قصة ملهمة.. كيف تحول توم أوبرهايم من عامل نظافة إلى ملياردير الموسيقى؟
بجانب كونهم جميعا فنانين عالميين، كان هناك عامل إضافي آخر جمع بين كل من "فان هالين" و برنس" وفرقة "كوين" الشهيرة.
هذا العامل الأبرز الذي جمع بين ما قدموه من أغانٍ ناجحة أثرت تاريخ الموسيقى، أن عملية المزج الموسيقي في غالبية أغنياتهم تمت على يد الرائد في مجال المزج الموسيقي، مهندس الصوت والمخترع الأمريكي توماس أوبرهايم.
- قصة ملهمة.. كيف أصبح "تيم كوك" الأعلى أجرا في العام بـ"تفاحة"؟
- "شانتانو ناراين" مستشار "أوباما".. قصة نجاح العقل المدبر لشركة Adobe
من هو توماس أوبرهايم؟
في عالم صناعة الموسيقى يعتبر توماس إلروي أوبرهايم، المعروف باسم توم أوبرهايم ، مهندس صوت أمريكي ومهندس إلكترونيات اشتهر بتصميم معالجات التأثيرات وأجهزة المزج التناظرية وأجهزة التسلسل وآلات الطبول.
لقد كان مؤسسا لأربع شركات للإلكترونيات الصوتية، وأبرزها شركة أوبرهايم للإلكترونيات، وكان أيضًا أحد المساهمين الرئيسيين في تطوير وتبني معيار MIDI، الواجهة الرقمية للآلات الموسيقية.
نشأة توماس أوبرهايم
دخل أوبرهايم لعالم الموسيقى بالصدفة، ومنذ نشأته في حي مانهاتن بولاية كانساس الأمريكية، كان يعشق قضاء الوقت بجانب متجر أجهزة الراديو في بلدته.
وبدأ حياته المهنية منذ سن صغيرة بعمله لتنظيف أرضية متجر أجهزة الراديو الذي كانت هوايته البقاء بالقرب منه، وظهر في ذلك الوقت ولعه بالإلكترونيات الصوتية، ما دفعه لاحقا للالتحاق بجامعة ولاية كنساس، قبل أن ينتقل لجامعة UCLA حيث قام بالدمج بين دراسة الفيزياء وحبه للموسيقى.
بداية رحلة توماس أوبرهايم
وكان يمكن ان تتغير حياة أوبرهايم بشكل كامل إذا ما الحق نفسه بالعمل في مجال الفضاء لموهبته الفطرية في الابتكار، حتى عرض عليه أحد الاصدقاء عقد للعمل في مجال تسجيل الموسيقى، وطلب منه تصميم آلة صوتية تصدر عنها اصوات طبيعية للمساهمة في تطوير عملية تسجيل الأغاني.
وكانت الأداة التي ابتكرها أوبرهايم، متخصصة في تعديل الإشارات ومعالجتها.
تأسيس أولى شركات توماس أوبرهايم
لم يمض وقت طويل بعد ذلك قبل أن يقر عالم الموسيقى باحتياجه لابتكارات أوبرهايم، وقام المخترع الأمريكي بتوريد ابتكاره لتعديل الإشارات الموسيقية لكافة أطياف العاملين بالموسيقى فاستفادت منه موسيقى الجاز، وأستديوهات التسجيل الموسيقية، والملحنين للأعمال السينمائية.
ولحقت بهذه الخطوة تأسيس أولى شركات أوبرهايم، وهي شركة Oberheim Electronics، وشهدت توسعا في فترة السعبينيات، قبل أن يقرر أوبرهايم ان يتوسع في ابتكار اجهزة المزج الموسيقي الإلكترونية التي رأى أن العالم كان في حاجة لها في ذلك الوقت.
وكانت أوائل أجهزة أوبرهايم للمزج الموسيقي الإلكتروني من أبرز علامات صناعة الموسيقى نهاية السبعينيات ومطلع الثمانينيات، وكانت في ذلك الوقت من أغلى الاجهزة بقيمة 4 آلاف دولار، ما يعادل حاليا 21 ألف دولار، وهي تكلفة مرتفعة للغاية مقارنة بقيمة الإنتاج الموسيقي في ذلك الوقت، ولكن إقبال صناع الموسيقى عليها صنع أسطورة أوبرهايم المعروفة الآن.
رحلة نجاح توماس أوبرهايم
ساهم النجاح التسويقي لمنتجات أوبرهايم بما في ذلك البيانو الإلكتروني OB-8 في توسع شركته، وارتفاع عدد موظفيها، وكانت تحقق الشركة ربح سنوي من 8 أرقام على الأقل.
ولحق بذلك عقد كامل من النجاحات استحوذت عليه أجهزة أوبرهايم في الثمانينيات، كانت خلاله شركاته المورد الرئيسي لأحد أجهزة المزج الموسيقي في العالم.
العودة من التقاعد
وفاجأ أوبرهايم الجميع بعودته من جديد لطرح أجهزة حديثة من تطويره وهو في عمر الـ 83، ووفق ما ذكرته مجلة فوربس "عن مليادرير الموسيقى"، ويقدم الآن مجموعة أجهزة موسيقية تتاح للبيع عبر متاجر إلكترونية بداية من مايو 2022، بما في ذلك متجر MI للإلكترونيات، وموقعه الرسمي.