدن لتزوير انتخابات 2024.
وفي هذا الإطار استهدف ترامب الرئيس بايدن وقال إنه "مدمر الديمقراطية الأمريكية إنه هو وشعبه هادمو الحلم الأمريكي.. لقد مات الحلم الأمريكي بوجودهم في السلطة.. إنه أمر محزن".
واعتبرت "سي إن إن" في تحليلها أن "فكرة أن ترامب مدافع عن الديمقراطية (سخيفة)"، مشيرة إلى "مقاطعته للتقليد الطويل للتداول السلمي للسلطة بعد انتخابات 2020".
وقالت إن "من سمات ترامب اتهام الخصم بارتكاب تجاوزات هو نفسه مذنب بها كما أنه يمتلك قدرة فريدة على تصنيع حقائق زائفة واستخدامها كأدوات للسلطة وهو ما يتضح في الملايين من أنصاره الذين يعتقدون مثله أن انتخابات 2020 سرقت".
وردا على ادعاءات ترامب قال المتحدث باسم حملة بايدن عمار موسى: "بعد قضاء أسبوع في الدفاع عن خطته لانتزاع الرعاية الصحية من ملايين الأمريكيين، هذه هي أحدث محاولاته اليائسة لتشتيت الانتباه.. الشعب الأمريكي يدرك ذلك جيدًا ولن ينجح".
وكان ترامب قد تعهد مؤخرا بمحاولة إلغاء قانون الرعاية الصحية (أوباما كير) إذا فاز العام المقبل، ثم عاد إلى التراجع عن القضية التي يعتبرها الجمهوريون خاسرة سياسيا.
وفي مؤشر على ميول ترامب "الاستبدادية" قبل أسابيع من أول انتخابات تمهيدية للحزب الجمهوري في ولاية أيوا، لا يزال منافسو ترامب مترددين في مهاجمة خطابه المناهض للديمقراطية الأمر الذي يخيف الناخبين المعتدلين بحسب الشبكة الإخبارية.
وعلى ما يبدو، يتجنب منافسو ترامب رد فعل الناخبين المتعاطفين مع ادعاءاته وهو ما يتماشى مع فشل الحزب الجمهوري في تقييد أو معاقبة الرئيس السابق.
aXA6IDMuMTQ5LjI5Ljk4IA== جزيرة ام اند امز