"الانسحاب الروسي".. رحيل عن سوريا أم تغيير في التكتيك؟
الرئيس الروسي تقدم بمشروع اتفاقية لتوسيع قاعدة طرطوس البحرية بعد يومين من إعلان سحب قواته وسط تشكيك دولي.
تقدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الأربعاء، إلى مجلس الدوما (البرلمان) بمشروع اتفاقية بين بلاده ونظام الرئيس السوري بشار الأسد لتوسيع قاعدة بحرية روسية في ميناء طرطوس، بعد يومين من إعلانه سحب قواته من سوريا إثر القضاء على تنظيم "داعش" الإرهابي.
وقال مجلس الدوما في بيان له إن "مشروع الاتفاقية يقضي بتوسيع القاعدة، وكذلك يتعلق بدخول السفن الروسية في المياه والموانئ السورية"، وفقا لما ذكره موقع "روسيا اليوم".
انسحاب أم تغيير في التكتيك؟
ومما يؤكد الاهتمام الروسي الكبير بالمسألة، فقد عيّن بوتين نائب وزير الدفاع الروسي نيقولاي بانكوف ممثلا له في البرلمان لمتابعة مسألة المصادقة على الوثيقة الموقعة في دمشق في 18 يناير/كانون الثاني من العام الجاري.
كما أوضح الرئيس السابق لهيئة الأركان للقوات البحرية الروسية الأميرال فيكتور كرافتشينكو، أن هذا التطوير سيجعل من مركز الدعم اللوجستي في طرطوس قاعدة بحرية واسعة النطاق، وهو مما سيعزز قدرات وعمليات الأسطول الروسي ودور موسكو في البحر المتوسط بشكل عام.
وتابع كرافتشينكو، تصريحاته لوكالة "إنترفاكس" الروسية، أن "المشروع سيتيح للسفن الحربية الثقيلة، وخاصة من نوع الطراد، دخول القاعدة وإجراء عمليات الصيانة هناك".
الإعلان الروسي الجديد عن خطط تطوير وتوسيع القاعدة الروسية في طرطوس، يتناقض مع إعلان بوتين المفاجئ بانتهاء عمليات القوات الروسية بعد "القضاء على تنظيم داعش"، والبدء في الانسحاب من هناك. كما أنه يدعم الشكوك الأمريكية في عزم موسكو الخروج من سوريا كما أعلنت ذاك الاثنين الماضي.
تشكيك أمريكي- فرنسي
الإدارة الامريكية، من جهتها، ردت على التصريح الروسي بالقول: "إن إعلان تحقيق النصر ضد التنظيم الإرهابي سابق لأوانه.. رأينا مرارا في التاريخ الحديث أن أي إعلان عن النصر سابق لأوانه يعقبه فشل في تدعيم المكاسب العسكرية واستقرار الوضع وتهيئة الظروف التي تحول دون إعادة ظهور الإرهابيين".
وصرح متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" أدريان رانكين جالاوي، بأن الولايات المتحدة لم تلحظ أي سحب كبير للقوات الروسية منذ إعلان بوتين.
وقال إنه "لم يحدث خفض كبير في القوات المقاتلة في أعقاب الإعلانات الروسية السابقة بخصوص عمليات انسحاب مزمعة من سوريا".
وعلى خطى واشنطن المتشككة دخلت باريس، حيث اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إن العمليات العسكرية ضد التنظيم الإرهابي في سوريا ستستمر حتى منتصف أو أواخر فبراير/شباط المقبل، مناقضا بذلك الإعلان الروسي بأن الأراضي السورية "تحررت بالكامل" من قبضة التنظيم.
طموحات مستقبلية معلنة
المسؤولون الروس لم يخفوا طموحاتهم في سوريا، بل يعلنون ذلك صراحة، وهو ما جاء على لسان مندوب البرلمان الروسي لشؤون سوريا، دميتري بيليك، قائلا: "إن مجموعة السفن الحربية الروسية المرابطة قبالة الساحل السوري ستبقى متمركزة هناك "لأجل غير مسمى".
وأشار بيليك، في تصريحات لقناة "روسيا اليوم" إلى أن التواجد الروسي البحري في سوريا يمثل جبهة روسية لمواجهة الإرهاب الدولي، ولا يمكن التغاضي عن محاولة تسريب "داعش" عناصره إلى سوريا عبر الساحل، على حد قوله.