سكان الموصل بلا طعام أو ماء
سكان الموصل يعانون من نقص حاد في الغذاء وانقطاع المياه عن نحو 650 ألف منهم، مع اشتداد المعارك واقتراب حصار "داعش" بالمدينة العراقية.
يعاني سكان مدينة الموصل العراقية مع اشتداد المعارك بين القوات المشتركة وتنظيم "داعش" الإرهابي، من نقص حاد في الغذاء نتيجة ارتفاع في الأسعار، إضافة إلى انقطاع المياه عن نحو 650 ألفا بعد إصابة خط أنابيب، وذلك مع اقتراب اكتمال الحصار على الإرهابيين في الموصل.
وقال مسؤول عراقي محلي، الثلاثاء، إن إمدادات المياه انقطعت عن نحو 650 ألفا من سكان مدينة الموصل بعد إصابة خط أنابيب خلال معارك بين الجيش العراقي وتنظيم "داعش".
وأضاف حسام العبار، وهو عضو في مجلس محافظة نينوى لرويترز، في واحد من 15 حيا وضاحية انقطعت عنها المياه، إن فريق الصيانة لا يستطيع الوصول إلى خط الأنابيب لأنه يقع في منطقة تشهد معارك، محذرا من أن المدينة تواجه كارثة إنسانية.
وفي السياق ذاته، قال عمال إغاثة، الثلاثاء، إن الحصار يوشك على الاكتمال حول الموصل في حين تواجه الأسر الفقيرة صعوبات في العثور على طعام نتيجة ارتفاع حاد في الأسعار.
وتجد بعض الأسر الأكثر فقرا صعوبة في العثور على الغذاء، في حين تقوم أسر أخرى بتخزين الغذاء وتخبئته مع توقع ارتفاعات أكبر في الأسعار مع استمرار المعارك التي بدأت قبل 6 أسابيع.
وقالت ليز جراند، منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في العراق، إن مصادر رئيسية أبلغت عن أن "الأسر الفقيرة تواجه صعوبات في الحصول على ما يكفي من الطعام.. هذا أمر مقلق للغاية".
وتحاصر قوات الحكومة العراقية والقوات الكردية المدينة من جهات الشمال والشرق والجنوب، في حين تحاول قوات الحشد الشعبي الشيعية التقدم من الغرب.
وارتفعت أسعار التجزئة بحدة الأسبوع الماضي بعد أن قطعت قوات الحشد الشعبي طريق الإمداد الرئيسي للموصل القادم من الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم في سوريا.
ويعتقد أن أكثر من مليون شخص ما زالوا يقيمون في أجزاء من الموصل يسيطر عليها مقاتلو التنظيم الإرهابي، الذي سيطر على ثاني أكبر مدينة في شمال العراق عندما قام بهجوم مباغت وسيطر على ثلث أراضي البلاد عام 2014.
وقال أحد عمال الإغاثة -طلب عدم الكشف عن هويته- إن مع قطع آخر طريق إمداد يمكن أن ترتفع أسعار السلع الأساسية في الموصل إلى مثليها "على الأمد القصير".
وأشارت جراند إلى أنه "في أسوأ الأحوال نتصور أن الأسر التي تواجه صعوبات في الموصل ستجد نفسها في احتياج أشد.. كلما استغرق تحرير الموصل وقتا أطول زادت صعوبة الظروف التي تواجهها الأسر".
ومن جهة أخرى، قال شهود عيان، الاثنين، إن تنظيم "داعش" اعتقل نحو 30 من أصحاب المتاجر يوم الأحد، واتهموهم برفع أسعار المواد الغذائية في المدينة في محاولة لاحتواء السخط المتنامي مع اشتداد المعارك.
ويشن التنظيم في الفترة الأخيرة حملة على من يمكن أن يقدموا العون للقوات العراقية، وأغلب الذين أعدموا من قبل في الموصل كانوا ضباطا سابقين في الشرطة والجيش يشتبه في عدم ولائهم أو تدبيرهم تمردا على حكم التنظيم الإرهابي.
وتفيد تقديرات الجيش العراقي أن بالموصل ما بين 5 إلى 6 آلاف إرهابي متحصنين وسط المدنيين لتعطيل الغارات الجوية، ويقاومون تقدم القوات بسيارات ملغومة يقودها انتحاريون وقناصة وقذائف مورتر، مما يؤدي إلى سقوط قتلى من المدنيين أيضا.
aXA6IDMuMTQxLjI5LjkwIA== جزيرة ام اند امز