"باسيج سوريا".. "رديف سوري" للحرس الثوري
يبدو أن الضربات التي تتلقاها إيران يوما تلو الآخر في سوريا، دفعتها إلى إيجاد مخرج لهذه الأزمة بتشكيل رديف للحرس الثوري من العلويين.
يبدو أن الضربات التي تتلقاها إيران يوماً تلو الآخر في سوريا، دفعت قيادات النظام في طهران إلى إيجاد مخرج لهذه الأزمة، حتى تحفظ ماء وجهها وقت الانسحاب من الميدان العسكري السوري.
"باسيج سوري".. مقترح طرحه رئيس منظمة الباسيج السابق محمد رضا نقدي، يضم المتطوعين من المدنيين العلويين، لدعم نظام بشار الأسد، ويكون رديف الحرس الثوري الإيراني، الذي ينال يومياً هزائم تسببت في إحراج للنظام الإيراني في الداخل.
وربما يأتي قرار تعيين العميد غلام حسين قائداً لقوات الباسيج التي تقاتل في سوريا، لتنفيذ هذا المقترح، الذي نجح في الحد من خسائر إيران في العراق منذ 2014، بتشكيل الحشد الشعبي العراقي بتشكيلاته وفصائله الـ67.
- سوريا.. بشار يتقدم والمعارضة تتراجع وحلب تحترق
- بالأسماء.. أكثر من 10 آلاف قتيل من مليشيات حرس إيران بسوريا
فقد كشف المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية المعارض، الخميس الماضي، عن أن عدد قتلى الحرس الثوري الإيراني والمليشيات التابعة له في سوريا، بلغ أكثر من 10 آلاف شخص منذ التدخل الإيراني لدعم نظام بشار الأسد قبل 5 سنوات.
وأكد بيان لـ"لجنة الأمن ومناهضة الإرهاب" في المجلس أنه بين القتلى أسماء 69 ضابطاً في الحرس الثوري برتبة عميد وعقيد، لقوا مصرعهم خلال اشتباكات مع المعارضة السورية، حسبما ذكر موقع قناة "العربية نت" الإخباري.
وتأسست قوات الباسيج في نوفمبر 1979 بأمر من الخميني، كميليشيات شبه نظامية، تضم مدنيين متطوعين من الشباب الإيراني ورجال الدين، وتتبع الحرس الثوري.
الملفت في الأمر، أنه تم تأسيس الحشد الشعبي العراقي على غرار الباسيج بفتوى من رجال الدين في النجف في يونيو 2014، وتضم 20 فصيلاً يتبعون السيستاني في العراق، وفصيلين يتبعون حزب الله، والـ45 فصيلاً الآخرون ولاؤهم لمرشد إيران.
ويبدو أن هذا الاتجاه تم الاتفاق عليه في أروقة النظام الإيراني، وهو ما يستدل عليه من سعي الحشد الشعبي العراقي إلى التمدد في سوريا كخطوة تهدف إلى إعطاء صبغة رسمية لهذه المليشيات التي تدعم النظام السوري في حربه ضد داعش والفصائل المسلحة في البلاد.
وقال أحمد الأسدي المتحدث باسم الحشد الشعبي في أكتوبر الماضي، "إننا في العراق وبعد تطهير كل أرضنا من هذه العصابات الإرهابية نحن على استعداد تام إلى الذهاب إلى أي مكان يكون فيه تهديد للأمن القومي العراقي".
كما كشف فالح الفياض، مستشار الأمن الوطني في الحكومة العراقية ورئيس هيئة الحشد الشعبي عن "إمكانية دخول القوات العراقية الأراضي السورية بعد تحرير الموصل"، بدعوى "ملاحقة عناصر داعش".
من هنا يمكن القول إن "باسيج" سوريا أو "رديف" الحرس الثوري، ربما يكون مخرجاً مناسباً لأزمة إيران في سوريا، لكنه يكمل سلسلة التدخل الإيراني واختراقها للدول العربية، فضلاً عن إثارتها للطائفية، بهذه الميليشيا التي تتحرك وفق عقيدة سياسية عنصرية، وتعمل على قتل كل ما يخالفها، بل إن غالبًا ما يكون ولائها للخارج وتحديداً طهران.