مهندس "مناعة القطيع" ضد كورونا: نظريتي تنجح في السويد
الحكومة السويدية تواجه انتقادات متزايدة لسياستها، ويستند منتقدوها إلى ارتفاع عدد الوفيات بفيروس كورونا، والذي تخطى 1500.
قال مهندس استراتيجية "مناعة القطيع" السويدية، إن سكان العاصمة ستوكهولم، مركز تفشي فيروس كورونا المستجد في البلاد، سيحصلون على مناعة ضده، في وقت مبكر من الشهر المقبل.
و"مناعة القطيع" استراتيجية تستند إلى ممارسة الحياة بشكل طبيعي، بحيث يصاب معظم أفراد المجتمع بالفيروس، وبالتالي تتعرف أجهزتهم المناعية عليه، ومن ثم تحاربه إذا ما حاول مهاجمتها مرة أخرى.
وذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن تصريحات أندريس تينجيل، أبرز علماء الأوبئة في السويد، حول "مناعة القطيع"، تأتي وسط إصرار الحكومة على رفض سياسة الإغلاق التام، على الرغم من الدعوات المتزايدة لاتخاذ "تدابير سريعة وجذرية" لاحتواء تفشي الفيروس القاتل.
وأشارت الصحيفة إلى أن الحكومة السويدية اتخذت عدداً من الإجراءات للحد من التجمعات العامة، فألغت مباريات كرة القدم، والمسابقات الرياضية، وأغلقت المباني الجامعية، لكنها سمحت للمطاعم ودور السينما والصالات الرياضية والحانات والمحال التجارية بفتح أبوابها.
وقال الدكتور تيجنيل: "وفقاً لمشاهداتنا في هيئة الصحة العامة بالسويد، بدأنا نرى الكثير من الأشخاص الحاملين للمناعة في سكان ستوكهولم، لدرجة أنه بدأ يؤثر على انتشار العدوى. نعتقد أن التغيير الكبير سيكون خلال شهر مايو/أيار".
ورداً على سؤال حول معدل الوفيات الكبير، قال الدكتور تيجنيل: "ليس فشلا للاستراتيجية العامة، لكنه فشل في حماية كبار السن الذين يعيشون في دور الرعاية".
لكن البعض وصف السويد بأنها "حالة شاذة"، لرفضها فرض إغلاق على غرار الاتحاد الأوروبي، على الرغم من ارتفاع معدل الوفيات الناجمة عن تفشي فيروس كورونا.
وأشارت "ديلي ميل" إلى أن الحكومة تواجه انتقادات متزايدة لسياستها، حيث يستند منتقدوها إلى ارتفاع عدد الوفيات، والذي تخطى 1500، كدليل على أن كراهية الحكومة للإغلاق التام ينطوي على شيء من التضليل.
واعتبر أكثر من 900 مدرس وموظف في رسالة مشتركة، أنه يتعذر مع تطبيق نظرية "مناعة القطيع" ممارسة التباعد الاجتماعي للوقاية من العدوى.
ويرجع البعض أسباب الموقف الحكومي إلى أن الحكومة لم تكن مستعدة على الإطلاق لمواجهة الوباء. لكن المسؤولين أصروا على أن خطتهم مستدامة على المدى الطويل، رافضين الإجراءات الصارمة قصيرة المدى باعتبارها غير فعالة للغاية.