الأوضاع الدموية في سوريا والعراق ربما تجعل المعلومات الصحفية مزيفة
يتحدث محلل الشئون السورية والعراقية باتريك كوكبرن في مقاله على صحيفة "إندنبدنت" البريطانية، عن الدور الذي يلعبه الإعلام في مناطق الحروب في البلدين اللتين أنهكتهما الحرب.
يقول كوكبرن إن الجيش العراقي بدعم من الهجمات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة يحاول استعادة شرق الموصل في الوقت الذي يحاول الجيش السوري وحليفه من القوات الشيعية شبه العسكرية شق طريقهم إلى شرق حلب.
يشير كوكبرن إلى مقتل ما يُقدر بـ 300 مدني في حلب على يد مدفعية الحكومة وقنابلها في الأسبوعين الماضيين، بينما تشير التقارير إلى مقتل حوالي 600 مدني على مدى شهر في الموصل.
يرى كوكبرن أنه على الرغم من هذه التشابهات، إلا أن التقارير الواردة من وسائل الإعلام الدولية عن هذين الحصارين مختلفة اختلافًا جذريًا.
يوضح كوكبرن أن هناك عاملا واحدا يجعل حصار شرق حلب وشرق الموصل متشابهين ومختلفين بدرجة كبيرة عن الحصارات السابقة في الشرق الأوسط، وهو عدم وجود صحفيين أجانب مستقلين حاضرين، وذلك لأن تنظيم داعش يسجن الأجانب ويقطع رؤوسهم.
يقول كوكبرن إن الصحفيين الأجانب الذين يغطون التطورات في شرق حلب والمناطق التي يسيطر عليها المعارضة في سوريا يفعلون ذلك بشكل كبير من لبنان أو تركيا، وهو أمر لا يثير الدهشة.
يوضح كوكبرن أن عددا من المراسلين البواسل الذين حاولوا تقديم تقارير شهود العيان من المناطق التي يسيطر عليها المعارضة سرعان ما وجدوا أنفسهم إما في صناديق السيارات أو في السجن.
يقول كوكبرن إن التجربة تثبت أن المراسلين الأجانب محقون بشأن عدم ائتمان حتى المعارضة المسلحة الأكثر اعتدالًا داخل سوريا على حياتهم.
ولكن الغريب أن ذات المؤسسات الإعلامية تستمر في وضع ثقتها بصحة المعلومات القادمة من مناطق تقع تحت سيطرة نفس أولئك الخاطفين ومحتجزي الرهائن المحتملين.
يوضح كوكبرن أن هذه المؤسسات ربما تدافع عن نفسها بالقول إنهم يعتمدون على نشطاء لا ينتمون إلى أحزاب، ولكن جميع الأدلة تشير إلى أن أولئك النشطاء لا يمكنهم العمل في حلب إلا بموجب ترخيص من جماعات على هيئة تنظيم القاعدة.
يشير كوكبرن إلى أنه من المحتم أن حركة المعارضة التي تقاتل من أجل حياتها في زمن الحرب سوف تنتج فقط أو تسمح للآخرين بإنتاج معلومات تُعد في جوهرها دعاية للجانب الخاص بها.
يرى كوكبرن أن الخطأ لا يقع عليهم وإنما على وسائل إعلامية تسمح لنفسها أن تتغذى بقصص مشكوك فيها أو تستعرض جانبًا واحدًا فقط.
يوضح كوكبرن أن هناك صعوبة خاصة في إعداد تقارير عن الحرب السورية؛ لأن تنظيم "داعش" والجماعات المستنسخة من القاعدة تجعل إعداد التقارير من المناطق التي تسيطر عليها المعارضة أمرًا خطيرًا للغاية.
يدافع كوكبرن أيضًا عن المراسلين بقوله إن تحديد قصة اليوم عادة لا يتعلق بهم وإنما بالإعلام القائم على غريزة القطيع.
يرى كوكبرن أنه ينبغي على الصحفيين والشعوب على حد سواء التعامل مع جميع المعلومات بشأن سوريا والعراق بشك مشفوع بالأسباب، وأنه كما ينصحهم بأن يضعوا في اعتبارهم كلمات الأخضر الإبراهيمي المبعوث الخاص السابق لجامعة الدول العربية إلى سوريا.
بعد استقالته في 2014، قال الإبراهيمي إن الجميع يمتلكون أجندتهم وإن مصالح الشعب السوري تأتي في المرتبة الثانية أو الثالثة أو ليست في الاعتبار.