سياسة
الشكوك تحيط بـ"خطة معركة الموصل" مع تزايد أعداد القتلى
بعد 6 أسابيع من هجوم تشنه القوات العراقية لاستعادة مدينة الموصل من بين أيدي داعش، تتزايد أعداد القتلى والمصابين بين المدنيين والعسكريين
بعد ستة أسابيع من الهجوم الذي تشنه القوات العراقية لاستعادة مدينة الموصل من بين أيدي تنظيم داعش، تتزايد أعداد القتلى والمصابين بين المدنيين والعسكريين على حد سواء.فوفقا لأحدث التقديرات، قتل نحو 600 مدني بالإضافة إلى عشرات من النخب العراقية وقوات العمليات الخاصة الأمريكية عالية التدريب وذلك في أكثر المعارك دموية في العراق منذ بدء الحرب للقضاء على المتطرفين قبل عامين.
وبحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أبطأت تلك الخسائر من تقدم الجيش وأثارت جدلا واسعا حول خطة المعركة التي اعتمدت على أن سكان الموصل متحصنون بمنازلهم على أمل تقليل النزوح الكبير للسكان وتدمير المدينة.
من جهتها، تقول القيادات العراقية إنهم يحجمون عن استخدام الأسلحة الثقيلة لحماية حياة المواطنين وهو ما يأتي على حساب التقدم على الأرض. ويضيفون أإن حلفائهم الأمريكيين يحثونهم على التفكير في الخطوات التي يمكن أن تخفف حصيلة القتلى من المدنيين وتعزز احتمالية تحقيق نصر مشترك ضد داعش في الأيام الأخيرة لإدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته باراك أوباما.
ويقول اللواء سامي العارضي، قائد الكتيبة الثالثة بالقوات العراقية الخاصة، وأحد القيادات العسكرية التي تتعامل مع قرار الحكومة بتوجيه سكان الموصل بالبقاء في منازلهم. "إذا لم يكن هناك مدنيون، كنا قد وصلنا للنهر" (في إشارة إلى نهر دجلة).
وأضاف العارضي أنه في ظل تعمد عناصر داعش استهداف المدنيين، فإن أي خطة لإخلائهم ستكون محفوفة بالمخاطر.
وقبل بدء العمليات كان الاعتقاد السائد أن المعركة لن تكون سهلة، ولكن المخاوف من شن مثل تلك العملية في مدينة يقطنها أكثر من مليون نسمة قد أخرت الهجوم لأكثر من عام كامل. كما أن القيمة الرمزية للموصل خاصة بالنسبة لتنظيم داعش، باعتبارها أكبر المدن التي تمكنت من السيطرة عليها كانت تعني أنهم لن يتركوها بدون معركة كبرى.
ويقول أحد سكان الموصل الذي يسير بقدم اصطناعية بعد فراره من حي عدن إن الجيش أمر أسرته بمغادرة المدينة بعدما بدأ تنظيم داعش قصف الحي الذي يسكن به. ويقول إن الكثير من الناس قد ماتوا في تلك الهجمات.
ويقول خلف الحديدي، عضو المجلس المحلي بالمدينة إنه يعتقد أن عدد المدنيين الذين قتلوا على يد داعش قد وصل إلى 550 مدنيا سواء خلال الصدامات أو بسبب هجمات التحالف. فيما لم يتمكن مسؤول بوزارة الصحة العراقية من تأكيد ذلك الرقم، قائلا إن "معظم هؤلاء القتلى ماتوا في طريقهم من الموصل إلى أربيل لأن هناك العديد من نقاط التفتيش في تلك الرحلة. كما مات عدد كبير من الناس داخل المدينة، حيث لم تتمكن أسرهم من إخلائهم واضطروا إلى دفنهم في حدائقهم".
ويبرز تصاعد عدد القتلى والمصاعب التي يواجهها السكان في شرقي الموصل حدود الاستراتيجية الحالية والتي عرضت القوات العسكرية للتورط في معارك مباشرة، وهو ما أسفر عن سقوط العديد من الضحايا من بين القيادات العسكرية أيضا. كما أنه يجعل المدنيين في المناطق التي تم استعادتها مؤخرا عرضة لقصف تنظيم داعش. كما أعرب المسؤولون أيضا عن قلقهم من التقدم البطيء للقوات في شمال المدينة.
ويقول اللواء نجم الجبوري، رئيس إدارة العمليات بنينوى إن القادة العراقيين كانوا منقسمين بشأن ما إذا كان يجب عليهم إخلاء المدنيين وشن هجوم واسع النطاق أم إبقاؤهم بالداخل لأن محاولة إخراجهم سوف تعرضهم لهجمات القناصة وغيرها من الهجمات، بالإضافة إلى أن خروج أعداد كبيرة من النازحين ربما يسمح بفرار المسلحين.
كما أن خروج أعداد كبيرة من النازحين يثير مخاوف المسؤولين في بغداد بشأن ذلك العبء الذي سيمثلونه على المنظمات الإنسانية التي تواجه صعوبة في توفير الاحتياجات الرئيسية للاجئين، خاصة في الشتاء في المعسكرات المقامة خارج المدينة.
وحتى الآن كان قرار رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بالإضافة إلى كبار القيادات العسكرية بالبلاد هو عدم القيام بعملية إخلاء واسعة والاقتصار على أن يطلبوا من المواطنين الذين تضررت أحياؤهم أن يخرجوا إلى مناطق أكثر أمنا.
aXA6IDMuMTQuMjQ2LjUyIA== جزيرة ام اند امز