مؤسس "صادات" التركية.. قائد "جيش" أردوغان السري
جنرال خارج الخدمة أُجبر على التقاعد في عام 1996 بسبب نزعته المتطرفة يصبح قائد مليشيا تابعة للرئيس التركي رجب أردوغان.
عدنان تنري فردي، تُطلق عليه المعارضة التركية رئيس "الجيش السري" للرئيس رجب طيب أردوغان، وقائد "الحرس الثوري الخفي" لنظام أنقرة وحزب العدالة والتنمية الحاكم.
وفردي هو مؤسس الشركة الاستشارية الدولية للدفاع، المعروفة اختصارا باسم "صادات"، أكثر كيانات أردوغان قوة ووحشية، ويستخدمها ذراعا عسكرية سرية، لعدم ثقته بالجيش النظامي التركي.
- "صادات".. "حرس ثوري تركي" بأدوار مشبوهة في سوريا وليبيا
- مسؤول ليبي يكشف لـ"العين الإخبارية" خطة أردوغان بإرسال 11 ألف مسلح
نزعته المتطرفة جعلته جنرالا خارج الخدمة، وأُجبر على التقاعد في عام 1996 لهذا السبب أيضا، وكان يتقلد مهام رئيس الخدمات الصحية العسكرية في هيئة الأركان العامة التركية.
وحين أُحيل إلى التقاعد المبكر، توجه للكتابة في صحيفة "يني أكيت" المحلية والمعروفة بولائها لتنظيم الإخوان الإرهابي.
وفي عام 2012، وعقب تأسيس شركة "صادات"، تقلد إدارتها حتى عام 2016، لكن يبدو أن أردوغان بات في حاجة أكبر إليه بعد محاولة الانقلاب منتصف يوليو/تموز من العام الأخير، فعينه مستشارا عسكريا له.
وفي يوليو/تموز 2018، أجرى أردوغان تعيينات لشخصيات جديدة في الهيئات السياسية الرئاسية، كان من بينهم عدنان تنري فردي رئيس الشركة التي يعتبرها الأتراك شبكة أردوغان الإجرامية في البلاد وخارجها.
في حينه، حصل تنري فردي على منصب بهيئة السياسات الأمنية والخارجية، وقال موقع "بيرجون" الأمريكي إنه شارك في اجتماع "قمة أمنية" ترأسها أردوغان، يوم 20 يناير/كانون الثاني 2018، أي بالفترة التي كان فيها الجيش التركي يشنّ هجمات على عفرين السورية في إطار عملية "غصن الزيتون" العسكرية.
جيش أردوغان السري
تنري فردي قليل الظهور إعلاميا، وتدور أقاويل في تركيا بأنه من أشرف شخصيا على قتل الجنود والمدنيين الذين خرجوا إلى الشوارع أثناء المحاولة الانقلابية قبل أعوام.
تكتمه وحرصه على البقاء بعيدا عن الأضواء يعودان لعدة أسباب؛ أبرزها السمعة السيئة التي يحظى بها لدى شق واسع من الأتراك، وهذا ما يفسر حرص أردوغان أيضا على إحاطة شركة "صادات" بهالة من الغموض والسرية، حتى إنه يحتفظ بها خارج أي إطار قانوني أو إداري، ولا يخضعها لأي إشراف أو رقابة حكومية، كما لا تخضع حساباتها لإجراءات التدقيق المالي المعتادة.
وبحسب تقارير إعلامية تركية وأمريكية، تولى تنري فردي، بتعليمات من أردوغان، تدريب عناصر الجماعات الإرهابية في سوريا وليبيا، وتنفيذ جميع الأعمال القذرة التي لم يكن الرئيس التركي يجرؤ على تكليف الجيش بها.
لكن في المواجهة، يقدم تنري فردي شركته ككيان يعمل من أجل مساعدة الشعوب والدول الإسلامية، زاعما في كلمة ألقاها في 20 فبراير/شباط 2018، بجامعة "أوسكودار" أن "القوات المسلحة التركية تقدم خدمات في مجال التعليم والاستشارة والتجهيز لـ22 دولة إسلامية، إلا أنها غير قادرة على تلبية جميع احتياجات مجال الدفاع في 60 دولة إسلامية، ولهذا قررنا تلبية هذه الاحتياجات بدعم من 64 ضابطا يحترم المبادئ الإسلامية".
تدريب الإرهابيين
تقول قيادات من المعارضة التركية إن تنري فردي يحظى بثقة كبيرة لدى أردوغان، ولذلك يستعين به من أجل قتال المنشقين داخليا، وتدريب جهاديين للقتال في حروبه الطائفية الخارجية.
وكان عدنان فردي حاضرا أيضا باسم أردوغان في ليبيا منذ 2011، أي حتى قبل إعلان ولادة "صادات"؛ حيث درب عددا كبيرا من التكفيريين والإرهابيين بهذا البلد، ثم تكررت زياراته إليه، وعقد اجتماعات كثيرة مع ضباط ليبيين سابقين، وحظي باستقبال دبلوماسي رسمي من قبل القيادات الإخوانية في السفارة التركية بطرابلس.
ولاحقا، نقل عدنان فردي البعض من هؤلاء الإرهابيين إلى أنقرة لتعقب المعارضين وأعداء أردوغان وتصفيتهم، كما استخدمهم لقمع الأكراد الأتراك والسوريين، واستعملهم لتهريب تكفيريين إلى أوروبا لتنفيذ عمليات إرهابية، بحسب موقع "ديكان" التركي.