أسراب المسيرات.. التهديد القادم لأمن الولايات المتحدة
باتت المسيرات سلاحا حاسما في حرب أوكرانيا، ومع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي أصبحت التهديد القادم لأمن الولايات المتحدة.
وسلطت حرب أوكرانيا الضوء على الخطر الذي تشكله الطائرات المسيرة التي باتت سلاحا حاسما، ومع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي لم يعد السؤال الآن هل تشكل المسيرات تهديدا للأمن الداخلي الأمريكي وإنما أصبح السؤال متى يصبح هذا التهديد حقيقة؟
وفي تقرير لها، كشفت دراسة أجرتها مؤسسة "راند" للأبحاث عن قدرة مجموعات من الطائرات المسيرة الصغيرة على تدمير الشبكة الكهربائية الأمريكية وغيرها من البنية التحتية الحيوية كما يمكنها إلحاق خسائر كبيرة في المباريات وغيرها من الفعاليات المزدحمة وفقا لما ذكره موقع "بيزنس إنسايدر الأمريكي".
وقال الموقع نقلا عن تقرير "راند" إن وكالات إنفاذ القانون لا تملك الكثير لوقف التهديدات المستقبلية ورجح التقرير أنه من الصعب معالجة نقاط الضعف لأن نشر أنظمة الكشف والتدابير المضادة للمسيرات لحماية مجموعة من الأهداف المحتملة قد يكون مكلفًا للغاية.
وركزت مؤسسة "راند" على الطرق المختلفة التي يمكن للإرهابيين من خلالها إحداث الفوضى داخل الولايات المتحدة باستخدام أسراب المسيرات.
وقال التقرير "نعتبر الاستخدام الإرهابي للمسيرات لشن هجوم على البنية التحتية الحيوية باستخدام المتفجرات هو السيناريو الأساسي لدينا".
وأوضح أنه يمكن أن يستهدف سرب ذكي من المسيرات المسلحة بالمتفجرات تجمعا جماهيريا، كما يمكن استخدام سرب قادر على شن هجوم إلكتروني، أو كهرومغناطيسي، لاستهداف محطة فرعية للطاقة الكهربائية، فضلا عن استخدام المهربين لسرب مماثل لإجراء عمليات استطلاع وتجنب دوريات الحدود.
وأشار إلى أن السرب يضم عدة مسيرات يمكن التحكم في كل واحدة منها بواسطة مشغل مختلف أو قد يحاول مشغل واحد التحكم في عدة مسيرات أو برمجة المسيرات لتتبع طائرة واحدة رائدة.
وقبل 20 عامًا، استخدمت قوات العمليات الخاصة الأمريكية المسيرات لشن هجمات في أفغانستان، لكن المسيرات أثبتت من خلال حرب أوكرانيا أنها السلاح الحاسم في ساحة المعركة الحديثة.
وأوضحت "راند" أن إنجازات المسيرات في حرب أوكرانيا تحققت عبر مجموعة من الطائرات الفردية، مشيرة إلى أن القادم سيكون أسوأ بكثير في ظل ما أسمته "أسراب المسيرات الذكية" التي قالت المؤسسة إنها تعمل مثل "خلية النحل".
وأوضحت أنه يمكن التحكم في أسراب المسيرات بواسطة الذكاء الاصطناعي، ومع اتصال كل مسيرة لاسلكيًا، يمكنها تحسين وتعديل خطط الهجوم، كما يمكن تزويد وحدات المشاة الصغيرة بالقدرة على إطلاق أكثر من 250 مسيرة جوية وبرية أثناء القتال.
وأصبحت هذه التكنولوجيا متاحة للعامة بعدما سمحت إدارة الطيران الفيدرالية باستخدام محدود لأسراب المسيرات في رش المحاصيل. وتوقعت "راند" أن تصبح هذه التقنية متاحة بسهولة خلال 5 أو 10 سنوات.
وفي تصريحات لـ"بيزنس إنسايدر" قال دانييل غيرستين، الباحث في مؤسسة راند "أستطيع القول إنه في مرحلة ما، سيمتلك شخص ما القدرة على استخدام عدة مسيرات بطريقة منسقة حيث تكون هناك اتصالات داخلية بين عناصر السرب، ويكون لديهم متفجرات أو أسلحة كيميائية".
وتكمن المشكلة الآن في ضعف البنية التحتية الحيوية للولايات المتحدة، ففي 2022، أدى إطلاق النار من قبل مهاجمين مجهولين إلى تدمير محطات فرعية كهربائية في ولاية كارولينا الشمالية، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن 40 ألف شخص وقالت "راند" إن استخدام المسيرات في هذه الواقعة كان سيجعل تأثيرها كارثيا بصورة أكبر.
وقال غيرستين إن الجيشين الأمريكي والروسي لم يتوصلا إلى طريقة لإيقاف المسيرات فما هي فرصة قسم شرطة محلي؟ مؤكدا أن الولايات المتحدة تحتاج إلى الاستعداد للتهديد القادم.
aXA6IDMuMTQ0LjQ1LjE4NyA= جزيرة ام اند امز