استدامة لعنان السماء.. الإمارات نموذج مؤثر بصناعة الوقود الأخضر
بوينغ ومصدر تتعاونان لتعزيز وقود الطيران المستدام
بينما تعمل الشركات في كل صناعة على تحقيق أهداف المناخ الصفرية، فإن شركات الطيران والمطارات الإماراتية تقود مسيرة ملهمة بهذا الاتجاه.
كذلك شركات الشحن الجوي في دولة الإمارات العربية المتحدة تقود الطريق في التزاماتها من خلال خطة تعويض وخفض الكربون للطيران الدولي.
الوقود المستدام
يمكن الطيران بشكل أكثر استدامة مع السفر الجوي المستدام (SAF) وتقليل انبعاثات السفر الجوي على الفور، حيث يُمثل الطيران ما يقرب من 2 إلى 3% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية، وبما أنه من المتوقع أن يتضاعف السفر الجوي في السنوات الخمس عشرة المقبلة فإن هذه الأرقام سوف تنمو بسرعة.
ومن ثمَّ فقد تعهدت صناعة الطيران العالمية ببعض الأهداف الصعبة على مدى السنوات القليلة الماضية، وتحديدًا فيما يتعلق بإزالة الكربون، حيث تعمل شركات الطيران والحكومات على تحقيق أهداف واضحة، مثل صافي انبعاثات الكربون إلى الصفر بحلول عام 2050. ولتحقيق هذه الأهداف قبلت الصناعة على نطاق واسع أن هناك حاجة إلى تغييرات كبيرة، وأصبح موضوع كيفية تزويد الطائرات بالوقود المستدام هو الاهتمام الرئيس.
يُعُّد وقود الطيران المستدام (SAF) المصنوع من مواد خام غير بترولية بمثابة حل لخفض الكربون، وهو عبارة عن وقود ممزوج بما يصل إلى 50% من وقود الطائرات التقليدي، ولا يتطلب أي تعديلات على الطائرة، يستطيع SAF تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة تصل إلى 80% مقارنة بالوقود التقليدي.
مزايا الوقود المستدام
على هذا النحو، يلعب السفر الجوي المستدام دورا كبيرا في الحل المحتمل، فقد أقلعت في عام 2022 أكثر من 450 ألف رحلة باستخدام مزيج من وقود SAF والوقود التقليدي، كما أن أكثر من 50 شركة طيران حول العالم لديها على الأقل بعض الخبرة في استخدام SAF، وفيما يتعلق بالوقود نفسه توجد حاليا 7 مسارات تقنية لإنشاء أنواع من الوقود الجوي المستدام، والتي يمكنها تقليل الانبعاثات بنسبة تصل إلى 80% خلال دورة حياتها الكاملة. تم إنتاج أكثر من 300 مليون لتر من الوقود الجوي المستدام في عام 2022، وتم التعاقد بنحو 17 مليار دولار أمريكي في اتفاقيات شراء آجلة في عام 2022.
وهذه إحصائيات واعدة بالنظر إلى أنه قبل 4 سنوات فقط، كان الوقود الجوي المستدام يُمثل 0.1% فقط من إجمالي وقود الطائرات المستخدم في جميع أنحاء العالم. ولكن على الرغم من الحاجة إلى اعتماد تقنيات جديدة من أجل تحقيق الأهداف البيئية، فإن استيعابها لا يزال بطيئا، حيث تشير شركات الطيران والمطارات إلى عوامل متعددة تمنعها من استخدام السفر الجوي المستدام على أكمل وجه.
تحديات استخدام الوقود المستدام
يتمثل التحدي الأكثر شيوعا في استخدام الوقود الجوي المستدام في التكلفة، حيث يكلف الوقود المشتق من نفايات الزيوت الطائرات زيادة 50% أكثر من وقود الطائرات التقليدي، ويمكن أن يكلف الوقود المشتق من الطاقة إلى السائل 200% أكثر ــ وهي زيادة حادة في وقت تكافح فيه الاقتصادات العالمية في عالم ما بعد الوباء، ناهيك عن العالم الآخر. التحديات والكوارث. على الرغم من ذلك، تقترب الحكومات من خفض تكاليف استخدام السفر الجوي المستدام، وتمارس شركات الطيران ضغوطًا للسماح برحلات جوية مزودة بالوقود السفر الجوي المستدام بنسبة 100٪.
الإمارات نموذجا
فقد تبنت دولة الإمارات العربية المتحدة حلولا مبتكرة لمواجهة تحديات الطاقة والتغيرات المناخية وغيرهما من القضايا المتعلقة بالاستدامة، ترجمة لدورها الريادي في الاستثمار في مجال الطاقة منخفضة الانبعاثات الكربونية وعلى رأسها مجال إنتاج الوقود المستدام للطائرات.
وتعمل دولة الإمارات على توسيع مجالات استخدام الطاقة الصديقة للبيئة في قطاع الطيران لتعزيز سياسة السماء النظيفة، عبر إطلاق عدد من المبادرات النوعية والمشروعات الطموحة الرامية إلى دعم مستهدفات الدولة ورؤيتها المستقبلية، إذ تعمل الدولة مع شركائها الإقليميين والعالميين والمحليين لتحقيق الاستدامة في قطاع الطيران.
يُعُّد الطيران صناعة رئيسة في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث يدعم أكثر من 13% من الناتج المحلي الإجمالي الوطني وفقًا للبيانات الاقتصادية الصادرة عن اتحاد النقل الجوي الدولي (IATA)، ومن المتوقع أن يستمر في النمو في العقود المقبلة. ولدعم مبادرة صافي الانبعاثات الصفرية في دولة الإمارات العربية المتحدة بحلول عام 2050، يجب أن يكون هذا النمو مستدامًا. يعد الوقود المستدام حاليًا الاقتراح الأكثر قابلية للتطبيق للمساعدة في إزالة الكربون من الصناعة ولديه القدرة على إمداد الأسواق الدولية.
بوينغ ومصدر تتعاونان لتعزيز وقود الطيران المستدام
أعلنت شركة طيران الإمارات عن شراكة استراتيجية تهدف إلى تعزيز صناعة وقود الطيران المستدام (SAF)، سواء في دولة الإمارات العربية المتحدة أو على المستوى العالمي.
ومن المقرر أن يستكشف هذا التعاون طرقًا مبتكرة لتعزيز تطوير واعتماد SAF، بما يتماشى مع الهدف الأوسع لقطاع الطيران التجاري لتحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050.
وتم إضفاء الطابع الرسمي على التحالف من خلال مذكرة تفاهم تم توقيعها خلال معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول 2023.
وفي سياق متصل، قطعت شركة بوينغ خطوات كبيرة في تعزيز كفاءة الإنتاج واستدامته. يقال إن عملاق الطيران يسير على الطريق الصحيح لتحقيق رقم قياسي في إنتاج طائرات 737 بحلول منتصف عام 2025، مما يشير إلى تركيز الشركة على الابتكار والكفاءة في عملياتها.
'سيكون اعتماد السفر الجوي المستدام (SAF) أقوى وسيلة لإزالة الكربون في مجال الطيران. ومن جانبها، أفادت "كولجيت غاتا أورا"، رئيس شركة بوينج في الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا: أن التعاون الذي يمتد لأكثر من عقد من الزمن بين بوينج ودولة الإمارات العربية المتحدة في مجال الطيران المستدام، يُعُّد بمثابة شهادة على الهدف المشترك المتمثل في تحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050.