ما هي الأهداف المحتملة لأمريكا في سوريا والعراق؟
بعد مقتل ثلاثة جنود أمريكيين على الحدود السورية الأردنية، توعدت واشنطن بالردّ على الفصائل الموالية لإيران التي تتهمها بالهجمات.
ورغم مرور أيام على الهجمات التي استهدفت قاعدة "البرج 22" بطائرة مسيرة، لا يعرف أحد على وجه الدقة ماهية الأهداف الأمريكية للرد على الهجوم الدموي؟
وفيما يلي الأهداف المحتملة للهجمات الأمريكية المنتظرة:
أي جماعات؟
بعد الضربة التي نفذتها طائرة مسيرة في 28 يناير/كانون الثاني ضد "البرج 22"، وهي قاعدة للدعم اللوجستي في الأردن على الحدود مع سوريا، وجهت أجهزة الاستخبارات الأمريكية أصابع الاتهام بالتحديد إلى "المقاومة الإسلامية في العراق"، وهي مجموعة فصائل عراقية ذات نفوذ واسع تربطها علاقات وثيقة مع طهران.
وألمح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي إلى أن "كتائب حزب الله" التي تعتبر أبرز فصيل في "المقاومة الإسلامية في العراق" تتحمّل مسؤولية الهجوم.
وأعلنت "المقاومة الإسلامية" مسؤوليتها عن عشرات الهجمات بطائرات مسيرة أو صواريخ على جنود أمريكيين في العراق وسوريا يشكلون جزءا من التحالف الدولي المناهض لتنظيم داعش.
وتعرضت القوات الأمريكية لأكثر من 165 هجوما منذ بدء الحرب في غزة، ما يكشف عن مدى تصاعد التوتر الإقليمي.
ومن الفصائل التي أعلنت بشكل صريح انتماءها إلى "المقاومة الإسلامية في العراق"، وحركة النجباء، وكتائب سيد الشهداء.
وتصنّف واشنطن جميع هذه الفصائل التي تطالب بمغادرة القوات الأمريكية العراق، وتتضامن مع الفلسطينيين ضد إسرائيل، تنظيمات "إرهابية".
وتمثّل هذه الفصائل أيضا جزءا من قوات الحشد الشعبي، وهو تحالف مجموعات عسكرية تشكّل جزءا من القوات الأمنية العراقية الرسمية.
ما الأهداف؟
خلال الأسابيع القليلة الماضية، قصفت واشنطن مواقع لكتائب حزب الله وحركة النجباء في العراق، إذ وجّهت ضربة لـ"مركز دعم لوجستي للحشد الشعبي" في وسط بغداد.
كما استهدفت منطقة جرف الصخر، وهي منطقة مغلقة ومحمية بإجراءات أمنية مشدّدة تتركّز فيها أنشطة الفصائل المسلحة وتقع على بعد 60 كيلومترا جنوب العاصمة العراقية.
كذلك، استهدفت منطقة القائم الحدودية، إذ يقع معبر رسمي للعبور نحو سوريا، تحديدا إلى مناطق توجد فيها الفصائل الموالية لإيران في محافظة دير الزور السورية.
وفي هذا الإطار، يقول الخبير العسكري رياض قهوجي، إن الولايات المتحدة "قد تسعى إلى ضرب مستودعات الأسلحة (في العراق)، ومناطق تنطلق منها طائرات مسيرة، وستحاول تحديد المستودعات التي تحتوي على صواريخ".
في سوريا، المناطق التي توجد فيها الفصائل العراقية وتقع "بشكل رئيسي" في الجانب الشرقي من سوريا القريب من الحدود العراقية "في منطقة دير الزور (...) في الميادين والبوكمال، هما المركزان الأكبر اللذان من الممكن استهدافهما"، وفقا لقهوجي.
ويقول مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن: "دير الزور المدينة، وبادية تدمر التي توجد فيها مطارات تنطلق منها طائرات مسيرة، والبوكمال والميادين" أهداف محتملة، مشيرا إلى أنها "المناطق الأكثر (تعرضا) للاستهداف. وربما في مرحلة لاحقة منطقة حلب" في شمال سوريا.
تهدئة
ويؤكد عبدالرحمن الذي له شبكة واسعة من المصادر والمندوبين في سوريا، أنه "تمّ إخلاء العديد من القواعد والمواقع من مقاتلين موالين لإيران" في شرق محافظة دير الزور. فيما "انسحب قسم كبير من ضباط الحرس الثوري الإيراني إلى دمشق".
وفي إجراءات مماثلة في العراق، قال مسؤول في فصيل مدعوم من إيران، إنه "قام بإجراءات لمواجهة التهديدات الأمريكية، من خلال نقل بعض المعدات وإخلاء بعض المعسكرات إلى مواقع بديلة".
وقال مسؤول آخر، إن "بعض القيادات الميدانية" انتقلت إلى إيران، فيما انتقل آخرون إلى "مواقع آمنة".
ورغم توعّد واشنطن بالانتقام، يكرّر المسؤولون الأمريكيون بأنهم لا يريدون الوصول إلى "حرب أوسع" في الشرق الأوسط. كما نفت طهران وقوفها وراء الهجوم الذي قتل الجنود الأمريكيين الثلاثة، وكرّرت بأنها لا تسعى إلى التصعيد.
وأعلنت كتائب حزب الله في نهاية يناير/كانون الثاني "تعليق" هجماتها ضد "قوات الاحتلال" الأمريكية، وطالبت مقاتليها بـ"الدفاع السلبي إن حصل أي عمل أمريكي عدائي تجاههم".
ويعفي بيان كتائب حزب الله إيران من مسؤولية الهجمات، مؤكدا أن طهران "تعترض على الضغط والتصعيد ضد قوات الاحتلال الأمريكي في العراق وسوريا".
وأصدرت حركة النجباء بيانا الجمعة، من جهتها تعهدت فيه بمواصلة الهجمات ضد الجنود الأمريكيين، وحذّرت بأن "أي استهداف (أمريكي) سيواجه بردّ يناسبه".
وانتقدت وكيلة وزارة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط باربرا ليف، الخميس، الهجمات التي تشنها الفصائل العراقية، واعتبرت أنها تشكّل أيضا "هجوما على سيادة" الدولة العراقية، وتعدّيا على "سيطرتها على السلاح وسياسات الأمن الوطني والخارجية".
وأكّدت أن هذا الملف يخضع لـ"مشاورات حثيثة" مع المسؤولين العراقيين. ودعت المسؤولة الأمريكية السلطات العراقية لضبط هذه المجموعات، قائلة "نودّ أن نرى مزيدا من الأفعال".
aXA6IDMuMTMzLjE1Mi4xODkg جزيرة ام اند امز