خبراء لـ"العين الإخبارية": معركة إدلب تنذر بـ"كارثة إنسانية"
الدكتور أيمن سلامة يطالب بتطبيق قيود القانون الدولي الإنساني لحماية المدنيين في معركة إدلب المرتقبة.
حذر حقوقي سوري وخبير قانوني من كارثة إنسانية كبرى من المرجح أن تنبثق عن معركة إدلب المرتقبة، آخر معاقل المعارضة السورية، والتي يحشد لها النظام السوري وحلفاؤه روسيا وإيران منذ أيام، مؤكدين ضرورة تطبيق قيود القانون الدولي الإنساني لحماية المدنيين أثناء النزاع المسلح.
وقال ثائر الناشف، الناشط الحقوقي السوري، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، إن "مئات الآلاف من اللاجئين القاطنين في إدلب يعانون من أوضاع معيشية مزرية فضلا عن السكان الأصليين، والذين تقدر أعدادهم الكاملة بحوالي 3 ملايين نسمة".
وأوضح الحقوقي السوري أن "العديد من المسؤولين الدوليين حذروا من خطورة الأوضاع الإنسانية في إدلب، بل إن الأمم المتحدة دقت ناقوس الخطر عندما أعربت رئيسة المفوضة السامية لحقوق الإنسان عن قلقلها العميق من معاناة المدنيين، ودعت في الوقت عينه جميع الدول لاتخاذ التدابير اللازمة والعاجلة لضمان حمايتهم".
وأضاف الناشف: "لدى الأمم المتحدة معطيات ثابتة من خطورة الحرب المقبلة على الوضع الإنساني برمته، وهو وضع شديد الهشاشة".
وأوضح أن"أوضاع السوريين في هذه المدينة، التي تسيطر عليها التنظيمات المسلحة وترفض الاستجابة أو الركون إلى مسارات التفاوض والانخراط في أتون العملية السياسية، غير مهيأة لنزاعات جديدة".
وحول تهديدات الإدارة الأمريكية بعد التهاون في توجيه ضربات عسكرية قوية حال استخدام الأسلحة الكيماوية في إدلب، أكد الحقوقي السوري أنه "يمكن تفهم هذه التصريحات الغربية المحمومة بأنها مجرد دعوات لتهدئة الأوضاع على الأرض، حيث لا تكون العملية العسكرية التي سيتولى الروس قيادتها والإشراف عليها ذات تداعيات خطيرة على الوضع الإنساني برمته، خاصة في ظل التلويح التركي بفتح الحدود، وخلق موجات جديدة من اللاجئين الراغبين في النزوح إلى مناطق أخرى أو حتى اجتياز الحدود إلى أوروبا".
من جانبه، أكد الدكتور أيمن سلامة، أستاذ القانون الدولي، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، أن الهجوم المتوقع "سيكون أكبر صدام مسلح في سوريا" منذ اندلاع الأزمة في 2011، والتي خلفت أكثر من 350 ألف قتيل وملايين النازحين.
وأضاف، في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن "تحذيرات الأمم المتحدة من كارثة إنسانية جراء الهجوم تأتي كون المحافظة السورية مكتظة بالمدنيين، ومن الصعب على منظمات الإغاثة العاملة هناك، وفقا للتجارب السابقة، أن تحتوي كل الحالات المتوقعة".
ودعا القانوني الدولي إلى "ضرورة تطبيق قيود القانون الدولي الإنساني لحماية المدنيين"، محذرا المجتمع الدولي، بخلاف روسيا وحلفاء النظام السوري، من تبعات تلك المواجهة.
وشهد اجتماع مجلس الأمن، الثلاثاء، خلافات بين روسيا والقوى الغربية، حيث أيدت موسكو شن ضربة على المدينة لـ"استهداف الإرهابيين"، في حين عبرت فرنسا والدول الغربية عن خشيتها من أن تؤدي هذه الضربة إلى "أسوأ كارثة إنسانية" خلال القرن الحالي.
إدلب كانت خلال السنوات الأخيرة وجهة لعشرات الآلاف من المسلحين والمدنيين الذين تم إجلاؤهم من عدة مناطق كانت تحت سيطرة الفصائل المعارضة، أبرزها مدينة حلب والغوطة الشرقية لدمشق.
aXA6IDE4LjExNi40MC4xNTEg جزيرة ام اند امز