أمريكا تضع هدفا جديدا في سوريا.. "انسحاب إيران"
الإدارة الأمريكية تعهدت بالبقاء في سوريا حتى تنتهي الحرب تماما، في محاولة لوقف التوسع الإيراني عبر الشرق الأوسط
فتحت الإدارة الأمريكية فصلا جديدا في تدخلها في سوريا، متعهدة بالبقاء هناك حتى تنتهي الحرب الأهلية تماما، في محاولة لوقف التوسع الإيراني عبر الشرق الأوسط.
وتشير الرؤية الأمريكية -التي تم تداولها الأسبوع الماضي بين مجموعة من كبار المسؤولين الأمريكيين- إلى تغير ملحوظ بعد 6 شهور من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب القوات الأمريكية من سوريا وإنهاء التدخل الأمريكي، في الصراع الذي قتل ما لا يقل عن نصف مليون شخص وأربك إدارتين أمريكيتين.
وهو ما أكده جيمس جيفري، الممثل الخاص لوزارة الخارجية الأمريكية في سوريا، في مؤتمر صحفي، حيث قال إن الولايات المتحدة ستحافظ على تواجدها في سوريا وربما توسع مهمتها العسكرية هناك، حتى تسحب إيران جنودها والمليشيات التي تقودها، وهو ما يتوقع المسؤولون الأمريكيون حدوثه فقط إذا توصلت قوى العالم إلى اتفاق لإنهاء الحرب السورية.
وأضاف: "الأمر متعلق بالضغط السياسي، نتوقع أن الحكومة السورية الحالية أو أي حكومة سورية ستكون متواجدة بنهاية هذه العملية السياسية أو في نقطة ما منها، لن تعد تشعر في الحاجة إلى قوات إيرانية لدعمها، لن نجبر الإيرانيين على الخروج من سوريا، ولا نتوقع حتى أن يتمكن الروس من إجبارهم على الخروج".
وجاءت تصريحات جيفري بعد أيام من إعلان مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون، التي قال فيها إن أمريكا لن تنسحب من سوريا طالما أن القوات الإيرانية موجودة على الحدود الإيرانية. وكانت تلك هي المرة الأولى التي يتم فيها ربط التدخل الأمريكي في سوريا بتحدي إيران.
وحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، تزيد الاستراتيجية الأمريكية الجديدة من ركائز إدارة ترامب في سوريا، حيث ينبغي أن تمر بسلسلة من العقبات تتضمن أيضا الدعم الروسي للرئيس السوري بشار الأسد، في وقت لا يحتمل فيه تخلي طهران عن موطئ قدمها في البحر المتوسط بهذه السهولة بعد ما حققته عقب الحرب التي بدأت في 2011.
وتجعل إدارة ترامب مواجهة شبكة إيران، من قوات الحرب بالوكالة في لبنان والعراق واليمن، أولوية لها في الشرق الأوسط. وفي سوريا يعتقد أن قوات الحرس الثوري الإيراني تقود ما لايقل عن 10 آلاف مقاتل من المليشيات الشيعية وجنود النظام، مشكلة العمود الفقري للقوة التي تساعد الأسد.
وبتغيير استراتيجتهم يكون المسؤولون الأمريكيون قد غيروا تصورهم حول بقاء القوات العسكرية الأمريكية، التي تضم 2000 جندي، وأرسلت إلى سوريا لمحاربة تنتظيم داعش الإرهابي، وإعلان استمرارها هناك وتحويل هدف المهمة إلى ترسيخ الأمن عبر سوريا وإنهاء الحرب.
وفي تصريحات أدلى بها وزير الدفاع الأمريكي الأسبوع الماضي، قال إن الجيش الأمريكي سيظل في سوريا حتى يتأكد من أن القوات المحلية يمكنها منع عودة الإرهابيين، مثل ذلك الذي وقع في العراق بعد انسحاب أمريكا عام 2011.
ويصر البنتاجون على أن المهمة العسكرية الأمريكية في سوريا لم تتغير، فبحكم القانون هي مقتصرة على محاربة داعش فقط، لكن مواجهة إيران أصبح "مصلحة إضافية" مع تواجد القوات الأمريكية هناك، حسب مسوؤلين أمريكيين.
ويرى خبراء في شؤون الشرق الأوسط أن التغيير في الموقف الأمريكي يشير إلى رغبة إدارة ترامب في زيادة نفوذ الوجود العسكري في سوريا لعزل إيران، ويتفق المحللون السياسيون في أن الوجود المستمر للقوات الإيرانية وحزب الله ومليشيات شيعية أخرى في دولة أغلبيتها من السنة ربما يستمر في تأجيج التطرف والطائفية.
وينتاب كثير من المحللين والخبراء السياسيين الشكوك حول نجاح استراتيجية الولايات المتحدة ذات الهدفين، وحسب أحد الدبلوماسيين الغرب الذي رفض ذكر اسمه للصحيفة، أنفقت إيران عشرات مليارات الدولارات في سوريا، وفقدت آلاف المقاتلين دعما لنظام الأسد، وإذا احتفظت الولايات المتحدة بوجودها العسكري في سوريا طالما بقيت القوات الإيرانية فهذا قد يستغرق عقودا على أقل تقدير.
aXA6IDE4LjE5MS4xODkuMTI0IA== جزيرة ام اند امز