سوريا تتّهم حزب الله بشن هجمات ورعاية التهريب عبر الحدود
![جانب من الحدود بين سوريا ولبنان](https://cdn.al-ain.com/lg/images/2025/2/11/204-103639-syria-hisbollah_700x400.jpg)
في أول صدام علني منذ سقوط نظام بشار الأسد، انتقدت السلطات السورية الجديدة، حزب الله اللبناني، بضراوة، بسبب اضطرابات على الحدود.
إذ اتّهمت السلطات السورية، حزب الله بشن هجمات على قوات أمن سورية ورعاية عصابات تهريب عبر الحدود، وفق ما أوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).
ونقلت الوكالة السورية عن قائد المنطقة الغربية في إدارة أمن الحدود، مؤيد السلامة، قوله إنه "جرت خلال الأسبوع الفائت اشتباكات مع عصابات التهريب المسلحة في قرى حاويك وجرماش ووادي الحوراني وأكوم السورية أثناء حملة تمشيط أطلقناها لضبط حدود البلاد الغربية من عمليات التهريب".
وكان حزب الله حليفا لبشار الأسد إلى أن أطاح هجوم شنّته فصائل معارضة مسلّحة بقيادة هيئة تحرير الشام، بالرئيس السابق في سوريا.
وأطلقت السلطات السورية الجديدة عمليات لمكافحة التهريب الأسبوع الماضي عند الحدود اللبنانية- السورية، حيث يتمتع حزب الله بنفوذ كبير.
وقال السلامة وفق سانا: "نتتبع معظم عصابات التهريب على الحدود اللبنانية لمليشيات حزب الله الذي بات يشكل تهديدا بوجوده على الحدود السورية من خلال رعايته لمهربي المواد المخدرة والسلاح".
ونقلت الوكالة عن المسؤول السوري، قوله أيضا "وضعنا خطة متكاملة لضبط الحدود بشكل كامل، تراعى فيها التحديات الموجودة وتسهم في حماية أهلنا من جميع الأخطار التي تستهدفهم".
من جهته، قال مدير مديرية أمن الحدود في حمص، نديم مدخنة، في تصريح لوكالة "فرانس برس" إن "العمليات العسكرية أوشكت على الانتهاء"، موضحا "تركز إدارة أمن الحدود من خلال هذه الحملة على استعادة السيطرة على المناطق الحدودية المحورية التي كانت تشهد صراعات متواصلة مع العصابات المسلحة".
وشدّد على أنّ "إدارة أمن الحدود ما زالت مستنفرة في المنطقة خشية عودة المجموعات المسلحة التي دخلت لبنان".
"تنسيق جيد"
نديم مدخنة قال: "هناك تنسيق جيد بين الجيش السوري وأمن الحدود والجيش اللبناني لضمان عدم تصاعد النزاع وتفادي أيّ حوادث على الحدود المشتركة".
وكان الجيش اللبناني قد أعلن، السبت، أنه يقوم بالردّ على نيران تطال الأراضي اللبنانية من داخل سوريا.
ولم يحدد الجيش مصادر إطلاق النار نحو الأراضي اللبنانية.
وأمس الإثنين، قال مؤيد السلامة "نؤكّد أنّنا لم نستهدف الداخل اللبناني، على الرغم من القصف الذي طال وحداتنا من قبل مليشيات حزب الله، وعملياتنا اقتصرت على القرى السورية المحاذية، واستهدفت عصابات التهريب المسلحة ومن قاتل معهم من فلول ومليشيات".
وأضاف: "قام النظام البائد أيضا بتحويل الحدود السورية-اللبنانية لممرات لتجارة المخدرات بالتعاون مع مليشيات حزب الله، مما ساعد في تعزيز تواجد عصابات التهريب المسلحة في المنطقة الحدودية".
وتابع قائد المنطقة الغربية في إدارة أمن الحدود: "ضبطنا العديد من شحنات السلاح والمواد المخدّرة في المناطق الحدودية مع لبنان، والتي كانت في طريقها للعبور".
وقال: "تمكنت قواتنا أثناء حملة التمشيط من ضبط عدد كبير من مزارع ومستودعات ومعامل صناعة وتعليب مواد الحشيش وحبوب الكبتاغون، بالإضافة لمطابع تختص بطباعة العملة المزورة حيث كانت هذه المنطقة تمثل الشريان الاقتصادي لهذه العصابات".
ويتشارك لبنان وسوريا حدودا بطول 330 كيلومترا غير مرسمة في أجزاء كبيرة منها وخصوصا في شمال شرق البلاد مما جعلها منطقة سهلة للاختراق من جانب مهربين أو صيادين وحتى لاجئين.
وأقرّ الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم في ديسمبر/كانون الأول الماضي بأنّ الحزب لم يعد قادرا على تلقّي إمدادات عسكرية عبر سوريا عقب سقوط الأسد.