فيديو وإنفوجراف.. كارثتان إنسانيتان في شرقي حلب والموصل
المدينتان تتعرضان لأقسى الجرائم المنافية لحقوق الإنسان
فيما انقطع الماء عن نحو 600 ألف نسمة شرق الموصل، يئن ربع مليون مدني في شرق حلب من أزمة إنسانية بعد حصار امتد لأكثر من ثلاثة أشهر.
في الوقت الذي انقطع الماء عن نحو 600 ألف نسمة شرق الموصل، يئن ربع مليون مدني في شرق حلب من أزمة إنسانية بعد حصار امتد لأكثر من ثلاثة أشهر.
ويبدو أن كلمة "منكوبة" التي أطلقها الدفاع المدني السوري على مدينة حلب لم تحرك أحداً، فيما دعا مجلس الأمن إلى جلسة طارئة يقول مراقبون إنها لن تضيف شيئاً إلى المأساة الإنسانية في ثاني أكبر المدن السورية بعد دمشق والعاصمة الاقتصادية للبلاد التي تعيش في صراع مستميت منذ أكثر من 5 سنوات.
الصور الواردة من مدينة الشهباء (حلب) تختصر آلاف المفردات التي يمكن أن تُقال، حيث بات مصير الـ 35 شخصاً العالقين تحت الأنقاض منذ يوم واحد يشغل بال المنظمات الدولية، فيما ترزح المدينة تحت نير القصف الروسي والسوري الذي يحاول النيل من شرق حلب في غضون أيام قليلة مقبلة.
يتزامن هذا مع الحصار الجائر في كافة الخدمات، فمن استهداف مباشر للمرافق الميدانية والبنى التحتية كمحطات توليد الكهرباء وضخ المياه والأفران والمشافي ومراكز الدفاع المدني إلى القتل العشوائي وتدمير المنازل.
ويتبادل ناشطون سوريون الحديث عن استهداف حلب بأكثر من ألفي غارة جوية و7 آلاف قذيفة بالإضافة للصواريخ البالستية والقنابل العنقودية وأسطوانات غاز الكلور المحرمة دولياً، وذلك منذ 15 نوفمبر الجاري.
قبل حوالي أسبوع كان ثمة حديث عن خروج جميع المستشفيات في شرق حلب من الخدمة، في الوقت الذي فقد الدفاع المدني نصف معداته.
هذه المعطيات جعلت الأمم المتحدة تطلق صفات مثل "مقلق" و"مخيف" على الوضع في حلب، التي تشهد صراعاً عليها من عدة أطراف كالنظام السوري وروسيا والفصائل المسلحة وداعش وجبهة النصرة والأكراد وغيرها من المليشيات الإيرانية والعراقية الأفغانية.
شرق الموصل.. موت محتم
في المسافة الفاصلة بين حلب والموصل والتي تتجاوز الـ 600 كم، لا تصير الحياة على ما يرام في هذه المدينة العراقية، فانقطاع الماء عن شرق الموصل، التي تعتبر عاصمة تنظيم داعش، جعل الصورة قاسية ومؤلمة في المعركة التي بدأت بالدخول في مرحلة صعبة، بحسب قيادات التحالف الدولي، ما فسره مراقبون بأنه نوع من البطء والتراجع في المدينة الت تشهد حرب عصابات لا ترحم المدنيين.
أنبوب الماء الذي أصيب خلال معارك بين مسلحي داعش والقوات الحكومية، بات حديث الإعلام، حيث كان يمر عبر منطقة تجري فيها معارك ولا يمكن أن تصلها فرق تصليح أنابيب المياه.
التحذيرات التي أطلقتها الأمم المتحدة بشأن الوضع الإنساني في حلب لم تختلف عن أحوال الموصل، فمعركة المدينة دخلت شهرها الثاني دون تقدم واضح إلا في الجنوب، إلا أن الشرق والشمال لا يزالان تحت دائرة الخطر.
تقول تقارير إن نحو مليون مدني يعيشون في الموصل، إلا أن خطر الموت يتربص بهم من كل حدب وصوب، سواء فيما يتعلق برصاص القناصة أو التفجيرات الانتحارية التي لا تهدأ.
هذا الحديث يحيل المنظمات الدولية إلى رصد أبرز انتهاكات حقوق الإنسان في الموصل، من خطف واعتقال وتعذيب وتنكيل وتشريد وقتل.
ويبدو أن مشهد إعدام 27 مدنياً على يد تنظيم داعش وعلى الملأ في حديقة المهندسين بالموصل، سيعيش طويلاً في ذاكرة أجيال قادمة شربت من نبع الحرب والإجرام.
وكذلك يتذكر عراقيون مشهد مقتل طفل عمره 7 أعوام بقناصة داعش شرق حي عدن بالموصل.