"صادات".. "حرس ثوري تركي" بأدوار مشبوهة في سوريا وليبيا
"مينا واتش" يؤكد أن أردوغان يؤمن بأنه لا يستطيع الاعتماد على الجيش بشكل كامل لغياب الثقة؛ لذلك يؤسس كيانا يستخدمه في مهامه الخارجية.
قال مركز "مينا واتش" البحثي النمساوي، الخميس، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يعتمد على شركة الأمن المثيرة للجدل "صادات" في لعب أدوار مشبوهة بكل من ليبيا وسوريا، في محاولة لخلق "حرس ثوري تركي" يتخطى المؤسسات الرسمية.
- تهديدات لقادة بالجيش التركي اعترضوا على ضم إرهابيين
- مسؤول ليبي يكشف لـ"العين الإخبارية" خطة أردوغان بإرسال 11 ألف مسلح
وأوضح المركز المعني بقضايا الشرق الأوسط، في تقرير نشره على موقعه الإلكتروني، أن "أردوغان يؤمن بأنه لا يستطيع الاعتماد على الجيش التركي بشكل كامل بسبب غياب الثقة المتبادلة، لذلك يمضي قدما في تأسيس كيان يشبه الحرس الثوري الإيراني ليلعب أدوارا خارجية".
ولفت المركز إلى أن "صادات ظهرت في ظل صراع القوى بين أردوغان والجيش، كتنظيم أمني موازي، وهي نشطة منذ سنوات في سوريا، وتلعب حاليا دورا متزايدا في ليبيا".
ومنذ محاولة الانقلاب المزعوم في يوليو/تموز ٢٠١٦، عمق أردوغان التعاون مع شركة صادات بشكل كبير للغاية، وفق المركز ذاته الذي أكد أن "قوات صادات كانت في الشارع وقت الانقلاب، وأسهمت في إفشاله".
وكدليل على الدور الكبير الذي تلعبه "صادات" في النظام، عين أردوغان في أغسطس/آب ٢٠١٦ مؤسس الشركة الأمنية المثيرة للجدل الجنرال عدنان تانفيردي كأهم مستشار عسكري له.
ويلعب تانفيردي حاليا دورا كبيرا في العدوانيين التركيين على سوريا وليبيا.
ووفق المركز النمساوي، تلعب "صادات" دورا متزايدا في ليبيا، سواء في القتال بجانب مليشيات فايز السراج، أو تدريب وتوجيه المرتزقة السوريين.
ولم يكن تانفيردي عسكريا كبيرا في الجيش التركي، وعلى الرغم من تدرجه في القوات البرية حتى رتبة لواء، فإنه فصل من الخدمة في ١٩٩٧ للاشتباه في ميوله المتطرفة.
واختفى الجنرال سنوات، ثم ظهر كاتبا في صحيفة "أكيت" التركية.
وفي ٢٠١١ أسس الجنرال شركة "صادات" الأمنية مع بعض الضباط الآخرين المفصولين من الجيش.
ووفق تعريفها لنفسها تهدف "صادات" إلى "بناء تعاون دفاعي بين الدول الإسلامية من أجل مساعدة (العالم الإسلامي) على أخذ المكان الذي يستحقه بين الدول العظمى"، وتقدم "خدمات استشارية وتدريبية".
لكن الشركة لعبت أدوارا مشبوهة في سوريا، وقامت بتدريب الإرهابيين الذي يقاتلون في البلد العربي وفق "مينا واتش".
وفي مطلع ٢٠١٢، ذكرت صحيفة "أيدينليك" التركية اليومية أن "صادات أقامت عددا من المعسكرات التدريبية في منطقة مرمرة مع اشتداد الحرب في سوريا".
وكان أحد هذه المعسكرات يقع في قاعدة تركية بمنطقة جولكوك في كوكاي، والتي استخدمتها البحرية التركية في السابق كمركز تدريب.
وقال مايكل روبن، الباحث بمعهد "أمريكان إنتربرايز"، في حديث صحفي، إن "أردوغان يدرك بشكل متزايد الخطر المتمثل في أنه لا يستطيع الاعتماد فقط على الجيش التركي لدعم نظامه".
وتابع: "هذا هو السبب وراء سعيه المستمر لإنشاء مليشيا على غرار الحرس الثوري الإيراني، من أجل توسيع مجال عمله في الداخل والخارج".
ونوه بأن أردوغان بات يعتمد أكثر وأكثر على صادات بدلا من الجيش التركي عندما يتعلق الأمر بمهام عسكرية حساسة في الخارج.
وفي ليبيا، يعتمد أردوغان كليا في الوقت الحالي على قوات "صادات" في تنفيذ عدوانه على البلد الأفريقي، في ظل صعوبة نقل الجيش النظامي إلى هناك، وتوفير اللوجستيات لدعمه.
والشهر الماضي، ألقى مؤسس "صادات"، خطابا مثيرا للجدل في جامعة "أسكودار" بإسطنبول تحدث فيه عن "تحقق الوحدة الإسلامية عند ظهور المهدي المنتظر".
وأمام الانتقادات الكبيرة لخطابه، اضطر تانفيردي للاستقالة من منصبه كمستشار لأردوغان، لكن هذا لم يغير دور صادات في النظام، وأدوارها المشبوهة في ليبيا وسوريا.