سوريا ولبنان وغزة.. حراك دبلوماسي إماراتي مكثف لحل أزمات المنطقة
تتوج مشاركة الإمارات، اليوم الأحد، في الاجتماعات الموسعة بشأن سوريا بالسعودية، حراكها المتواصل لدعم أمن واستقرار المنطقة.
تأتي تلك المشاركة غداة مباحثات هاتفية بين الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات والرئيس اللبناني جوزيف عون اتفق خلالها الزعيمان على اتخاذ الإجراءات اللازمة لإعادة فتح سفارة دولة الإمارات في بيروت، في خطوة على مسار تعزيز العلاقات بين البلدين ودعم استقرار لبنان.
خطوات تأتي بالتزامن مع جهود دبلوماسية مستمرة لدعم التوصل إلى هدنة في غزة والدفع نحو إيجاد أفق سياسي جاد لإعادة المفاوضات لتحقيق السلام الشامل القائم على أساس حل الدولتين، جنبا إلى جنب مع دعم إنساني متواصل عبر عملية "الفارس الشهم 3" للتخفيف من تداعيات الحرب المتواصلة على القطاع منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
نشاط دبلوماسي مكثف تمضي عبره دولة الإمارات في ظل قيادتها الرشيدة خلال عام 2025 بثبات نحو دعم الاستقرار والسلم الدوليين وتعزيز التسامح والتعايش الإنساني، والالتزام الراسخ بحل النزاعات بين الدول بالحوار والطرق السلمية.
اجتماعات الرياض
وشارك الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة، في الاجتماع الوزاري الموسع بشأن سوريا الذي تستضيفه العاصمة السعودية الرياض اليوم الأحد.
ومن المقرر أن يلتقي وزراء الخارجية العرب لبحث الوضع في سوريا، قبل اجتماع موسع يضم نظراءهم الأوروبيين وممثلي منظمات أممية ودولية.
وإلى جانب وزير الخارجية الإماراتي ونظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان، فإنه من أبرز المشاركين في الاجتماع الموسع الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، ووزير الخارجية والهجرة المصري بدر عبدالعاطي، ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين في الأردن أيمن الصفدي، ووزير الخارجية العراقي فؤاد محمد حسين، ووزير الخارجية والمغتربين بلبنان عبدالله بوحبيب، ووزير خارجية تركيا هاكان فيدان، وأسعد الشيباني وزير الخارجية في الحكومة السورية الانتقالية، إلى جانب مشاركين من دول أوروبية ومنظمات أممية.
مشاركة الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان في الاجتماع تأتي بعد نحو أسبوع من إجرائه، الإثنين الماضي، في أبوظبي، مباحثات مع أسعد الشيباني وزير الخارجية في الحكومة السورية الانتقالية وجه خلالها عدة رسائل هامة من أبرزها:
-التأكيد على موقف دولة الإمارات الثابت في دعم استقلال سوريا وسيادتها على كامل أراضيها.
- التأكيد على وقوف دولة الإمارات إلى جانب الشعب السوري الشقيق، ودعمها كافة الجهود الإقليمية والأممية التي تقود إلى تحقيق تطلعاته في الأمن والسلام والاستقرار والحياة الكريمة.
- أهمية توفير عوامل الأمن والاستقرار كافة للشعب السوري الشقيق، من أجل مستقبل يسوده الازدهار والتقدم والتنمية.
حراك يتواصل ضمن مساعي الإمارات لتقديم كل سبل الدعم اللازم للشعب السوري، بعد سقوط نظام بشار الأسد 8 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، ومساندة دمشق، في العبور من المرحلة الانتقالية الحالية.
ضمن تلك الجهود، شارك خليفة شاهين المرر، وزير الدولة الإماراتي، في الاجتماع الاستثنائي الـ(46) للمجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، بشأن الأوضاع في سوريا ولبنان، الذي عقد في دولة الكويت 26 ديسمبر/كانون الأول الماضي.
جاءت تلك المشاركة بعد مشاركة الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، في الاجتماع الوزاري الدولي الموسع حول سوريا، الذي عقد 14 من نفس الشهر في مدينة العقبة بالمملكة الأردنية.
وفي اليوم نفسه، شارك الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، في "اجتماعات العقبة الوزارية حول سوريا" في مدينة العقبة.
دعم لبنان
تأتي مشاركة وزير الخارجية الإماراتي في اجتماع الرياض، غداة مباحثات هاتفية بين الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة والرئيس اللبناني جوزيف عون بعد يومين من توليه منصبه.
وانتخب مجلس النواب اللبناني، يوم الخميس الماضي، قائد الجيش جوزيف عون رئيسا جديدا للبلاد، بعد حصوله على 99 صوتا من أصل 128 صوتا، لينهي شغورا رئاسيا استمر لأكثر من عامين.
وأجرى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان اتصالاً هاتفياً مع جوزيف عون هنأه خلاله بمناسبة انتخابه رئيسا للجمهورية اللبنانية الشقيقة، متمنياً له التوفيق في قيادة لبنان نحو كل ما يحقق تطلعات شعبه إلى التنمية والاستقرار.
وأعرب عن تطلعه إلى العمل معاً بما يعود بالخير والنماء على البلدين وشعبيهما ويسهم في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، مؤكداً دعم دولة الإمارات كل ما يضمن أمن لبنان واستقراره ويحقق تطلعات شعبه نحو التنمية.
واتفق الجانبان، خلال الاتصال، على اتخاذ الإجراءات اللازمة لإعادة فتح سفارة دولة الإمارات في بيروت.
من جانبه، عبر الرئيس اللبناني عن شكره وتقديره للشيخ محمد بن زايد آل نهيان لتهنئته وما أبداه من مشاعر طيبة تجاه لبنان وشعبه، مؤكداً حرصه على مواصلة ترسيخ علاقات البلدين خلال المرحلة المقبلة، مثمنا مواقف دولة الإمارات الداعمة للبنان على مختلف المستويات.
كما بحث الجانبان، خلال الاتصال، سبل تعزيز العلاقات الأخوية والتعاون المشترك بين البلدين بجانب عدد من القضايا والموضوعات محل الاهتمام المشترك وتبادلا وجهات النظر بشأنها.
ولطالما أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في مناسبات عدة وقوف بلاده مع الشعب اللبناني في مختلف الظروف، في رسائل ترجمت عبر محطات عديدة على مر التاريخ، كان أحدثها عبر حملة "الإمارات معك يا لبنان" التي انطلقت قبل 3 أشهر.
وتجاوبا مع ما يمر به لبنان من ظروف صعبة عقب المواجهة بين إسرائيل وحزب الله، أمر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في 30 سبتمبر/أيلول الماضي، بتقديم حزمة مساعدات إغاثية عاجلة بقيمة 100 مليون دولار إلى الشعب اللبناني.
وتنفيذا لتوجيهاته أطلقت دولة الإمارات في أكتوبر/تشرين الأول الماضي حملة إغاثة وطنية لدعم لبنان وشعبه باسم "الإمارات معك يا لبنان"، كما وجه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، بتقديم حزمة مساعدات إغاثية عاجلة بقيمة 30 مليون دولار إلى النازحين من الشعب اللبناني إلى سوريا.
وأرسلت دولة الإمارات نحو 21 طائرة دعماً للبنانيين في ظل الظروف الحرجة التي يمرون بها (3 منها إلى سوريا)، بالإضافة إلى باخرتين حملتا 5 آلاف طن من المساعدات الإغاثية المتنوعة.
وعلى صعيد جهودها الدبلوماسية لدعم استقرار لبنان، شارك خليفة شاهين المرر، وزير الدولة الإماراتي، في الاجتماع الاستثنائي الـ(46) للمجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، بشأن الأوضاع في سوريا ولبنان، الذي عُقد 26 ديسمبر/كانون الأول الماضي في دولة الكويت.
وأكد البيان الصادر عن المجلس دعم سيادة لبنان وأمنه واستقراره ووحدة أراضيه، وضرورة الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار في لبنان وإدانة استمرار الاعتداءات الإسرائيلية، مشددا على ضرورة تطبيق قرارات مجلس الأمن بشأن لبنان خاصة القرار 1701، واتفاق الطائف، لاستعادة الأمن والاستقرار الدائم في هذا البلد وضمان احترام سلامة أراضيه واستقلاله السياسي وسيادته داخل حدوده المعترف بها دوليا، وبسط سيطرة حكومة لبنان على جميع الأراضي اللبنانية.
دعم إنساني ودبلوماسي تؤكد عبره دولة الإمارات قيادة وحكومة وشعبا استمرارها في تقديم كل الدعم الإغاثي اللازم إلى الشعب اللبناني، بما يُجسد قيم التآزر والتضامن والتعاضد والتعاون التي يتصف بها المجتمع الإماراتي الأصيل في كل الأوقات والظروف مع مختلف المجتمعات والشعوب المتأثرة التي تواجه الكوارث والأزمات أو تعاني من الحروب والصراعات.
دعم غزة
ومن دعم لبنان، إلى دعم غزة دبلوماسيا وإنسانيا، حيث تتدفق المساعدات الإماراتية على القطاع الذي يعيش حربا دمرت الأخضر واليابس.
ومنذ مطلع عام 2025، تكثف دولة الإمارات دعمها الإنساني والإغاثي عبر عملية "الفارس الشهم 3" للتخفيف عن أهل غزة معاناتهم جراء الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وخلال الأسبوع الأول من العام الجاري، عبرت 3 قوافل محملة بمساعدات إنسانية إماراتية متنوعة إلى قطاع غزة عبر معبر رفح الحدودي مع مصر، تتألف من 29 شاحنة تحمل على متنها أكثر من 364 طنا من المساعدات الإنسانية، تتضمن المواد الغذائية وكسوة الشتاء وخيم الإيواء والاحتياجات الضرورية الأخرى.
ويوم الثلاثاء الماضي، دخلت قافلة مساعدات إماراتية طبية ضخمة إلى قطاع غزة ضمن التزام دولة الإمارات بتخفيف معاناة الفلسطينيين وتقديم الإغاثة العاجلة للقطاع الصحي المنهار.
وأرسلت الإمارات، يوم الأربعاء الماضي، طائرة إغاثية محملة بـ 40 طنا من الحقائب المدرسية ومستلزمات التعليم دعما للطلبة في قطاع غزة.
لفتات ومبادرات إنسانية متتالية تربُت بها دولة الإمارات وقيادتها على قلوب أهل غزة، وتحاول عبرها مداواة جروحهم وتخفيف آلامهم.
ورسمت دولة الإمارات عبر تلك المبادرات ملحمة إغاثية إنسانية، قادها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، وجعلت البلاد في صدارة دول العالم الداعمة لأهل غزة بشكل خاص والعمل الإنساني بشكل عام، في مسار توثقه الحقائق على أرض الواقع وتؤكده لغة الأرقام.
أحدث تلك الأرقام، صدرت مؤخرا، من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، وكشفت عن تصدر الإمارات قائمة الدول الأكثر دعما لسكان غزة منذ بداية الحرب في أكتوبر/تشرين الأول 2023 وحتى نهاية نوفمبر/تشرين الثاني 2024، بقيمة بلغت 828 مليون دولار، وبنسبة 42% من مجمل المساعدات المقدمة للقطاع.
وتواصل عملية "الفارس الشهم 3" التي أمر بإطلاقها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، تقديم المساعدات الإنسانية في مختلف محافظات قطاع غزة، لإغاثة الأسر الفلسطينية المنكوبة وتوفير الطعام وخيام الإيواء والمستلزمات الأساسية لهم في ظل الأوضاع الكارثية الصعبة التي يمر بها القطاع منذ أكثر من عام.
دعم إنساني، واكبه دعم دبلوماسي، ظهر جليا خلال استقبال وزير الخارجية الإماراتي يوم الثلاثاء الماضي في أبوظبي، جدعون ساعر وزير الخارجية الإسرائيلي، حيث تصدرت المباحثات الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، والجهود الإقليمية والدولية المبذولة للتوصل إلى وقف مستدام لإطلاق النار.
وأكد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان خلال اللقاء على الأهمية العاجلة للدفع نحو إيجاد أفق سياسي جاد لإعادة المفاوضات لتحقيق السلام الشامل القائم على أساس حل الدولتين، بما يسهم في ترسيخ دعائم الاستقرار وتحقيق الأمن المستدام في المنطقة وإنهاء العنف المتصاعد الذي تشهده.
وشدد على أهمية العمل من أجل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار وتجنب اتساع رقعة الصراع في المنطقة، مشيرا إلى أن الأولوية هي إنهاء التوتر والعنف وحماية أرواح المدنيين وبذل كافة الجهود لتسهيل تدفق المساعدات الإنسانية الملحة.
وأكد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، أن منطقة الشرق الأوسط تعاني حالة غير مسبوقة من التوتر وعدم الاستقرار، وتحتاج إلى تعزيز العمل الدولي الجماعي من أجل إنهاء التطرف والتوتر والعنف المتصاعد، وتبني نهج السلام والازدهار والتنمية لمصلحة شعوبها.
وشدد على دعم دولة الإمارات لجهود الوساطة التي تقوم بها دولة قطر الشقيقة وجمهورية مصر العربية الشقيقة والولايات المتحدة الأمريكية الصديقة للتوصل لصفقة تبادل تقود إلى وقف دائم لإطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، وكذلك إيصال المساعدات بشكل كاف وعلى نحو آمن ومستدام من دون أية عوائق إلى المدنيين في قطاع غزة.
وأشار إلى أن بناء السلام في المنطقة هو السبيل لترسيخ دعائم الاستقرار والأمن المستدامين بها وتلبية تطلعات شعوبها في التنمية الشاملة والحياة الكريمة.
كما أكد التزام دولة الإمارات الراسخ بدعم الشعب الفلسطيني الشقيق وحقه في تقرير مصيره، مشددا على مواقف دولة الإمارات الأخوية الراسخة تجاه الشعب الفلسطيني على مدار العقود الماضية.
وأشار إلى أن الإمارات العربية المتحدة لن تدخر جهداً في مد يد العون للأشقاء الفلسطينيين، وستواصل تقديم المبادرات الإنسانية لغوثهم.
aXA6IDE4LjExNi44NS45NiA=
جزيرة ام اند امز