التغير المناخي يدفع فتيات أفريقيا إلى الزواج المبكر أو الموت
ظاهرة التغير المناخي قد يقلل البعض من آثارها، لكن فتيات أفريقيا كن أول ضحاياها بشكل قد يلا يتخيله الكثيرون.. كيف ذلك؟
زواج الأطفال أو الموت.. خيار مروِّع تواجهه ملايين الفتيات في أنحاء أفريقيا بسبب التغيّر المناخي الحاد، فالفتيات في عمر الرابعة عشرة يعشن مرغمات مع أزواج لا يحبونهن؛ لأن أباءهن وأمهاتهن اليائسين لا يمكنهم إعالتهن.
درجات الحرارة المرتفعة والمحاصيل المعيبة والجفاف والفيضانات وندرة الأسماك، جميعها أسباب تسهم في زيادة عجز الأهالي عن الاعتناء بأطفالهم، بحسب صحيفة "ميرور" البريطانية.
ومن ثم، غالبًا ما يصبح تزويج الفتيات مبكرًا- لتقليل عدد الأفواه التي يجب إطعامها كل صباح والحصول على مهر مادي ذي قيمة – هو الخيار الوحيد للنجاة.
وتظهر الأرقام الصادرة من منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" والبنك الدولي، أن من بين 41 مليون فتاة في الدول العشر الأكثر تضررًا في أفريقيا، تتزوج 22 مليون فتاة في عمر أقل من 18 سنة، على الرغم من الوعي المتزايد والقوانين الجديدة التي تستهدف منع هذه الظاهرة.
أعدت صحيفة "صنداي بيبول" البريطانية التابعة لميرور، تحقيقا في موزمبيق ومالاوي المجاورة فى جنوب شرق القارة، عن هذه القضية، وقال خبير الاستشارات الشبابية في ملاوي، ماك باين مكنداوير، إن ما يصل إلى 40% من زواج الأطفال في هذه البلاد بسبب الفيضانات والجفاف الناتج عن التغيير المناخي.
في موزمبيق حيث تصبح فتاة من كل 7 فتيات زوجة مع بلوغها 15 سنة، نجد القصة المروّعة لتيريزا أنطونيو، التي تم تزويجها من قبل والدها ثم هجرها زوجها ومعها طفلان صغيران.
وتبلغ تيريزا الآن 22 عاما، وعادت لتعيش في منزل الأسرة مع طفليها، أتيجا (3 سنوات) وديفيد (سنة واحدة)، وقالت إن الأمطار ظلت تهطل لفترة طويلة في أوقاتها المتوقعة، لكن المناخ تغير الآن، ولم تعد الأمطار تهطل بقدر ما كانت تفعل في الماضي.
وأشارت تيريزا إلى أنهم لم يمتلكوا ما يكفي من الطعام والملابس، ومن ثم بدا أن خيارها الوحيد هو الزواج، فكانت ترى صديقاتها المتزوجات يمتلكن ما يكفي من الطعام والملابس، بينما كانت تعاني هي، فكانت تأكل في يوم، ولا تأكل في يوم آخر.
ووجد والدها جانواريو نفسه عاجزا عن إطعام أسرته مع تقلص المحاصيل والأسماك، لذلك عندما جاء أميرو إيج (18 عاما) إلى منزله في مدينة موما طالبًا الزواج من تيريزا وافق الوالد على مضض.
وقال جانواريو إنه لم يكن راغبًا في زواج ابنته، فقد كان يريدها أن تنهي دراستها وتحصل على شهادة الدبلوم بمساعدته لكن ذلك بدا مستحيلًا.
وأشار جانورايو إلى وجود صلة، فهذه الأحداث الشديدة لا تؤثر على موما فقط، موضحا أنه يرى المناخ يتغير، وحتى الشاب المسؤول يعيش في معاناة.
وكان الصياد أميرو قد وعد بدعم تيريزا، لكن عندما كانت حاملًا في ديفيد غادر للبحث عن عمل في مدينة بعيدة ولم يعد قط.
ظهرت قصة مؤلمة أخرى في ملاوي، حيث أدت مأساة أسرية بشعة إلى أن تصبح روت فومولاني عروسا طفلة، فعندما كانت في الـ14 من العمر ضرب الفيضان منطقة نسانج حيث كانت تعيش مع والديها في 2015.
جرف الفيضان الوالدين، بينما تُركت روت في مخيم للناجين، وأوضحت الصغيرة أن الآخرين منحوها بقايا الطعام لكنها لم تكن تمتلك حتى طبقا أو ملعقة لتأكل بهما، مشيرة "كانت الحياة صعبة جدا".
وبعد 4 أيام التقت بشاب يُدعى فومولاني، 18 سنة، كان يعتني بشقيقه وشقيقته الأصغر منه، واتفق الاثنان على أن الزواج أفضل لهم جميعا.
كانت تحلم روت ذات يوم بأن تصبح ممرضة، لكنها الآن تمتلك رضيعا يُسمى ثوكوزاني، وتعيش العائلة الصغيرة في كوخ من حجرتين مع شقيقي فومولاني إيليا (9 سنوات) وأمينز، (5 سنوات)، ويتناولون الطعام 3 أيام فقط في الأسبوع.
ترى روت أن قطع الأشجار المتفشي هو المتسبب في التغير المناخي، موضحة أن الأهالي يعانون بسبب الطقس السيء، فهم لا يحصدون ما يكفي من المحاصيل.
هاتان القصتان ليستا الوحيدتين، فهناك قصص مماثلة عن الحقول الجرداء والأنهار الجافة والبحار الخالية من الأسماك في القرى والمدن.
وفي 2015، جعلت ملاوي الزواج في عمر أقل من 18 سنة غير قانوني، ولكن 1.5 مليون فتاة عرضة للخطر، وفقا لماك باين مكنداوير.
وقالت يونيسيف، إن عدد العرائس الأطفال على مستوى العالم قد يزيد عن الضعف ليصل إلى 310 ملايين بحلول عام 2050.
aXA6IDE4LjIyNC4zMS44MiA= جزيرة ام اند امز