بالصور.. القمة العالمية للمجتمعات المستدامة والمناخ بدبي.. تحديات البيئة
استهدفت القمة توفير منصة متخصصة لاستعراض ومناقشة القضايا الإقليمية والدولية المتعلقة بالتغير المناخي وأهم تحديات الاستدامة.
استضافت دبي٬ اليوم الأحد٬ أعمال "القمة العالمية للمجتمعات المستدامة و التغير المناخي"٬ التي استهدفت توفير منصة متخصصة لاستعراض ومناقشة القضايا الإقليمية والدولية المتعلقة بالتغير المناخي وأهم تحديات الاستدامة التي تواجهها المجتمعات٬ وذلك تحت رعاية الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي٬ وبتنظيم من وزارة التغير المناخي والبيئة٬ وبشراكة مع دائرة الأراضي والأملاك دبي وشركة ماجد الفطيم في فندق جميرا بيتش بدبي.
شارك في أعمال القمة ما يزيد عن 250 من صناع القرار والمتخصصين والخبراء الدوليين٬ إضافة إلى ممثلين عن عدد من الجهات الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص والمنظمات البيئية العالمية وهيئات الأمم المتحدة.
وقال الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير التغير المناخي والبيئة في كلمته في افتتاح أعمال القمة٬ إن القمة تأتي تزامنا مع الاحتفال العالمي بيوم الأرض 2018 وتحت شعار "من الإمارات في يوم الأرض" لنعرض تجاربنا وخبراتنا في تطبيق معايير الاستدامة البيئية ولننقل أفضل الممارسات الإماراتية إلى العالم.
وأكد التزام الإمارات بالتنمية المستدامة خاصة في ظل التحديات التي تواجه الكوكب وفي مقدمتها النمو السكاني والاقتصادي وتنامي الطلب على الطاقة والمياه والغذاء والبنية الأساسية وإدارة النفايات فضلا عن تأثيرات تغير المناخ والتلوث وفقدان التنوع البيولوجي".
وتوقع تفاقم تلك التحديات في المستقبل نتيجة الزيادة المستمرة والسريعة في عدد سكان المناطق الحضرية بعدما أظهرت التقديرات أن أكثر من نصف سكان العالم يعيشون اليوم في المدن ومن المنتظر أن يتجاوز هذا الرقم خمسة مليارات نسمة بحلول العام 2030.
وأضاف أن القمة تأتي في ظل احتفال الإمارات بعام زايد تخليدا للذكرى المئوية لميلاد القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رجل البيئة الأول وصاحب الرؤى الحكيمة والواعية حول الاستدامة البيئية"٬ لافتا إلى أنه استكمالا للمسيرة التي بدأها فإن الإمارات وفي ظل قيادتها الرشيدة تحرص اليوم على العمل على تطوير الاستراتيجيات الوطنية واعتماد تدابير وإجراءات مبتكرة بالتعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين في حماية البيئة لضمان الإدارة الفعالة للبصمة البيئية في المناطق الحضرية والمدن في ظل النمو السكاني والاقتصادي وتغير أنماط الإنتاج والاستهلاك".
وأشار الزيودي إلى أن دولة الإمارات بذلت جهودا عدة على المستويين المحلي والعالمي في مجال التغير المناخي والاستدامة عززت من مكانتها البارزة ودورها الرائد عالميا بعدما اعتمدت مجموعة من السياسات والاستراتيجيات الوطنية بعيدة المدة ومنها "رؤية الإمارات 2021" و"مئوية الإمارات 2071" والاستراتيجية الوطنية للتنمية الخضراء وأجندتها الخضراء 2030 والخطة الوطنية للتغير المناخي 2050 التي تعد الأولى من نوعها في المنطقة إضافة الى الاستراتيجية الوطنية للطاقة وسياسة تنويع مصادر الطاقة والتي من شأنها جميعا تعزيز توجهات وقدرات الدولة على الانتقال بالاقتصاد الوطني إلى اقتصاد أخضر ومرن يسهم في التخفيف من التغير المناخي والتكيف مع تداعياته.
وأكد أنه وعلى المستوى العالمي يظهر دور الإمارات بارزا في تعزيز ودعم الجهود الدولية لنشر حلول الطاقة المتجددة وخفض حدة تداعيات التغير المناخي من خلال التزامها الراسخ بتحقيق الأهداف العالمية المشتركة لاتفاق باريس بشأن تغير المناخ وتطبيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة واستضافة المقر الدائم للوكالة الدولية للطاقة المتجددة بالإضافة إلى تقديم حوالي مليار دولار أمريكي لدعم تطبيق استخدامات الطاقة المتجددة في الدول النامية".
وأعلن خلال فعاليات القمة إطلاق مبادرة شراكة الاستدامة البيئية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة بهدف تعزيز قدرة المدن على خفض حدة تداعيات التغير المناخي والتكيف معها موضحا أن المبادرة تستهدف تثقيف صناع القرار والقطاع الخاص والمسؤولين الحكوميين وفئات المجتمع المدني والجمهور بأهمية المجتمعات المستدامة ودعمها وتشجيع الأبحاث والدراسات ودعم الابتكار بهدف تمكين المجتمعات المستدامة.
وكشف عن تأسيس "جائزة البساط الأخضر" التي تهدف إلى تكريم المؤسسات والجهات من القطاعين الحكومي والخاص على مساهماتها المبتكرة في مجال الاستدامة.
من جهته قال سلطان بطي بن مجرن مدير عام دائرة الأراضي والملاك في دبي: "لقد بذلنا كل الجهود الممكنة لتنظيم هذه الدورة في دبي ليس من أجل اطلاع العالم على ما حققناه من منجزات على هذا الصعيد فحسب بل لنناقش سويا المعضلات البيئية التي تواجه العالم في أجواء من الشفافية الجادة وتوظيف أخر ما توصلت إليه الأبحاث والدراسات لنقدم لذوي الشأن من أصحاب القرار حول العالم خريطة طريق واضحة المعالم".
وأضاف أن العالم بأسره يتفق على حقيقة أن التغير المناخي يعد أحد التحديات الرئيسية في عصرنا الأمر الذي يلزمنا كمؤسسات حكومية وخاصة وأفراد بالتعامل مع هذه المسألة بجدية متناهية للتخفيف من التهديدات الكبيرة التي يمكن أن تلحق بمجتمعاتنا وتهدد بيئة كوكبنا.. ولا يفوتنا الإعراب عن جزيل شكرنا لجميع شركائنا الذين ساندونا للإعداد لهذا الحدث على النحو الأمثل وفي مقدمتهم وزارة التغير المناخي والبيئة كما نشيد بالدعم الكريم من جانب القطاع الخاص".
بدورها قالت ماجدة علي راشد مساعد المدير العام رئيس مركز تشجيع وإدارة الاستثمار العقاري الذراع الاستثمارية لدائرة الأراضي والأملاك في دبي: "تتشرف أراضي دبي بتنظيم هذا المؤتمر الذي سيتردد صدى جلساته النقاشية ونتائجه في شتى أنحاء العالم لنثبت من جديد أن دبي قادرة على تقديم رؤيتها حيال المسائل المناخية لدول العالم.. إننا إذ نرحب بالوفود الدولية ورؤسائها من كبار الشخصيات الذين حرصوا على تسجيل حضورهم معنا نأمل أن يسهم الجميع في التوصل إلى نتائج متقدمة يمكن للخبراء الاستفادة منها في وضع استراتيجية متكاملة لحماية الأرض وبيئاتها المختلفة".
من جهته قال آلان بيجاني الرئيس التنفيذي في مجموعة الفطيم: "نعزز اليوم التزامنا نحو بناء عالم أفضل للأجيال الحالية والمقبلة.. ولدينا مسؤولية تتمثل في توفير أسلوب حياة لمستقبل إيجابي من خلال إحداث تحول في حياة الأفراد في مجتمعاتنا وتمكين فريق العمل وتعزيز هدفنا الرامي إلى أن نصبح إحدى أكثر الشركات مراعاة للبيئة في العالم وذلك من خلال تحقيق استراتيجية المحصلة الإيجابية بحلول عام 2040".
تضمنت أعمال القمة مجموعة من الجلسات الحوارية التفاعلية الرئيسية ومنها الجلسة الحوارية للوزراء التي ناقشت مدى استجابة الحكومات للتحديات والفرص المتعلقة بقضايا التغير المناخي والقضايا المتعلقة بالاستدامة التي يواجهها المجتمع الدولي شارك فيها الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وثريق إبراهيم وزير البيئة والطاقة في جزر المالديف ونايف الفايز وزير البيئة في المملكة الأردنية الهاشمية وأحمد المحيربي الأمين العام للمجلس الأعلى للطاقة في دبي.
وتم خلال جلسة "حوار قادة الاستدامة" استعراض الفرص والعوائق التي يواجهها العاملون في قطاع الاستدامة بهدف طرح اقتراحات حول ما يمكن لشركات القطاع الخاص القيام به لتحقيق أعلى مستويات الاستدامة.
أدار الجلسة فهد الحمادي الوكيل المساعد لقطاع التنمية الخضراء والتغير المناخي بالوكالة في وزارة التغير المناخي والبيئة٬ وشارك فيها ماجدة علي راشد مساعد مدير عام دائرة الأراضي والأملاك في دبي ونجيب محمد العلي المدير التنفيذي لمكتب أكسبو 2020 دبي ودانيل زيويتز المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة إنيروير وخليفة الزريم السويدي الرئيس التنفيذي لشركة الإمارات للحلول العقارية.
وتضمنت أعمال القمة جلسة "حوار الشباب حول مهارات المستقبل" لمناقشة أهمية المهارات المستقبلية لإعداد وظائف للشباب من خلال تطوير البرامج التعليمية المتقدمة التي ستلبي حاجة سوق العمل المستقبلي والتوعية بأهمية العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات للأجيال القادمة بالإضافة إلى تشكيل مستقبل المجتمعات المستدامة وتغير المناخ من خلال رؤية الامارات 2021 واستراتيجية دولة الإمارات العربية المتحدة للنمو الأخضر 2030 وخطة الإمارات الوطنية للتغير المناخ 2050.
و خصصت القمة مساحة لشركات الاستدامة الناشئة لنشر أفكارها و تقديمها أمام مجموعة من المستثمرين بالإضافة إلى إعطاء فرصة لإطلاق شراكات إقليمية وعالمية حول المجتمعات المستدامة وتغير المناخ.