سوريا والعراق.. الجاران يتحدان لمواجهة الإرهاب والجفاف (صور)
تأكيد على متانة العلاقات الثنائية وتضامن البلدين، جاء خلال لقاء الرئيس السوري بشار الأسد ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بدمشق.
واستقبل الأسد في دمشق اليوم رئيس الوزراء العراقي، حيث بحثا تعزيز العلاقات الثنائية بين الدولتين، بحسب الرئاسة السورية.
وقالت الرئاسة السورية، في بيان لها، إن السوداني الذي وصل صباح الأحد إلى دمشق، بحث مع الرئيس السوري "تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات بما فيها التبادل التجاري والنقل والصناعة، والتنسيق الدائم في مختلف القضايا السياسية إضافة إلى الجهود المشتركة في محاربة الإرهاب".
واعتبر الأسد، وفق بيان الرئاسة، أن زيارة السوداني "فرصة لبناء علاقة مؤسسية وتحقيق قفزة كبيرة في التعاون الثنائي بين البلدين".
وذكر المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي أن المباحثات تضمنت "آفاق توسعة التبادل في مجالات الاقتصاد والنقل والتجارة والسياحة، والمياه ومواجهة آثار التغير المناخي"، فضلاً عن "التنسيق الأمني المشترك في مجال محاربة الإرهاب وتدعيم أمن البلدين".
وفي مؤتمر صحفي عقب مباحثات الأسد والسوداني، أشاد الرئيس السوري بموقف العراق، الذي وصفه بأنه "لطالما كان رافضا لكل التبريرات التي وقفت ضد بلادنا".
وقال إن سوريا والعراق يواجهان تحديات خاصة وفي مقدمتها الإرهاب، مشيرا إلى أن العالم أجمع يشهد معاناة أمنية وسياسية.
وأضاف الأسد أن "التطورات الإيجابية الأخيرة التي تشهدها المنطقة لم ترق لصناع الفوضى الدوليين".
وأشار إلى أنه ناقش مع رئيس الوزراء العراقي مسألة جفاف نهري دجلة والفرات وما يتبعه من انتشار الأمراض والأوبئة ومشاكل الغذاء.
من جانبه، اعتبر رئيس الوزراء العراقي أن مفتاح أمن المنطقة هو مواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية، مؤكدا أن الإرهاب انحسر وهزم في العراق.
وقال السوداني "عملنا جاهدين على عودة سوريا لموقعها في الجامعة العربية، وندعم الجهود الرامية لرفع العقوبات عن سوريا، ونحتاج للتعاون مع سوريا بشأن ضمان حصص بلدينا المائية".
وأعرب رئيس الوزراء العراقي عن رفضه بلاده للاحتلال الإسرائيلي لأي أراض عربية أينما كانت.
والعراق من الدول العربية التي أبقت علاقاتها الدبلوماسية مع سوريا بعد 2011، وكان من أبرز معارضي إبعاد دمشق عن جامعة الدول العربية.
وزار مسؤولون عراقيون مراراً دمشق خلال السنوات الماضية، كما نقل وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الشهر الماضي خلال زيارة إلى بغداد دعوة من الرئيس السوري إلى السوداني لزيارة دمشق.
ويتشارك البلدان حدوداً بطول 600 كيلومتر في مناطق غالبيتها صحراوية، يشكّل ملف أمنها قضية أساسية بينهما، لا سيما فيما يتعلق بنشاط تنظيم داعش الإرهابي، وتهريب المخدرات.
وبين البلدين فضلاً عن قضية أمن الحدود، ملفات أخرى مثل المياه، حيث يتشاركان مجرى نهر الفرات.
وشارك العراق العام الحالي في اجتماعات تشاورية مع دول الخليج إضافة إلى مصر والأردن هيأت الأرضية لعودة دمشق إلى الحضن العربي.
وفي مايو/أيار الماضي، أعلنت جامعة الدول العربية استعادة دمشق مقعدها بعد نحو 12 عاماً على تعليق عضويتها.
واستأنفت السعودية علاقتها مع دمشق، وتوّجت مشاركة الأسد في القمة العربية في مدينة جدّة السعودية في مايو/أيار الماضي كسر عزلة دمشق الإقليمية.