معاناة الأطفال السوريين اللاجئين
يضطر الأطفال الهاربون من سوريا التي مزقتها الحرب إلى العمل 13 ساعة يوميا في الدول المستضيفة لهم مقابل أقل من 2 جنيه إسترليني
يضطر الأطفال الهاربون من سوريا التي مزقتها الحرب إلى العمل 13 ساعة يوميا في الدول المستضيفة لهم مقابل أقل من 2 جنيه إسترليني، حسبما كشفت عنه صحيفة مترو البريطانية في تقرير سلطت فيه الضوء على المعاناة التي يعيشها ملايين الأطفال السوريين اللاجئين في الدول المجاورة مثل الأردن ولبنان.
ونظرا لأن هذه الدول تصارع من أجل استيعاب آلاف اللاجئين المحتاجين إلى العمل والتعليم، تخلى هؤلاء الأطفال، في محاولة بائسة، عن فرص التعليم مقابل العمل في وظائف وضيعة ومرهقة جدا، على حد وصف الصحيفة، جميع أيام الأسبوع في سبيل تغطية نفقاتهم ومساعدة عائلاتهم.
وتقدر الأمم المتحدة عدد اللاجئين السوريين الذين سعوا للجوء إلى الدول المجاورة منذ اندلاع الحرب بـ5 ملايين سوري. واستضافت تركيا العدد الأكبر من اللاجئين، تليها الأردن ولبنان، لكن في هذه الدول يجبر الأطفال على التخلي عن تعليمهم تماما أو تركهم يحاولون في يأس الالتحاق بالمدرسة التي لم يتمكنوا من دخولها بعد اشتعال الحرب في سوريا وتشريد عائلاتهم.
وفي الأردن يوجد ما يزيد على 660 ألف لاجئ مسجل من سوريا، و330 ألفا منهم على الأقل أطفال أقل من سن 18 عاما، ومن بينهم 103 آلاف طفل أصغر من 5 سنوات.
وتحدثت لورا أوسيلي، مسؤولة الأخبار العالمية في جمعية CAFOD البريطانية الخيرية للتنمية الدولية، إلى مترو عن مقابلاتها مع عائلات لاجئة في العاصمة الأردنية عمان، ووصفت أوسيلي مدة الحياة الشاقة التي يضطر الأطفال السوريون إلى عيشها هناك.
وقالت إن ما يزيد على 40 ألف طفل سوري لاجئ في الأردن لا يتلقى أي نوع من التعليم، ما يعني أنهم يفوتون جزءا مهما جدا من تطورهم وعيش طفولتهم وتكوين أصدقاء، موضحة أن جبلا من العقبات يبقي هؤلاء الأطفال بعيدين عن فرص التعليم.
ووصفت الحياة كلاجئ سوري عموما بالصعبة جدا، وضربت مثالا بطفل سوري يدعى أحمد هو المسؤول عن الإنفاق على أسرته في الأردن، وأنه يتقاضى 2.5 دينار أردني يوميا مقابل عمله في مكتبة، وهو مبلغ بالكاد يكفي إطعام أسرته المكونة من 9 أفراد.
وفرت عائلة أحمد من حلب منذ 4 سنوات بحثا عن الأمن في الأردن، بعد وفاة جده وخاله في الحرب وزواج والده من أخرى غير والدته، وتلقى طفلان من عائلته التعليم بدعم من كاريتاس الأردن؛ إحدى الجمعيات الخيرية المدعومة من CAFOD.
وتقوم كاريتاس بتجميع الأطفال وتمنحهم وجبات وتتأكد من توفير أماكن آمنة لتلقي التعليم واللعب، وتقول إحدى المدرسات في المديرية إن هذه الوجبة بالنسبة لبعض الأطفال هي الوجبة الوحيدة التي يحصلون عليها، وأحيانا يأخذون جزءا منها لمشاركته مع عائلاتهم.
لكن أحمد ليس الطفل السوري الوحيد الذي يعاني من هذه المشكلات، وفقا لأوسيلي التي أوضحت أنها خلال زيارتها للأردن ولبنان وجدت كثيرا من الأطفال السوريين أصغر من أحمد مجبرين على العمل لدعم عائلاتهم. وأشارت إلى أن التحديات عديدة، منها بُعد المسافة إلى المدرسة، والتكدس، والأمان في طريق المدرسة، وعدم توافر المال اللازم لشراء مستلزمات المدرسة، والفقر، والحاجة إلى العمل، وهذه بعض الأسباب فقط لتخلي الأطفال عن تعليمهم.
وعلى الرغم من أن المشكلات المادية هي العقبة الأكثر شيوعا، إلا أن منسق مشروعات التعليم في كاريتاس يقول إن العنف والزواج المبكر والمضايقات في المدارس تبقي الأطفال بعيدا عن التعليم، فضلا عن أن بعض الأطفال يجدون صعوبات في المنهج الأردني.
ومثل أحمد وعائلته، يعيش 93% من اللاجئين السوريين في الأردن خارج مخيمات اللاجئين تحت خط الفقر، وتدفع كل عائلة 150 دينارا أردنيا إيجارا شهريا غير شامل للماء والكهرباء، ولذلك تتكدس عائلات كبيرة في غرفة كبيرة واحدة ينامون فيها على حصر من الفوم، علاوة على أن بعض العائلات لا تتمكن من دفع الإيجار كاملا أو تضطر إلى الاستدانة من أجل الدفع.
aXA6IDMuMTQ5LjI1NC4yNSA= جزيرة ام اند امز