الاشتباكات تتوسع في سوريا ومطالبات بـ«وقف التصعيد»
تتوسع موجة العنف في سوريا وتزداد كثافة، بمشاركة أطراف عدة، ما حرك حركة نزوح جديدة، وسط مطالبات أممية بـ"وقف التصعيد".
وفي أحدث تطور، قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية، إن وحدات من الجيش والقوات الرديفة تتصدى اليوم الثلاثاء، لهجوم شنته قوات تابعة لقوات سوريا الديمقراطية في الريف الشمالي لمحافظة دير الزور، وفق رويترز.
وقوات سوريا الديمقراطية هي تحالف يقوده الأكراد في شمال وشرق سوريا وقد عمل مع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمجابهة تنظيم "داعش" الإرهابي.
وتسيطر قوات سوريا الديمقراطية، التي تقودها وحدات حماية الشعب الكردية وتضم مقاتلين من العرب، على مساحة من سوريا، بما في ذلك حقول النفط والمناطق التي ينتشر فيها نحو 900 جندي أمريكي.
وتعتبر تركيا، جارة سوريا من جهة الشمال، وحدات حماية الشعب وقوات سوريا الديمقراطية من الجماعات "الإرهابية".
تطورات في حماة
من جانب آخر، قال القيادي في الفصائل المسلحة التي تشن هجمات ضد الجيش السوري في محافظتي حلب وحماة، إن عناصرهم تتقدم على أكثر من محور في ريف حماة وتسيطر على 7 مناطق هناك، مشيرا إلى أن التقدم لا يزال مستمرا، وفق ما نقلته تقارير صحفية.
في المقابل، نقلت وزارة الدفاع السورية عن مصدر عسكري، أن الطيران الحربي السوري الروسي المشترك يوجه ضربات جوية وصاروخية مركزة على ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي.
وقالت الوزارة إن الطيران الحربي أوقع عشرات القتلى والجرحى في صفوف "الإرهابيين" ودمر آلياتهم وأسلحتهم.
وللمرة الأولى منذ اندلاع النزاع في العام 2011، أصبحت حلب خارج سيطرة الحكومة السورية، في ظلّ سيطرة هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) وفصائل حليفة لها على كلّ الأحياء التي كانت تنتشر فيها القوات السورية.
اجتماع أستانا
سياسيا، ذكرت وسائل إعلام حكومية إيرانية نقلا عن وزير الخارجية عباس عراقجي، أمس الإثنين، أن وزراء خارجية إيران وتركيا وروسيا من المرجح أن يجتمعوا في إطار عملية أستانا يومي السابع والثامن من ديسمبر/كانون الأول الجاري لمناقشة الملف السوري على هامش منتدى الدوحة.
وعلى الجانب الإنساني، قال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، إنه "مع تصاعد العنف في سوريا يموت المدنيون الأبرياء مرة أخرى ويتعرض الآلاف للنزوح".
وأضاف في منشور على منصة "إكس" للتواصل الاجتماعي، أن "الوضع في لبنان يبقى أيضا هشا.. المنطقة لا تستطيع أن تتحمل أزمة تلو الأخرى، والعاملون في المجال الإنساني يبذلون كل ما في وسعهم، لكن السلام مطلوب بشكل عاجل".
وأمس، أعلنت الأمم المتّحدة، أنّ التصعيد الحاصل منذ بضعة أيام في شمال غرب سوريا، أدّى إلى فرار ما يقرب من 50 ألف شخص، في موجة نزوح تسلّط الضوء على التداعيات الإنسانية الخطرة للتطورات الميدانية في هذه المنطقة.
صرخات أممية
وقال مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية "أوتشا" في بيان إنّه "حتى 30 نوفمر/تشرين الثاني الماضي، نزح أكثر من 48,500 شخص"، مشيرا إلى أنّ "وضع النزوح لا يزال شديد التقلّب، والشركاء يتحققون يوميا من أرقام جديدة".
فيما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن "قلقه" إزاء تصاعد العنف في شمال سوريا، داعيا إلى وقف فوري للقتال، بحسب ما أعلن الناطق باسمه ستيفان دوغاريك، أمس.
وقال دوغاريك في بيان "على جميع الأطراف بذل ما في وسعها لحماية المدنيين والبنى التحتية المدنية، خصوصا من خلال السماح بمرور آمن للمدنيين الذين يفرون من الأعمال العدائية".
وأضاف أنّ "السوريين يعانون هذا الصراع منذ حوالى 14 عاما، وهم يستحقّون أفقا سياسيا يقودهم إلى مستقبل سلمي وليس إلى المزيد من إراقة الدماء".