التايمز: نظام أردوغان يتحمل خرق الهدنة ومأساة إدلب
مدينة إدلب تعد واحدة من أربع مناطق تم الاتفاق على خفض التصعيد فيها بين سوريا وتركيا منذ عام 2017.
حمّلت صحيفة "التايمز" البريطانية نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مسؤولية خرق الهدنة الموقعة في إدلب السورية، بعد فشل قواته في التصدي لعناصر تنظيم القاعدة الإرهابي بالمدينة.
ومدينة إدلب تعد واحدة من أربع مناطق تم الاتفاق على خفض التصعيد فيها بين سوريا وتركيا منذ عام 2017.
وتمثل إدلب حاليا معقلا للجماعات الإرهابية ومليشيات موالية لتركيا، وتخضع لاتفاق خفض التصعيد الذي توصلت إليه موسكو وأنقرة في حوار أستانة.
وحذرت "التايمز" من أن اللاجئين في مدينة إدلب يدفعون ثمن "تقاعس" المجتمع الدولي عن التحرك لوقف الحرب التي تدور رحاها منذ 9 سنوات.
وقالت الصحيفة البريطانية في افتتاحيتها، الخميس، بعنوان "التقاعس في سوريا.. مأساة اللاجئين"، إن الحرب دخلت عامها التاسع وربما تسوء في إدلب شمال غربي البلاد، مع استمرار الهجوم ضد أحد آخر معاقل المعارضة المسلحة.
وأضافت أن أكثر من مليون شخص فروا بالفعل وسيتبعهم المزيد، مؤكدة أن الاتفاق الهش الذي أبرمه الاتحاد الأوروبي مع تركيا، الذي ستستضيف بموجبه الأخيرة اللاجئين من سوريا، أصبح مهددا.
ووفقا للصحيفة، تشير المناورات الدبلوماسية جميعها إلى صراع طويل الأمد، حيث غادر وفد روسي، الثلاثاء، كان موجودًا في أنقرة منذ السبت، دون اتفاق على كيفية الحد من العنف.
وفي غضون ذلك، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في خطاب أمام أعضاء حزبه الحاكم (العدالة والتنمية) الأربعاء: "أعلن أننا سنطلق النار على القوات السورية في كل مكان، من اليوم، دون التقيد بمذكرة سوتشي".
وأشارت الصحيفة إلى أن تصريحات أردوغان بمثابة مؤشر على أقرب نقطة مواجهة خطيرة بين موسكو وأنقرة منذ أن أسقطت تركيا طائرة روسية على الحدود السورية في نوفمبر/تشرين الثاني 2015، رغم أن الإنفراجة ربما لا تزال ممكنة.
وشددت التايمز على أن الكارثة في إدلب، رغم ذلك لا تزال مستمرة بالفعل، حيث يجبر قصف المباني العامة السوريين على الفرار في درجات حرارة دون الصفر، وعلى غرار معظم النزاعات في المنطقة، من المحتمل أن يمتد هذا الصراع نحو أوروبا.
وذكرت أن أردوغان هدد مرارًا بإعادة فتح الطريق شمالًا إلى أوروبا أمام اللاجئين الهاربين من سوريا.
وارتأت الصحيفة أنه يتعين على حلف شمال الأطلسي (ناتو) الآن أن يقرر ما إذا كان سيستجيب لطلب وزير الدفاع التركي خلوصي أكار بالتدخل، لكن هذا لا يعني بالضرورة أن المساعدة ستكون وشيكة.
وفي عام 2012، نشر الناتو 6 بطاريات صواريخ على طول الحدود بين تركيا وسوريا، ولكنها أزيلت في أكتوبر/تشرين الأول 2015 خلافا لرغبات أنقرة.
واختتمت صحيفة التايمز البريطانية بقولها إن هناك دائما ثمنا للعمل العسكري، لكن سوريا تُظهر أن هناك ثمنًا للتقاعس أيضا، وهو ما يدفعه أبناء إدلب.
وتشهد الآونة الأخيرة تقدما ملحوظا للجيش السوري في محافظة إدلب، قوبل بإشادة واسعة على منصات التواصل الاجتماعي وبتهكم كبير على المعدات العسكرية التركية المحترقة.
واستعاد الجيش السوري بمساعدة هجمات جوية روسية مكثفة عشرات البلدات في محافظة إدلب خلال الأسبوعين المنصرمين في أكبر تقدم لها منذ سنوات، ما أجبر عشرات الآلاف على الفرار إلى الحدود التركية.
aXA6IDMuMTM2LjIyLjIwNCA= جزيرة ام اند امز