تحكي سيرة التواضع والتجديد.. 7 أشياء تدفن مع البابا فرنسيس

في مشهد وداعي طغت عليه مشاعر التأمل والحزن، ودّع العالم البابا فرنسيس بجنازة جمعت بين التقاليد الكاثوليكية العريقة ولمساته الخاصة التي طالما ميزت حبريته.
ورغم الخروج المحدود عن بعض الأعراف — مثل السماح للعامة بإلقاء نظرة وداعية على جثمانه — إلا أن المراسم ظلت وفية لرمزية الطقوس البابوية، حيث تتجسد في كل تفصيل إرثٌ روحي وإنساني عميق.
فمن التاج البابوي البسيط إلى الخاتم المكسور، ومن العملات المعدنية إلى الوثائق الرسمية، يروي كل تفصيل نواحي عريقة تعكس عمق التقاليد البابوية.
التاج البابوي (الميترة) والعصا الرعوية
سيوضع إلى جانب الجثمان الميترة (غطاء الرأس المدبب) التي ارتبطت ببساطة فرنسيس، حيث فضَّل تصميمًا أبيضًا دون زخارف، في إشارة إلى فلسفته القائمة على التواضع ورفض الترف.
ومنذ انتخابه عام 2013، كان فرنسيس حريصًا على تقديم صورة بابوية أكثر قربًا للناس، بعيدة عن الأبهة التقليدية التي أحاطت بالكرسي الرسولي لقرون.
أما العصا الرعوية، فقد حملت نقشًا لصورة المسيح كراعٍ، رمزًا للدور الأبوي والرعوي الذي اضطلع به فرنسيس طوال سنوات حبريته. وهذه العصا تعود في رمزيتها إلى القرن الخامس الميلادي، حيث مثلت منذ ذلك الحين علامة على مسؤولية الراعي عن قطيعه.
العملات المعدنية:
وُضع داخل النعش كيسٌ يحتوي على 12 عملة معدنية سُكَّت خلال كل عام من حبريته. وهذا التقليد يعود إلى العصور الوسطى، حين كان يُدفن الباباوات مع عملات تُصوِّر وجههم كدليل على شرعية حكمهم.
أما اليوم، فتحمل العملات تواريخ سنوات حبريته (2013-2025)، كسجلٍ مادي لإرثه. وباتت العملات تسجل سنوات الحبريّة كعلامة مادية على المسيرة التي مضت، وعلى التحولات التي قادها البابا الراحل، سواء في إصلاح البنية الإدارية للفاتيكان أو في مواقفه الشجاعة حيال قضايا الفقر والهجرة والبيئة.
وثيقة "الروغيتو": السجل الرسمي للإنجازات
الـروغيتو تعني بالإيطالية "المكتوب" وهي وثيقةٌ تُقرأ أمام الحاضرين قبل أن توضع في اسطوانة وتُدفن مع الجثمان. تحتوي الوثيقة على ملخصٍ لأبرز إنجازات فرنسيس، مثل إصلاحات الكوريا الرومانية (الحكومة الكنسية)، وحواره مع الأديان الأخرى، وتأكيده على قضايا البيئة في وثيقته.
وفقًا لمراسيم الفاتيكان المنشورة في "الكتاب الليتورجي للطقوس البابوية"، تُكتب الوثيقة على ورق خالٍ من الأحماض لضمان حفظها لمئات السنين، مع نسخةٍ ثانية تُحفظ في أرشيف الفاتيكان السري.
المسبحة
من التقاليد أيضًا أن يُدفن البابا مع مسبحة، ولن يكون فرنسيس استثناءً.
وخلال الأيام الثلاثة التي سُمح فيها للعامة بإلقاء نظرة وداعية، كانت المسبحة ملتفة بعناية حول أصابعه.
شهادة الوفاة
تُعد شهادة الوفاة وثيقة تقليدية أخرى تُدفن مع البابا.
وقد قام الكاردينال الأمريكي كيفين فاريل، الذي يؤدي دور "الكاميرلينغو" (المسؤول عن إدارة شؤون الفاتيكان خلال فترة خلو الكرسي الرسولي)، بإعلان وفاة البابا رسميًا خلال المراسم الخاصة.
وقد صاغ فاريل إعلان الوفاة الرسمي، الذي أُلحق بالشهادة الطبية الصادرة عن رئيس الخدمات الصحية، وتم وضعهما معًا داخل التابوت.
أُلحق إعلان الوفاة بتقرير طبي رسمي صادر عن رئيس الخدمات الصحية للفاتيكان، ووضع كلا المستندين داخل التابوت، في ممارسة تعود إلى قرون مضت، لضمان التأكيد الرسمي على نهاية الحبرية.
خاتم الصياد:
خاتم الصياد (الذي يُنقش عليه صورة القديس بطرس يصطاد سمكة) يُصنع من ذهب لكل بابا جديد، ويُحطم بعد الوفاة بآلة خاصة ليمنع أي استخدام مزيف لوثائق الفاتيكان.
يعود هذا الطقس إلى القرن الرابع عشر، حين استُخدم الخاتم كختمٍ للرسائل البابوية. ويُعد تحطيم الخاتم رمزًا لنهاية حبريته رسميًا.
إضافات من خارج التقاليد: بصمة فرنسيس الشخصية
على عكس البابوات السابقين، طلب فرنسيس إضافة إنجيلٍ مفتوح على صدره، يظهر إصحاحًا من إنجيل متى الذي يؤكد على خدمة الفقراء، وفقًا لتصريح الكاردينال بييترو بارولين لصحيفة لا ريبابليكا الإيطالية. كما وُضعت بذور نباتات من غابات الأمازون — رمزًا لالتزامه البيئي — داخل التابوت، استلهامًا من حملاته لحماية الطبيعة.