"العين الإخبارية" تكشف.. من هو "الفدعاني" صيد أمريكا الثمين بسوريا؟
ضربة نوعية وقاصمة جديدة يتكبدها داعش باعتقال الولايات المتحدة لـ"صيد ثمين" في التنظيم الإرهابي بسوريا، في تطور متسارع ينذر بتفكك "بنية التنظيم المركزي"، ويهدد أفرعه في المنطقة.
وقالت القيادة المركزية الأمريكية، في بيان، الإثنين، إنه "تم القبض على أبو هليل الفدعاني، وهو مسؤول العمليات والتسهيلات في تنظيم داعش بسوريا، خلال غارة بالهليكوبتر".
- غارة أمريكية تقتنص "الفدعاني" في سوريا.. أسرار داعش بحوزة واشنطن
- "شبكات وأوكار" داعش تتهاوى.. ضربات للإرهاب بالعراق
وتشير التقديرات إلى أن "للفدعاني علاقات في جميع أنحاء شبكة التنظيم بالمنطقة".
وقال تروي جارلوك، المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية إن "إلقاء القبض على مسؤولين في تنظيم داعش مثل الفدعاني يزيد من قدرتنا على تحديد أماكن الإرهابيين واستهدافهم وإخراجهم من ساحة المعركة".
وأضاف البيان أنه "لم يسقط أي قتلى أو جرحى من المدنيين خلال العملية".
ضربة نوعية
فمن هو الفدعاني، وما تأثير اعتقاله على التنظيم؟.. يجيب على التساؤل ألبير فرحات؛ الخبير في قضايا الإرهاب الدولي والمقيم في فرنسا قائلا، إن "عملية اعتقال الفدعاني تمثل ضربة نوعية تحسب للجيش الأمريكي بشمال شرق سوريا، نظرا لخطورة الأخير بحكم مسؤوليته عن العمليات والتجهيز والتسهيل العسكري لداعش".
وأضاف "فرحات" في حديث خاص لـ"العين الإخبارية"، أن "أبو هليل الفدعاني معروف بدمويته، وأنه أحد الضباط العراقيين السابقين، على غرار القيادات السابقة لداعش في المنطقة".
ولفت إلى أن "قدرة أمريكا على استنطاق هذا العنصر الخطير، ستحدد معالم وأسرار جديدة عن التنظيم، في حال أدلى بمعلومات عن تحركات داعش في شمال شرق سوريا، وفقا للخبير في قضايا الإرهاب الدولي.
وأكد أن "ظروف اعتقال الفدعاني لم تكن محض صدفة، بل عبر عملية إرشاد عنه، كما جرى مع قيادات أمنية لداعش تم اغتيالها أو اعتقالها".
ويبدي "فرحات" ملاحظته على أن أماكن اغتيال وقتل معظم قيادات داعش بشمال شرق سوريا، مؤكدا أن "الصراعات الداخلية أفضت لاغتيال عديد من القيادات، والفدعاني كان متورطا في العديد من العمليات والتصفيات."
إعادة تموضع لـ"داعش"
ووفقا لما يتوفر لديه من معلومات، يكشف الباحث المصري أحمد كامل البحيري، الخبير بالوحدة الأمنية في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية بالقاهرة، لـ"العين الإخبارية"، جوانب جديدة عن طبيعة وخطورة أبو هليل الفدعاني .
ويوضح أن "أبو هليل أو أبو محمد (وفقا لكنيته)، هو عراقي الجنسية، وكان الذراع اليمنى لأبو سارة العراقي، مسؤول الإدارات البعيدة للتنظيم، بعد أن استخدم التنظيم خلال العام الجاري، سياسة تجميع المكاتب الإدارية المشرفة على أفرعه المختلفة، والتي يطلق عليها التنظيم مصطلح (الولايات)".
وتابع: "عقب مقتل العراقي، بات الفدعاني مسؤولا عن إدارة ما يعرف بالإدارات أو الولايات البعيدة، والمتحكم في أفرع التنظيم المختلفة، إضافة إلى ذلك فالمعروف أنه وضع أيضا سيناريو نقل التنظيم إلى أفريقيا، وإعادة انتشاره وتموضعه من جديد بالقارة السمراء.
الأكثر تأثيرا ونفوذا
وضمن الأدوار التي قام بها وتكشف خطورة وتأثير أبو هليل، قيامه بـ"حسم سيطرة داعش على جماعة بوكو حرام"، وفقا للباحث في الوحدة الأمنية بالأهرام.
إزاء ذلك ينوه "البحيري" إلى أنه "خلال الفترة الأخيرة أصبح أبو هليل، هو الرجل الأقوى في التنظيم، والرجل الثاني في الترتيب بعد رأس التنظيم (الخليفة المزعوم)، والأكثر تأثيرا ونفوذا؛ خصوصا بعد مسؤوليته عما يسمى في التنظيم بالولايات البعيدة".
وإذ يوضح "البحيري" أن "بنية التنظيم المركزي ستتأثر بشكل كبير بغياب أبو هليل الفدعاني"، لكنه أشار إلى "التنظيم يكيف نفسه مع أي طارئ جديد، وهو ما يقوم به بعد مقتل أو اعتقال القيادات".
ولفت إلى أن "التنظيم أقرب في طريقة العمل، لنظام اللامركزية من المركزية، حيث تلعب أفرع التنظيم في الوقت الحالي أدوارا تحمل مزيدا من الاستقلالية".
ودلل الخبير بالأهرام بـ"قوة أفرع داعش في أفريقيا التي أصبح لديها مرونة في الحركة والتكتيك والأدوات المستخدمة".
صيد ثمين
ومن جهته، قال الدكتور هشام النجار، الخبير المصري في شؤون حركات الإسلام السياسي، والكاتب بالأهرام، في حديث خاص لـ"العين الإخبارية" إن "أبو هليل، صيد ثمين جدا في يد الأمريكيين، للحصول منه على معلومات مهمة بشأن طرق التمويل، والإعداد، والتدريب وأماكن الاختباء والحصول على معلومات عن قادة وناشطين مهمين".
وأشار إلى أنه "مسؤول ميداني مهم في تنظيم داعش، ويعتبر مسير وممول عمليات التنظيم بسوريا".
وينفذ الجيش الأمريكي عمليات نوعية في سوريا لضرب قيادات في تنظيم داعش الذي سيطر في عام 2014 على مناطق واسعة في سوريا والعراق قبل إعلان هزيمته في 2018.
وقتلت قوات أمريكية زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي في سوريا عام 2019 كما قتلت خليفته أبو إبراهيم القرشي في فبراير/شباط العام الماضي، وفي 2022 أعلن التنظيم كذلك مقتل زعيمه الثالث أبو الحسن الهاشمي القرشي دون أن يحدد مكان أو تاريخ مقتله.
وفي أغسطس/آب الماضي أقر داعش بمقتل زعيمه الرابع، أبوالحسين الحسيني القرشي، وأعلن اختيار "أبو حفص الهاشمي القرشي زعيما جديدا للتنظيم"، وذلك تأكيدا لإعلان سابق للرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أبريل/نيسان الماضي، بتمكن قوات تركية من قتل زعيم التنظيم الإرهابي في عملية في سوريا.
وإلى جانب استهداف قيادات التنظيم الرئيسية يشن البنتاغون غارات في العمق السوري بمناطق موجود داعش للقبض على مطلوبين.
ومُني التنظيم، الذي سيطر في العام 2014 على مناطق واسعة بسوريا والعراق، بهزيمة أولى في العراق في العام 2017، ثم في سوريا في العام 2019.
وخسر التنظيم كامل مناطق سيطرته. إلا أن عناصره المتوارين لا يزالون يشنون هجمات بالبلدين كما يتبنى التنظيم هجمات في دول أخرى.
aXA6IDMuMTQ3Ljc4LjI0MiA= جزيرة ام اند امز