حدود سوريا ولبنان.. اشتباكات وحشد عسكري رغم «التفاهمات الرئاسية»
![حشد عسكري لبناني يتجه نحو الحدود مع سوريا](https://cdn.al-ain.com/lg/images/2025/2/09/216-205359-lebanon-syria-border_700x400.jpg)
توتر يُنذر بتصعيد تشهده منطقة الحدود اللبنانية السورية، أبرز مظاهره اشتباكات بين حشود عسكرية في الجانبين.
وأعلن الجيش اللبناني وإدارة أمن الحدود السورية، حشد مزيد من القوات عند منطقة الحدود، وسط اشتباكات متبادلة، وضعها الجانب السوري في خانة "إغلاق منافذ تهريب الأسلحة والممنوعات"، فيما اعتبرها لبنان "اعتداء".
وتأتي تلك التطورات الميدانية، بالتزامن مع اتصال هاتفي تلقاه الرئيس السوري أحمد الشرع من نظيره اللبناني جوزيف عون.
اتصال وبيانان
وفيما جاء بيان الرئاسة اللبنانية عن الاتصال مقتضبا، واكتفى بالإشارة إلى اتفاق الرئيسين على "التنسيق لضبط الوضع على الحدود اللبنانية - السورية ومنع استهداف المدنيين"، قالت الرئاسة السورية إن عون هنأه الشرع بتوليه الرئاسة، مؤكدا ضرورة "تعزيز التعاون بين البلدين لتحقيق الأمن والسلام لشعبيهما"، فيما تحدث الشرع عن "الروابط الجغرافية التي تجمع البلدين وتاريخهما المشترك".
أوامر للجيش اللبناني
وقالت القيادة العامة للجيش اللبناني، في بيان نشرته الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية في لبنان، إنه بناء على توجيهات الرئيس عون، أصدرت قيادة الجيش أوامر للوحدات العسكرية المنتشرة على الحدود الشمالية والشرقية بالرد على مصادر النيران التي تُطلَق من الأراضي السورية وتستهدف الأراضي اللبنانية.
وأضافت: "باشرت هذه الوحدات بالرد بالأسلحة المناسبة، وذلك على خلفية الاشتباكات الأخيرة التي تعرضت خلالها عدة مناطق لبنانية للقصف وإطلاق النار".
وقالت قيادة الجيش اليوم الأحد، إن عمليات إطلاق القذائف من الجانب السوري على مناطق لبنانية محاذية للحدود الشرقية، تكررت فيما تواصل وحدات الجيش الرد بالأسلحة المناسبة.
كما تنفّذ وحدات الجيش تدابير أمنية استثنائية على امتداد الحدود، يتخلّلها تركيز نقاط مراقبة، وتسيير دوريات، وإقامة حواجز ظرفية.
وأفادت الوكالة اللبنانية بأن الجيش أرسل تعزيزات عسكرية إلى منطقة مشاريع القاع الحدودية بعد تعرضها لإطلاق نار من الجانب السوري، موضحة أن الجيش يوسع انتشاره في نقاط جديدة في جرود الهرمل المقابلة للحدود السورية، ما أدى الى إصابة برج مراقبة للجيش اللبناني بقذيفة مدفعية أطلقت من الجانب السوري.
وطالبت بلديات قضاء الهرمل في بيان نشرته الوكالة الرسمية بتدخل الجيش لوقف "الاعتداءات المتكررة على القرى اللبنانية من الجهة السورية"، والتي ذكر البيان أنها أدت الى سقوط قتلى وجرحى، وطالب البيان الجيش اللبناني "بالتصدي لهذه الأعمال العدوانية".
رواية سوريا
في المقابل، ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا"، أن إدارة أمن الحدود أطلقت "حملة موسعة في قرية حاويك الحدودية مع لبنان، بهدف إغلاق منافذ تهريب الأسلحة والممنوعات، ضمن استراتيجية شاملة لتعزيز سيادة القانون والحد من الأنشطة غير المشروعة التي تؤثر سلباً على الشعبين السوري واللبناني".
وقالت إن الحملة أسفرت عن توقيف عدد من المطلوبين المتورطين في عمليات تهريب غير مشروعة، بالإضافة إلى ضبط كميات من الأسلحة والممنوعات التي كانت بحوزتهم، لافتة إلى أنه خلال تنفيذ الحملة، وقعت اشتباكات بين قوات أمن الحدود وعدد من المطلوبين، ما أسفر عن اختطاف عنصرين من القوات السورية.
وأكدت إدارة أمن الحدود أن "تحرير المختطفين يمثل أولوية قصوى، وأنها لن تدخر جهداً في ملاحقة المتورطين ومحاسبتهم وفق القانون".
كما أكدت قوى الأمن في محافظة حمص السرية عزمها على "التصدي بحزم للفلول المسلحة وعصابات التهريب التي تعمل على زعزعة استقرار المنطقة والإضرار بمصالح الشعبين السوري واللبناني".
وتلك الاشتباكات ليست الأولى التي تندلع عبر الحدود السورية اللبنانية، إذ تكررت أكثر من مرة على فترات متقطعة خلال ديسمبر/كانون الأول ويناير/كانون الثاني الماضيين.
aXA6IDMuMTQzLjQuMjAg جزيرة ام اند امز