"لوتون": تدخل أردوغان السافر في ليبيا يهدر استثماراته بأفريقيا
القادة الأفارقة يخشون من تسرب مرتزقة أردوغان المرتبطين بالقاعدة لبلادهم التي تعاني أصلا من تزايد العمليات الإرهابية خاصة في دول الساحل
قالت صحيفة "لوتون" السويسرية إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يهدر استثماراته في أفريقيا بتدخله العسكري السافر في ليبيا.
وأوضحت الصحيفة أن أردوغان، الذي أنفق مليارات الدولارات في أفريقيا لتعزيز نفوذه في القارة، يثير الآن مخاوف قادتها بعد قراره إرسال قوات لتأجيج الصراع في البلد الغني بالنفط.
أشارت "لوتون" إلى أن السلطات التركية ترى ما بنته خلال السنوات الماضية في أفريقيا ينهار بسبب مغامرة أردوغان في ليبيا.
وأواخر العام الماضي وقع الرئيس التركي مذكرتي تفاهم بحرية وأمنية مع فايز السراج رئيس حكومة الوفاق غير الدستورية، أثارتا غضبا دوليا وإقليميا، كما وافق البرلمان في أنقرة على إرسال قوات لدعم المليشيات في طرابلس.
وقالت الصحيفة "لم نعد نأخذ في الاعتبار رحلات أردوغان إلى أفريقيا بعد الآن"، مشيرة إلى جولته المكوكية الأسبوع الماضي، من الجزائر إلى جامبيا وصولا إلى السنغال.
وقال أردوغان في داكار إن استثمارات بلاده في السنغال ستصل إلى مليار دولار في عام 2020، أي 3 أضعاف مستوى عام 2018.
وبحسب الصحيفة استثمر أردوغان نفوذ حركة الداعية التركي عبدالله غولن في أفريقيا لتأسيس نفوذ بلاده لتمهيد الطريق أمام ضخ الاستثمارات في القارة.
ومولت تركيا بالفعل مشروعات لإنشاء مساجد في السنغال، وأخرى في المجال التعليمي.
ونقلت الصحيفة السويسرية عن الباحث الفرنسي بمعهد الدراسات الدولية المتقدمة والتنمية جون فرانسوا بايار قوله "كانت حركة غولن رأس حربة تركيا في أفريقيا".
وعقب الانفصال بين أردوغان وغولن في أعقاب اتهامه بتدبير انقلاب مزعوم في عام 2016، خسر أردوغان جانبا من نفوذه في أفريقيا قبل مغامرته الأخيرة، التي رجحت الصحيفة أن تأتي على ما بقي من طموحات الرئيس التركي في القارة.
وأضاف الباحث الفرنسي أن "الأفارقة لا يحتملون القوى الاستعمارية، الأمر الذي يزيد من مخاوفهم من تحول الاستثمارات التركية إلى استعمار جديد، فضلا عن أن الاستثمارات التركية لم ترقَ في حجمها وجودتها عن مستوى استثمار فرنسا والصين".
وعادت الصحيفة السويسرية قائلة "إن أردوغان يريد بعودة بلاده إلى أفريقيا والتسلل إلى حدود الإمبراطورية العثمانية التي كانت ممتدة في ذروتها من الجزائر إلى إريتريا".
ولفتت الصحيفة إلى "الصومال، البلد الذي يدميه الإرهاب وأهمله المجتمع الدولي، مشيرة إلى أنه في عام 2011 كان أردوغان أول رئيس وزراء غير أفريقي يزور مقديشو، التي مزقتها انعدام الأمن والمجاعة، ثم سارع أردوغان بتأسيس وكالة مساعدات إنسانية تركية، إلى درجة أصبحت الصومال بسرعة البلد الأكثر مساعدة من تركيا.
وأوضحت الصحيفة السويسرية أن تركيا لديها الآن قاعدة عسكرية في مقديشو، حيث تدرب الجيش الصومالي، كما سعت إلى تعزيز وجودها في السودان بالاستحواذ على ميناء استراتيجي بجزيرة سواكن، خلال عهد الرئيس السوداني المعزول عمر البشير.
ورأت الصحيفة أن الدبلوماسيين الأتراك استغلوا أعمال الإغاثة في أفريقيا لتمهيد الطريق أمام رجال الأعمال والجنود الأتراك للغزو العسكري والسيطرة على الثروات الأفريقية، موضحة أن "التدخل العسكري التركي في ليبيا يتناقض مع هذه الاستراتيجية الحذرة".
وتابعت "إن مخاوف قادة القارة الأفريقية لا تكمن فقط في تورط تركيا بشكل مباشر في النزاع الليبي، بل إنها تنقل المرتزقة السوريين الموالين لها، بمن فيهم القريبون من تنظيم القاعدة إلى ليبيا، لا سيما أن القارة تعاني آفة الإرهاب".
وعاد جون فرانسوا بايار قائلاً "إن القادة الأفارقة ينظرون إلى هذا التدخل بنظرة سلبية، لأنه يصب وقودا على نيران مشتعلة بالفعل، ويفاقم الأزمة الليبية، وينشر الفوضى والإرهاب، خاصة أن الدول الأفريقية ليست بمنأى عنها"، كما أن الساحل الأفريقي يتأرجح بالفعل نتيجة الهجمات الإرهابية".
aXA6IDE4LjE5MC4yNTMuNTYg
جزيرة ام اند امز