لاجئات سوريا فريسة الزواج الثاني في تركيا
عائلات سورية تتحول إلى وسطاء يزوجون بناتهم من كبار السن الأتراك مقابل مهر لا يزيد عن 1200 جنيه استرليني
ما زالت معاناة اللاجئات السوريات تتجسد بوضوع فيما يسمى بالزواج الثاني، كحل اضطراري للتغلب على الظروف القاسية اللاتي تعيشها معظمهن وأسرهن.
وذكرت صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية أن حوالي 3 ملايين لاجئ سوري يعيشون في تركيا، وأن كثيرين منهم ليس لهم الحق في العمل من أجل الحصول على مسكن، إلا أنه في حالة اليأس تتحول بعض العائلات إلى وسطاء يتخصصون في تزويج بناتهم من كبار السن الأتراك كزوجات ثانية مقابل مهر لا يزيد عن 1200 جنيه استرليني.
- أطفال للاجئين سوريين يعملون بمصانع ملابس في تركيا
- الاتحاد الأوروبي يرفض تصريحات أردوغان عن مساعدات المهاجرين
وأشارت إلى أن القانون في تركيا ينص على أن يتزوج الرجل من امرأة واحدة فقط، ورغم ذلك يلجأ بعض الأشخاص إلى الزواج سرا من اللاجئات السوريات دون تسجيل أو توثيق عقد الزواج، مما يحرم المرأة من حقوقها.
وأضافت الصحيفة البريطانية أن الرجال الأتراك يشترطون مواصفات خاصة في المرأة، مثل عيون خضراء وبشرة بيضاء، وألا يزيد عمرها عن 17 عاماً، ويمكنهم دفع مبلغ يصل لـ 2500 جنيه استرليني للحصول على الفتاة المناسبة.
ومع تحول بعض العائلات إلى وسطاء للزواج، يقول أحد الوسطاء ويُدعى محمد أبوجعفر، إن الرجال الأتراك يريدون أن يقضوا وقتاً فقط، ولا تتعدى فترة الزواج أكثر من أسبوعين، مضيفاً أن حاجة بعض الأسر السورية الماسة للمال تدفعها لذلك.
ووفقاً لما ذكرته الصحيفة، تروي إحدى اللاجئات، من حلب وتُدعى نور (23 عاماً)، كيف تم خداعها للزواج من رجل تركي، بعدما أوهمها بأنه سيساعدها على لم شملها مع عائلتها في كندا بعدما تزوج منها، إلا أنه تركها لمستقبل غامض بعد بضعة أشهر.
وما يفاقم من معاناتها أنها تعاني من المياه الزرقاء "الجلاكوما" في عينها اليمنى، وأرسلت إليها عائلتها من كندا تفيد بأن أوراقها تم قبولها في أحد مراكز اللاجئين، إلا أن الزواج منع ذلك وأوقف الإجراءات، ما جعل ظروفها تتفاقم في ظل عدم تلقيها العلاج والمصير المجهول لزواج غير موثق.
وذكرت الصحيفة أن بعض الزوجات عندما يعدن إلى منازل الأهل من جديد يواجهن أزمة أخرى، تتمثل في عدم تقبل العائلة لهن، ما يدفع بعضهن إلى العمل في البغاء أو الملاهي الليلية.
aXA6IDMuMTIuMTQ4LjE4MCA= جزيرة ام اند امز