جنبلاط ووزير خارجية تركيا في سوريا.. لقاءات ورسائل لدول الجوار
لقاءات متعددة ورسائل من أحمد الشرع الملقب بـ"أبومحمد الجولاني" زعيم "هيئة تحرير الشام"، مع مسؤولين وسياسيين من دول جوار سوريا.
اللقاء الأول كان مع وفد من "الحزب التقدمي الاشتراكي" برئاسة النائب السابق وليد جنبلاط ونواب "اللقاء الديمقراطي" والمشايخ الدروز، في قصر الشعب بدمشق، حيث قدم الجولاني تعهدا بأن "بلاده لن تمارس بعد الآن نفوذا سلبيا في لبنان وستحترم سيادة هذا البلد المجاور".
- 3 أولويات أمريكية في سوريا ما بعد الأسد
- ملقب بـ«أبوحسن 600».. أبوقصرة وزيرا للدفاع في حكومة سوريا الانتقالية
وأكد الجولاني، الذي قاد الفصائل المسلحة للإطاحة بنظام بشار الأسد، قبل أسبوعين، أن "سوريا ستحترم سيادة لبنان ووحدة أراضيه واستقلال قراره واستقراره الأمني"، مضيفا أن بلاده "تقف على مسافة واحدة من الجميع".
وكان وفد "الحزب التقدمي الاشتراكي" برئاسة النائب السابق وليد جنبلاط وبرفقة نواب "اللقاء الديمقراطي "والمشايخ الدروز، زار سوريا للتهنئة بسقوط نظام بشار الأسد.
وخلال الزيارة أكد جنبلاط، أن "زيارته إلى دمشق تعد حجر الأساس لإعادة العلاقات بين سوريا ولبنان إلى طبيعتها".
وذكر أن جده كان مقاتلاً في صفوف الثوار بقيادة سلطان باشا الأطرش إبان الثورة السورية الكبرى، ما يعكس الإرث المشترك بين الشعبين السوري واللبناني.
وتابع: "نتمنى أن يحاسب كل الذين أجرموا بحق اللبنانيين ونتمنى أن تقام محاكم عادلة للذين أجرموا بحق الشعب السوري وأن تبقى بعض المعتقلات متاحف للتاريخ".
واستطرد: "الطريق طويل ونعاني نحن وإياكم من التوسع الإسرائيلي، وسأتقدم بمذكرة باسم اللقاء الديمقراطي حول العلاقات اللبنانية السورية، ونحيي الشعب السوري في انتصاراته الكبرى ونحييكم في معركتكم التي قمتم بها من أجل التخلص من القهر والاستبداد".
وبعد انتهاء اللقاء، قال جنبلاط: "اللقاء كان ممتازًا وفَتَحنا صفحة جديدة بين الشعبين".
من جهته، أشار الجولاني إلى الدور الذي لعبه أهالي السويداء في العملية العسكرية التي أدت إلى إسقاط نظام الأسد، مؤكدًا على الترابط التاريخي بين الجانبين.
وأكد الجولاني تطلع الإدارة الجديدة في سوريا إلى إعادة بناء علاقات أخوية متينة بين الشعبين السوري واللبناني.
وتابع: "سوريا كانت مصدر قلق وإزعاج وكان تدخلها في الشأن اللبناني سلبياً والنظام السابق مع المليشيات الإيرانية عملوا على تشتيت شمل السوريين، والعمل الذي قمنا به كان عملا سَلِساً بأقل الخسائر ودخلنا الى حواضر المدن الكبرى ولم تهدم فيها قطعة واحدة".
وأضاف "بالنسبة الى شيعة لبنان المعارضين أو المؤيدين نحن نتكلم بمنطق الدولة بعيدًا من التصنيفات السياسية وهناك صفحة جديدة مع مكونات الشعب اللبناني كافة".
ولفت إلى أن "المجتمع الدولي عجز عن حل المشكلة السورية خلال 14 عاما ونحن أخذنا طريقا مختلفا ليقيننا بأن الشعوب لا تستطيع أن تأخذ حقّها الا بيدها وسوريا لن تكون كما كانت في السابق".
وزير خارجية تركيا بدمشق
وفي إطار اللقاءات قالت وزارة الخارجية التركية، الأحد، إن وزير الخارجية هاكان فيدان التقى الجولاني في دمشق.
ولم تذكر الوزارة مزيدا من التفاصيل.
وذكر التلفزيون السوري أن «وزير الخارجية التركي وصل إلى قصر الشعب بدمشق».
لقاء فاروق الشرع
كما التقى الجولاني مع فاروق الشرع النائب السابق للأسد، الذي أبعِد عن المشهد السياسي في الأعوام الأخيرة من حكم الأسد، ودعاه لحضور مؤتمر حوار وطني، وفق ما أفاد قريب للمسؤول السابق الأحد.
وقال مروان الشرع، وهو ابن عم فاروق، لـ"فرانس برس"، في اتصال هاتفي: "منذ الأيام الأولى لدخول (الجولاني) إلى دمشق، زار فاروق الشرع في مكان إقامته في إحدى ضواحي دمشق، ووجّه له دعوة لحضور مؤتمر وطني سيعقد قريبا".
وكان فاروق الشرع على مدى أكثر من عقدين، من أبرز الدعامات التي رسمت السياسة الخارجية لسوريا.
وشغل السياسي المخضرم منصب وزير الخارجية اعتبارا من عام 1984 خلال حكم الرئيس الراحل حافظ الأسد، وبقي فيه مع تولّي نجله بشار السلطة في 2000.
وعيّن نائبا لرئيس الجمهورية عام 2006، وترأس مؤتمر حوار وطني في فندق صحارى بدمشق عام 2011، بعد أشهر من اندلاع الاحتجاجات المناهضة للأسد.
وأدلى الشرع خلال المؤتمر بتصريحات تنادي بتسوية سياسية للنزاع، غاب بعدها عن المشهد السياسي والأنظار لفترة طويلة.
وأوضح قريبه أن فاروق الشرع البالغ حاليا 86 عاما، كان "قيد الإقامة الجبرية، وسُجِن سائقه ومرافقه الشخصي بتهمة تسهيل محاولة انشقاقه (عن حكم الأسد) ولم يسمح له طوال الفترة الماضية بمغادرة دمشق".
وتابع: "ابن عمي بصحة جيدة ويتحضّر حالياً لإصدار كتاب عن كامل مرحلة حكم بشار منذ عام 2000 وحتى الآن".
وكان فاروق الشرع المسؤول الوحيد الذي أخرج إلى العلن تبايناته مع مقاربة الأسد للتعامل مع الاحتجاجات.
aXA6IDE4LjExOC4xMjAuMTMg جزيرة ام اند امز