تحرير المحرر.. مخطط مشبوه لحرف بوصلة المعركة الرئيسية باليمن
ناشط سياسي قال إن القوات الإخوانية المنضوية تحت لواء الشرعية خدعت الآلاف من اليمنيين وجعلتهم يقعون فريسة للإعلام القطري المحرض
شهدت الساحة اليمنية خلال الأيام الماضية أحداثا دراماتيكية، وذلك بظهور مخطط مشبوه يسعى لحرف بوصلة المعركة الرئيسية ضد الانقلاب الحوثي المدعوم من إيران، وبدء عمليات عسكرية لتحرير المناطق المحررة بالفعل جنوب وشرق اليمن.
ومنذ عدة أشهر، كان هذا المخطط هو الهدف الأسمى لمثلث الشر المتربص باليمن (إيران- قطر- تركيا)، الذي عمل عبر خلايا تابعة لحزب الإصلاح (الذراع اليمنية لتنظيم الإخوان الإرهابي)، على إرباك المناطق المحررة، بهدف إحراج دول التحالف العربي.
أحبطت دول التحالف العربي والأجهزة الأمنية اليمنية المؤامرة تلو الأخرى، وفيما كان الجميع يطالب بالتركيز على التصدي للانقلاب الحوثي والمشروع الإيراني بالزحف نحو صنعاء الخاضعة للانقلابيين منذ 5 سنوات كانت المفاجأة بتحرك مفاجئ نحو محافظة شبوة جنوب شرقي البلاد.
تعرضت قوات النخبة الشبوانية لهجوم وصفه مراقبون بـ"الغادر وغير المبرر"، كون تلك القوات تم تجهيزها على مدار سنوات بحرفية عالية، وتمتلك سجلا حافلا في تثبيث الاستقرار بالمحافظة، والتصدي للعناصر الإرهابية من خلال عمليات عسكرية مشهودة.
وأكدت مصادر عسكرية، لـ"العين الإخبارية"، أن قوات النخبة ظلت حريصة على عدم سفك الدماء والالتزام بالتهدئة، تلبية لدعوات التحالف العربي ووساطات قادها زعماء قبليون، إلا أنه تم الغدر بها، وذلك بتحشيد قوات قادمة من مأرب، المحافظة الشرقية التي تتكدس بداخلها ألوية عسكرية إخوانية جمّدت جبهات "صرواح" و"نهم" ضد الحوثيين منذ سنوات، وهبّت بكل عتادها نحو المناطق المحررة جنوبا.
الاحتكام للسلاح
نشوة اجتياح محافظة شبوة جعلت القوات القادمة من مأرب ترفض دعوات التهدئة وتحتكم إلى السلاح، ضاربة عرض الحائط بالبيان السعودي الإماراتي المشترك، والدعوات السعودية لضرورة حضور اجتماع جدة بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي.
وبدلا من إعلان موقف إيجابي تجاه الدعوات السعودية- الإماراتية، ذهبت تلك القوات لتحشيد مزيد من العناصر والأسلحة لاجتياح محافظة أبين، والتلويح باجتياح العاصمة المؤقتة عدن.
وأشارت مصادر عسكرية إلى أن قوات النخبة الشبوانية والأحزمة الأمنية في أبين وعدن ظلت متمسكة بالتهدئة، تلبية لدعوة التحالف العربي وعدم الانجرار إلى القتال، إلا أن الطرف الآخر ظل يقرع طبول الحرب، تنفيذا لأجندة خارجية مشبوهة.
ويومي الأربعاء والخميس تعرضت عدن لهجمات نفذتها عناصر تخريبية، استهدفت تعطيل المصالح العامة في العاصمة المؤقتة، وعلى رأسها مطار عدن الدولي، وكذا مهاجمة المؤسسات الأمنية والثكنات العسكرية التابعة للحزام الأمني.
وكشفت الهجمات التخريبية عن مخطط إرهابي كان يستهدف قوات التحالف بدرجة رئيسية، وكانت عناصر إخوانية تنوي تنفيذه منذ أشهر داخل العاصمة المؤقتة عدن، وتم إحباطه في يناير/كانون الثاني 2018، ومطلع أغسطس/آب 2019.
وقالت مصادر محلية، لـ"العين الإخبارية"، إن أحياء سكنية شرق عدن تعرضت لقصف عشوائي مكثف من قبل العناصر التخريبية الإخوانية، وهو ما تسبب بموجة نزوح، بعد أن كانت العاصمة المؤقتة قد أصبحت منطقة خضراء تضم آلاف النازحين من مدن مختلفة.
واعتبر الناشط السياسي اليمني محمد الفاتش أن القوات الإخوانية المنضوية تحت لواء الشرعية خدعت الآلاف من اليمنيين وجعلتهم يقعون فريسة للإعلام القطري المحرض على اليمن بشكل عام، ودول التحالف العربي بشكل خاص.
وقال الفاتش، لـ"العين الإخبارية"، إن "نزيف أي قطرة دم في المناطق اليمنية المحررة أمر مؤسف يجب أن تتوقف حملات الردح والتخوين والاتهامات، وأن يذهب الجميع إلى جدة لتهدئة النفوس والجلوس على طاولة حوار واحدة قبل أن ينزلق اليمن إلى مستنقع أكثر ظلاما".
وأضاف أن "البيان السعودي الإماراتي وثيقة مهمة، وأكد المحافظة على سلامة ووحدة أراضي اليمن تحت قيادته الشرعية، ويجب البناء عليه في حوار جدة، بدلا من الدخول في حروب صغيرة ليس هناك مستفيد منها سوى الانقلاب الحوثي".
aXA6IDMuMTUuMjAzLjI0NiA= جزيرة ام اند امز