بالصور.. "لن تمروا".. رد حلب الشرقية على هدنة روسيا
"أيها العابرون على جسدي، لن تمروا".. أبيات الشاعر الفلسطيني محمد درويش كانت رسالة أهالي حلب الشرقية لروسيا والنظام السوري.
"أيها العابرون على جسدي، لن تمروا".. أبيات الشاعر الفلسطيني محمد درويش كانت رسالة أهالي حلب الشرقية لروسيا والنظام السوري؛ حيث لم يتم تسجيل أي عمليات إجلاء من المدينة رغم مد موسكو للهدنة لأكثر من مرة حتى غدٍ السبت.
الهدنة التي صاحبتها منشورات مكثفة لأهالي المدينة المحاصرة تخيرهم بين الموت بالقصف أو النجاة بحياتهم بالخروج من المدينة، قوبلت بعدم خروج المدنيين منها، في رسالة فاجأت روسيا، حتى أعرب وزير خارجيتها سيرجي لافروف عن "قلقه البالغ" من عدم خروجهم.
ودعا الجيش السوري وروسيا السكان ومقاتلي المعارضة في شرق حلب المحاصر إلى مغادرة المدينة والتوجه نحو أحياء أخرى تسيطر عليها المعارضة مع التعهد بضمان أمن السفر.
مقاتلو المعارضة رفضوا وقف إطلاق النار؛ إذ يرونه جزءاً من سياسة الحكومة لتطهير المدن من المعارضين السياسيين كما أنه لا يخفف من وطأة الوضع على من يختارون البقاء في الجزء الخاضع لسيطرتهم من حلب.
وقال بيان مشترك لجماعات مقاتلي المعارضة التي تقاتل تحت راية الجيش السوري الحر والائتلاف الوطني لقوة الثورة والمعارضة السورية إن المبادرة "تتزامن مع عمليات تهجير قسري في المعضمية وقدسيا والهامة وقبلها داريا" في إشارة لعمليات نفذها "النظام" في ضواحي العاصمة دمشق.
المرصد السوري لحقوق الإنسان كشف أن قوات الجيش السوري والقوات الجوية الروسية أوقفت قصف شرق حلب الخاضع لسيطرة المعارضة، اليوم الجمعة، للنهار الثاني على التوالي من بين 4 أيام أعلنت فيها وقفاً لإطلاق النار من جانب واحد خلال النهار رفضه مقاتلو المعارضة.
واستخدم الرئيس السوري بشار الأسد الحصار والقصف لإجبار مقاتلي المعارضة على الخروج من مناطق يسيطرون عليها حول المدن السورية الرئيسية وتركهم يغادرون هم وأسرهم وأسلحة خفيفة لتسليم أراضٍ للحكومة.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، الجمعة، لوكالة فرانس برس: "لا حركة على المعابر من الأحياء الشرقية، ولم يسجل خروج أي من السكان أو المقاتلين حتى الآن".
وأظهرت كاميرات وضعها الجيش الروسي وتبث مباشرة عبر الموقع الإلكتروني لوزارة الدفاع، انعدام الحركة على معبر سوق الهال (بستان القصر- مشارقة)، في حين توقف عدد من سيارات الإسعاف عند معبر الكاستيلو وشاحنات فارغة قرب سواتر ترابية، بالإضافة إلى عدد من الجنود.
ويوم الأربعاء، غادر مئات من مقاتلي المعارضة وأسرهم مدينة المعضمية قرب دمشق متجهين إلى محافظة إدلب، وهي أكبر منطقة تخضع لسيطرة جماعات المعارضة المسلحة المتعددة الساعية للإطاحة بالأسد.
وعلى مدى الشهرين الماضيين وفيما اتجهت الأنظار إلى المعركة في حلب شمال البلاد، انسحب مقاتلو المعارضة من داريا غربي دمشق وضاحيتين أخريين هما قدسيا والهامة إلى الشمال. ومكن ذلك الأسد من تعزيز سيطرته حول العاصمة التي اقترب معارضوه من تطويقها في مرحلة من مراحل الصراع المستمر منذ خمس سنوات.
كما خرج مقاتلو المعارضة من آخر موطئ قدم لهم في مدينة حمص في سبتمبر/أيلول.
ولليوم الثاني بث التلفزيون السوري الرسمي لقطات لحافلات خضراء وعربات إسعاف في انتظار نقل من يختارون مغادرة شرق حلب بعد أن أسقطت السلطات منشورات تعلن فيها عن الممرات الآمنة عبر جبهات القتال.
لكن مصادر قالت إن عدداً قليلاً جداً من المقاتلين أو المدنيين غادر فيما يبدو، في خيار أثار قلق روسيا التي تواجه رقابة أوروبية صارمة تتأهب لها بعقوبات دولية حال سقوط المزيد من الضحايا المدنيين.
وبدوره، أعلن الجيش الروسي أن الهدنة الإنسانية التي ينفذها الجيشان السوري والروسي منذ صباح الخميس في حلب ستمدد مجدداً لأربع وعشرين ساعة حتى مساء السبت لإفساح المجال أمام المقاتلين والمدنيين بالخروج من الأحياء الشرقية المحاصرة.
وأعرب وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، اليوم الجمعة، عن "قلق روسيا الشديد" جراء رفض عناصر جبهة فتح الشام مغادرة الأحياء الشرقية.
وقال في مؤتمر صحفي: "نحن قلقون جداً بسبب رفض مقاتلي جبهة النصرة مغادرة المدينة رغم إشارات حسن النية التي أبدتها موسكو ودمشق والرامية إلى إعادة الوضع إلى طبيعته في المدينة".
وتقدر الأمم المتحدة وجود 900 مقاتل من جبهة فتح الشام في شرق حلب في وقت يتحدث المرصد عن وجود 400 مقاتل فقط من أصل نحو 15 ألف مقاتل معارض.