الاستدامة في الصحة.. قوائم الانتظار تثير المخاوف بالدول النامية
الصحة الجيدة من أهم أهداف التنمية المستدامة، وذلك لضمان أن يعيش الجميع بمختلف أعمارهم حياة صحية، ويشعرون برفاهية الحياة.
ويدور هذا الهدف حول نمط الحياة الصحي، ويشمل العمل على تخفيض عدد الوفيات من المواليد والأطفال، ومكافحة الأمراض المعدية، وتعزيز الصحة العقلية، ومنع تعاطي المخدرات، وتخفيض عدد الإصابات والوفيات الناجمة عن حوادث الطرق، وتقليل الوفيات الناجمة عن التلوث.
ومن أجل تحقيق هذه الضوابط، ينصح خبراء التنمية المستدامة، بدعم مراكز البحث والتطوير المعنية بالجانب الصحي، وتوفير اللقاحات والأدوية للجميع بأسعار مناسبة، بالإضافة إلى زيادة التمويل الصحي، ودعم القوى العاملة في الهيئات الطبية، وتحسين أنظمة الإنذار المبكر للتوعية بالمخاطر الصحية في البلدان النامية.
ويقول الدكتور شريف حتة، استشاري الطب الوقائي والصحة العامة في مصر: "للتنمية المستدامة 7 أهداف، من بين هذه الأهداف، ما يخص صحة الطفل، وصحة المرأة، ويتركز الجانب الخاص بالطفل على التطعيم، والاهتمام بالتغذية السليمة، والعمل على حمايته من العدوى بطرق عديدة منها الكشف الطبي، والفحوص الإكلينيكية، والفحص المعملي، والأشعة، ويتم عمل كل ذلك في مراكز رعاية الطفولة، وفيها يتم وزن الطفل، ومراقبة الطول".
وأوضح شريف حتة لـ"العين الإخبارية": "في مراكز رعاية الطفولة، يتم تكوين فكرة عامة عن البيئة التي يعيش فيها الطفل، وهل هناك تهوية جيدة داخل المسكن الذي يقيم بداخله أم لا، وتهدف كل هذه الأمور إلى الوقوف على الصحة العامة للطفل، ومن خلالها يتم التعامل معه، ربما يحتاج مكملات غذائية، أو العلاج من حساسية، باختصار من أجل استدامة الصحة، يجب رعاية الطفل منذ البداية، وتوفير حياة صحية، لضمان حمايته من الأمراض".
وتابع: "الهدف الثاني للتنمية المستدامة في الجانب الصحي، هو المرأة، حيث يجب رعايتها من سن الطفولة بشكل جيد، والعمل على إعدادها لتكون أما، ولذا يجب التردد على مراكز الأمومة والطفولة، وعمل فحوصات إكلينيكية وعندما تتقدم الطفلة في العمر يتم إجراء تحاليل دقيقة لمعرفة هل هي مصابة بأنيميا أم لا، وفي مرحلة البلوغ يجب خضوعها لفحص الثدي، والجهاز التناسلي، ويجب خضوعها للفحص قبل الزواج، لمعرفة الخريطة الجينية والتي تكشف هل يصلح الطرفين للزواج أم لا؟، خوفا من إنجاب أطفال تعاني من أمراض وراثية، هذا بالإضافة لفحص الضغط والسكر، وهنا يجب الاهتمام بالشهادة الطبية وأن تكون حقيقية وليست إجراء شكليا لإتمام الزواج، عالميا ومحليا تم التشديد على الشهادة الطبية للمقبلين على الزواج، وأن تكون معتمدة من مركز طبي".
ولفت شريف حتة إلى ضرورة تردد المرأة في مرحلة الحمل على الطبيب، بشكل دوري، بهدف الاطمئنان على حالة الجنين، وصحتها أثناء الحمل، وفي فترة الرضاعة يجب استشارة الطبيب في الطعام المناسب، والأدوية التي يجب الابتعاد عنها لحماية الطفل الرضيع، ولا يجب أن تتوقف المرأة عن عمل كشف دوري حتى في سن اليأس، لحماية نفسها من أمراض هذه المرحلة مثل هشاشة العظام".
وأكد أن الدولة معنية بتوفير كل الإمكانيات، لتطبيق هذه الإجراءات الوقائية، بمعنى أن تتوفر في مراكز الأمومة والطفولة الأجهزة الضرورية مثل، الميزان، وجهاز لفحص الثدي، ومعامل التحاليل، وكل ما يلزم لتقديم خدمة طبية جيدة، حسب كل مرحلة عمرية للمرأة والطفل، إلى جانب وجود أطباء في كل التخصصات.
وحول الصحة في العالم قال شريف حتة: "هناك تطور واضح، بداية من الوحدة الصحية، وحتى منظمة الصحة العالمية وأكبر دليل على ذلك اختفاء أمراض كانت تشكل خطرا كبيرا على سلامة المواطن مثل، أمراض الشرايين، وقد تراجعت نسبة الوفيات عالميا".
وبسؤاله عن التحديات التي تواجه التطور في القطاع الصحي قال: "الإمكانيات خاصة في الدول النامية، وقلة الكفاءات الطبية، وزيادة السكان، لأن ارتفاع عدد السكان يحرم قطاعا من المواطنين من الرعاية الصحية لذا تجد هناك قوائم انتظار في المستشفيات".
انطلقت أعمال القمة العالمية للحكومات 2023، الإثنين، في دبي تحت شعار "استشراف حكومات المستقبل".
القمة تستشرف مجموعة واسعة من الفرص والتوجهات والتحديات المستقبلية، وتسعى إلى وضع الحلول المبتكرة لها، عبر خطط استراتيجية تسهم في توجيه السياسات وتحديد الأولويات بالشكل الأمثل، وذلك بمشاركة 20 رئيس دولة وحكومة و250 وزيراً و10 آلاف من رجال الأعمال والمسؤولين الحكوميين وقادة الفكر والخبراء العالميين الأبرز في العالم.
وتستعرض القمة التي تستمر حتى 15 فبراير/شباط الجاري، من خلال أكثر من 220 جلسة رئيسية وتفاعلية وحوارية يتحدث فيها 300 شخصية عالمية من الرؤساء والوزراء والخبراء والمفكرين وصناع المستقبل، أبرز التحديات العالمية الحالية والمستقبلية، وتناقش أفضل السبل لتطوير الأداء الحكومي والمؤسسي، استنادا إلى أحدث التطورات والاتجاهات المستقبلية، بهدف مساعدة البشرية على التغلب على تحديات الواقع ومشكلاته والعبور إلى مستقبل أفضل وأكثر تطوراً ورخاءً وأمناً في مختلف القطاعات.
وتشهد القمة العالمية للحكومات 2023 تنظيم أكثر من 22 منتدى عالمياً تبحث أبرز التوجهات المستقبلية في القطاعات الأكثر ارتباطا بحياة الإنسان. كما تدور الجلسات ضمن 6 محاور رئيسية تشمل: مستقبل المجتمعات والرعاية الصحية، وحوكمة المرونة الاقتصادية والتواصل، والتعليم والوظائف كأولويات الحكومات، وتسريع التنمية والحوكمة، واستكشاف آفاق جديدة، وتصميم واستدامة المدن العالمية.
ويشارك في جلسات ومنتديات القمة العالمية للحكومات 2023 نخبة من المتحدثين تضم أبرز المسؤولين الحكوميين ورؤساء منظمات وهيئات دولية ورؤساء شركات عالمية ورواد أعمال بارزين من القطاع الخاص في العالم.
aXA6IDMuMTQ1Ljk1LjIzMyA= جزيرة ام اند امز