تنظيم الحرس الثوري الإيراني ... إرهاب عابر للقارات
أكثر من نصف مليون مقاتل و أكثر من 7 مؤسسات عسكرية ومخابراتية، تلك التي تتبع التنظيم الأكثر إرهابًا وسريةً في العالم، ألا وهو تنظيم "الحرس الثوري الإيراني".
أكثر من نصف مليون مقاتل و أكثر من 7 مؤسسات عسكرية ومخابراتية، تلك التي تتبع التنظيم الأكثر إرهابًا وسريةً في العالم، ألا وهو تنظيم "الحرس الثوري الإيراني" وهو التنظيم السري الغامض العابر للقارات من أجل تنفيذ مهام خاصة شديدة الخطورة ويتبع بصورة مباشرة إلى المرشد الأعلى الإيراني على خامنئي.
تعد ميليشيات الحرس الثوري الإيراني من الكيانات الموازية للقوات المسلحة الإيرانية بل من الكيانات الإيرانية الأكثر خطورة، فهو الكيان الذي يخطط ويعد ويجهز وينفذ الخطط والاغتيالات والعمليات السرية كافة التي تصب في صالح إيران والنظام الإيراني.
كانت المهام الرئيسة للحرس الثوري الإيراني إبان تأسيسه، خلال فترة الثورة الإيرانية، هي حماية إيران من الأخطار الدالية والخارجية بالإضافة إلى تصفية المعادين للثورة واغتيالهم واغتيال بقايا النظام الملكي في إيران، وبعد الثورة تحول التنظيم السري إلى أكبر كيان موازى للدولة من الناحية السياسية والاقتصادية والعسكرية وبات بلا رقابة من مؤسسات الدولة كافة في إيران ويتبع مباشرة إلى المرشد الأعلى للثورة الإيرانية .
يتبع تنظيم الحرس الثوري الإيراني مجموعة من المؤسسات والميليشيات العسكرية، يأتي على رأس هذه الميليشيات "ميليشيات البسيج الإيراني" تلك التي تعمل على قمع الحريات والاضطهاد والتمييز الديني والعرقي في الداخل الإيراني وقمع التظاهرات وقمع أقطاب المعارضة، ويليها "فيلق القدس" وهو أعنف التنظيمات العسكرية في الحرس الثوري الإيراني، ومهمته حفظ المصالح الإيرانية في الخارج لا سيما في دول الجوار.
ويعمل بشكلٍ كبير في دول المنطقة ويدعم الحركات الطائفية في الخليج العربي ويتبع له الحوثيون في اليمن وحزب الله في لبنان وميليشيات "الحشد الشعبي" الطائفية بالعراق، وكذلك الميليشيات الطائفية في سوريا وغيرها من البلدان المجاورة .
من أهم المهام الموكلة إلى الحرس الثوري الإيراني برامج الحرب الإلكترونية، وبرنامج الصواريخ الباليستية متوسطة المدى، المهام البحرية في الخليج العربي ومضيق هرمز والبرنامج النووي الإيراني، بالإضافة إلى توفير الدعم المالي اللازم للأنشطة السرية الإيرانية والمشبوهة في كثير من قارات ودول العالم عن طريق تجارة المخدرات والتهريب وغسيل الأموال العابر للقارات.
تمتد أنشطة تنظيم الحرس الثوري الإيراني المشبوهة في جميع أراء العالم وفى جميع قاراته من إفريقيا إلى آسيا ومن أوربا إلى أمريكا وأمريكا النوبية واللاتينية وغيرها من البلدان والقارات حتى أستراليا.
تشمل الأنشطة السرية لتنظيم الحرس الثوري الإيراني دعم حركات التمرد المناهضة للحكومات الشرعية في الكثير من دول العالم حيث يدعم الحوثيين في اليمن بالسلاح والأموال والمقاتلين بالإضافة إلى الدعم المستمر من جانبه إلى حزب الله والميليشيات الطائفية في سوريا والعراق، ويدعم بالأسلحة والذخائر أيضاً حركات التمرد في السودان وفى دول القرن الإفريقي وغرب إفريقيا بما في ذلك السنغال مما حدا بالسودان قطع علاقاتها الدبلوماسية مع النظام الإيراني أكثر من مرة، بالإضافة إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بين السنغال وإيران في بدايات عام 2011 بسبب ضلوع الحرس الثوري الإيراني في إرسال وتهريب شحنة أسلحة إلى المتمردين في السنغال.
ومن بين الأنشطة الأخرى، التي يعمل بها عناصر تنظيم الحرس الثوري الإيراني، هو تأمين وتوفير الدعم المالي واللوجيستى الدائم لإستراتيجية إيران العظمى في تصدير الثورة الإيرانية إلى الأقطار الخارجية الأخرى، ويتمركز جُل هذا النشاط في دول إفريقيا وخصوصاً دول الشمال الإفريقي الذي يتمركز بها مجموعة من التجمعات الشيعية مثل تونس والجزائر وليبيا والمغرب وتنشط عناصر الحرس الثوري بكثافة في هذا المناطق، مما أدى إلى قطع العلاقات الإيرانية المغربية بسبب التدخل في الشئون الداخلية المغربية عن طريق تغذية النزعة الطائفية بين السنة والشيعة في المغرب في عام 2012 .
وتستغل إيران إحدى القواعد التابعة لها في دولة إريتريا من أجل تقديم الدعم اللازم لميليشيات الحوثيين في اليمن والسيطرة على مضيق باب المندب والبحر الأحمر وتقدم دعماً مالياً كبيراً لدولة صغيرة مثل إريتريا من أجل تنفيذ مخططاتها .
أما أمريكا اللاتينية فتعد الوجهة المفضلة للعناصر المحترفة من تنظيم الحرس الثوري الإيراني سواء عسكرياً أو اقتصادياً، حيث تنتشر عمليات غسيل الأموال الضخمة التي لها صلة بهذه العناصر من أجل توفير الدعم اللازم لتنفيذ المخططات الإرهابية ، بالإضافة إلى عمليات تهريب والاتجار في المخدرات والأسلحة .
أما عن طرق انتقال هذه العناصر داخل أمريكا اللاتينية فتنقل هذه الجماعات بحرية تامة في الولايات المتحدة وكندا ودول أمريكا الجنوبية، بعدما باتت فنزويلا مركزاً لمنح جوازات السفر غير المزورة لتسهيل تنقلاتهم بحرية، أفصح عن تعاقد “كاراكاس” مع شركات كوبية لإصدارها .
وبالإضافة إلى تجارة الأسلحة وتهريب المخدرات وغسيل الأموال، فإن نشاطات هذا التنظيم الإرهابي يتعدى لما هو أبعد من ذلك وهو عمليات الاغتيال ومنها على سبيل المثال إدانة عناصر الحرس الثوري الإيراني في عملية اغتيال شابور بختيار أخر رئيس وزراء في العهد الملكي الإيراني في العاصمة الفرنسية باريس عام 1991م، وأيضاً ضلوعهم في عمليات تفجير أحد المعابد اليهودية في الأرجنتين عام 1994 م، بالإضافة إلى عمليات إثارة القلاقل في المملكة العربية السعودية عام 1996 م عن طريق التنسيق بين عناصر الحرس الثوري الإيراني وعناصر حزب الله الشيعية في السعودية، وأيضاً محاولة اغتيال عادل الجبير السفير السعودي السابق في الولايات المتحدة الأمريكية ووزير الخارجية الحالي، بالإضافة إلى تأسيس شبكات استخبارات دولية فى عدة دول من العالم سواء باستخدام التجمعات الطائفية في البلدان العربية والإسلامية والإفريقية، أو عن طريق زرع عناصر من الحرس الثوري داخل أي دولة .