تفعيل اتفاق الشرع وعبدي.. مقاتلون أكراد يغادرون مناطق بحلب السورية

غادر مقاتلون أكراد مناطق في حلب، تفعيلاً لاتفاق وقَّعه الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي.
وتمثل الخطوة، التي سبقها تبادل أسرى في المنطقة نفسها، تقدمًا على مسار ترتيب المشهد السياسي والأمني في سوريا ما بعد نظام أسرة الأسد.
وخرج أكثر من 500 مقاتل كردي، الجمعة، من حيين في مدينة حلب شمال سوريا، وفق ما أفاد مسؤول كردي لوكالة "فرانس برس"، وذلك بموجب التفاهم مع السلطات السورية، الذي يندرج في إطار اتفاق شامل يقضي بدمج مؤسسات الإدارة الذاتية في الدولة السورية.
ومطلع أبريل/نيسان، توصَّل المجلس المدني لحيي الأشرفية والشيخ مقصود، اللذين تقطنهما غالبية كردية، ولجنة منبثقة عن رئاسة الجمهورية إلى اتفاق، نصت أبرز بنوده على تبادل أسرى وخروج المقاتلين الأكراد من الحيين، على أن يتبعا إداريًا لسلطات دمشق.
والاتفاق بين الشرع وعبدي، الذي وُقِّع في 11 مارس/آذار الماضي، يقضي بـ"دمج" كافة المؤسسات المدنية والعسكرية التابعة للإدارة الذاتية الكردية في إطار الدولة السورية، وذلك في إطار مساعي السلطة الجديدة لتكريس شرعيتها بعد الإطاحة بالحكم السابق في ديسمبر/كانون الأول المنصرم.
وقال القيادي في المجلس المدني لحيي الشيخ مقصود والأشرفية، نوري شيخو، لوكالة "فرانس برس": "خرجت اليوم دفعة من القوات العسكرية.. تجاوز عددها 500 مقاتل" إلى شمال شرق سوريا.
وأفادت وكالة الأنباء الرسمية "سانا" من جهتها بمغادرة "رتل لقوات سوريا الديمقراطية حيي الشيخ مقصود والأشرفية.. تحت إشراف وزارة الدفاع". ونشرت مقطع فيديو يظهر سيارات دفع رباعي وحافلات صغيرة تقل مقاتلين بزي عسكري مع أسلحتهم.
وبموجب الاتفاق، تتحمل وزارة الداخلية "مسؤولية حماية سكان الحيين ومنع أي اعتداءات أو تعرض بحقهم"، على أن يتم "منع المظاهر المسلحة".
ويؤكد الاتفاق كذلك أن الحيين "يُعدّان من أحياء مدينة حلب ويتبعان لها إداريًا، ويُعدّ حماية واحترام الخصوصية الاجتماعية والثقافية" للقاطنين فيهما "أمرًا ضروريًا لتعزيز التعايش السلمي".
ومنذ سنوات، يسيطر مقاتلون أكراد على الحيين. وكانت بلدات مجاورة لهما تقع شمال مدينة حلب تحت سيطرة مقاتلين أكراد أيضًا، قبل أن يتم إخراجهم منها نهاية العام الفائت إثر هجمات لفصائل سورية، تزامنت مع التقدم نحو دمشق.
وكانت قوات سوريا الديمقراطية رأس حربة المجتمع الدولي في الحرب على تنظيم داعش الإرهابي، الذي أُعلنت نهايته في سوريا عام 2019.
وجاء خروج المقاتلين، الجمعة، غداة عملية تبادل أسرى ممن جرى اعتقالهم عقب الإطاحة بالأسد. وتم خلالها، وفق شيخو، "إطلاق سراح 146 مدنيًا وعسكريًا من قبل حكومة دمشق" مقابل إطلاق الأكراد سراح "97 شخصًا".
ورغم الاتفاق "التاريخي" مع الشرع، الذي يُفترض استكمال تطبيق بنوده بحلول نهاية العام، إلا أن الإدارة الذاتية وجهت انتقادات حادة إلى الحكومة التي شكَّلها، وقالت إنها لن تكون معنية بتنفيذ قراراتها، باعتبار أنها "لا تعبر عن التنوع" في سوريا.
وتضم الحكومة، المؤلفة من 23 وزيرًا، وزيرًا كرديًا واحدًا فقط، لكنه غير محسوب على الإدارة الذاتية، كما لم يتم تعيين رئيس لها.
وتواجه الحكومة تحديات كبرى بعد 14 عامًا من اندلاع نزاع مدمر. وقد جاء تشكيلها بعد أسبوعين من أعمال عنف دامية شهدها الساحل السوري، واتُّهمت قوات الأمن ومجموعات رديفة لها بالمسؤولية عنها، وأسفرت عن مقتل 1700 مدني، غالبيتهم الساحقة علويون، ما أثار مخاوف الأقليات في سوريا، وتنديد منظمات حقوقية ودول عدة.
aXA6IDE4LjIxNy4xNy4xMTYg
جزيرة ام اند امز